عيد الشكر الأميركي …
إهداء الى المرأة اللبنانية في ( لبنان ينتفض )
الشكر للمرأة اللبنانية في ( لبنان ينتفض )
المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها …
لم تجتمع البشرية على أمرٍ واحدٍ كما إجتمعت على تقدير الأرض وتكريمها ،
حيث كُتبت القصص وأُنشدَت الأغاني وصيغت الملاحم، وقيلت أجمل وأنبل العبارات في وصف الأرض…
بأنَّها آلهة الخصب.
وآلهة الخَلْق.
وينبوع الحياة الأبديَّة.
كانت القيمة الأساسية التي اعتصموا بها، هي الشكر والعرفان والوفاء لما تقدِّمه الأرض لبني الإنسان والبشريَّة عامة ً.
وهذا لا يعني أنَّ شيم الإنسان تقتصر على الوفاء والشكر فقط، فالغرائز التي تتملَّكه وينحو بها وذلك منذ ( هابيل وقابيل ) تتَّخذ :
من الغدر عادة.
ومن الطعن وسيلة.
ومن الغزو طريقة.
ومن القتل منهجاً.
وذلك كله ضمن السلوك الإنساني أيضاً !
لقد راكم الإنسان في مراحل تطوُّره كافة، العديد من القيم الإنسانية لكن تلك القيم لم تستطع أن تنزع من داخله الغرائز التي تحدثت عنها آنفاً والمزروعة في داخله منذ بدء الخليقة وغالباً ما تتجلَّى في إنساننا الحديث الذي نشاهده اليوم.
مشاعر عديدة تتنازع الإنسان … سنتحدث عن المُضيء منها، وهي عِرفانه وشكره للأرض التي وُلِد وعاش عليها وذلك من خلال احتفالاته السنوية بها ...
تعدَّدت أسماء الأعياد التي تُمجِّد الأرض وتشكرها على خيراتها ومنها :
عيد الشُّكر في الولايات المتحدة الأميركية.
يُصادف هذا العيد في ( الخميس الرابع من شهر تشرين الثاني ) من كل عام، ويقع العيد هذه السنة نهار الخميس الواقع فيه ٢٨ تشرين الثاني ٢٠١٩م.
يعود بدء الاحتفال بهذا العيد إلى العام ١٦٢٠ وذلك عندما وصل المهاجرون الى مدينة بليموث في ولاية ماساتشوستس، ( اليوم ).
لم يكن لدى المهاجرون أيُّ خبرة في الزراعة. فبادر الهنود الحمر
Native Americans
إلى تعليمهم، على طرائق الزراعة والصيد.
استغرق موسم الحصاد الأول الذي قام به المهاجرون ثلاثة أيَّام، وفي نهايته دعوا الهنود ( السكان الأصليين ) للاحتفال وشكرهم على المساعدة والصلاة، لأنَّ الله منَّ عليهم بحصاد وفير.
واظب الأميركيون في نهاية كل موسم حصاد على الاحتفال والصلاة والشكر والتفنُّن بأشهى الطرائق في إعداد الديك الرومي، حيث إتخذوا من تلك الاحتفالية مناسبة للَمِّ شمل العائلة، وابتدعوا أشكالاً غريبة وطريفة في ذلك منها اختيار ديك رومي واحد وتكريمه، حيث يُؤخذ في احتفال إلى رئيس الولايات المتحدة الاميركية الذي يُصدِر أمراً رئاسياً يتضمَّن إعفائه من الذبح.
هذه المراسم والتقاليد الاحتفاليَّة التي دأب الشعب الأميركي على إحيائهاسنوياً
أثارت همَّة الحكومة الفيدرالية في إعلاء شأن هذه المناسبة، حيث أقرَّ الكونغرس تعديلاً دستورياً بالعام ١٩٤١م. تكريماً لهذه المناسبة.
الجذور التاريخية.
وكما أوضحت آنفاً أنَّ الإنسان كان يختلج عقلاً وقلباً بمشاعر تتراوح بين التعبير عن الفرح وإظهار الحزن كما كان يتملَّكه ويهيمن عليه لمَّا تقدِّمه الأرض.
١/ في العصر البابلي.
المقصود بالعصر البابلي هو حضارات سومر، أكاد، أشور، كلدان، وبابل.
في هذا العصر وفي هذه البقعة الجغرافية والخصوبة التي تمتاز بها تربة بلاد ما بين النهرين، كان للزراعة شأنٌ عظيم تجلَّت ملاحم رُصِّعت بأوصاف الخير والشكر للآلهة على الحصاد والنعمة التي توفِّرها الأرض.
كان لديهم ...
عيد، حصاد الشعير.
وعيد، قطف التمور.
وذلك في الأوَّل من نيسان أي عند حلول الربيع.
كان القصد من خلال إحياء هذين العيدين الاحتفال بتجدُّد الحياة وولادتها من جديد.
ويعود تاريخ إحياء هذه الفكرة الى الألف الرابع او الخامس قبل الميلاد.
لذلك، هو يُعَّدُّ ، أقدم احتفال أُقيم في التاريخ.
لقد نبتت بذور هذا العيد في أغلب الأعياد التي تُوفي الأرض حقَّها، وذلك عند أغلب الحضارات اللاحقة.
ومن هذه الأعياد :
-/ عيد الربيع ( أكيتو ) الأشوري.
يُعَدُّ هذا العيد رمزاً لخصوبة الأرض، وحملها بكل ما هو أخضر، وهو لون الحياة والترحيب والاحتفال بالطبيعة، والابتهاج، بقدومها وبخيراتها الموسميَّة.
٢ / عيد النيروز الفارسي.
٢١ آذار من كل عام هو، يوم الاعتدال الربيعي ورأس السنة الفارسيَّة في إيران.
خصائص هذا العيد، نسيان الأحقاد، إطعام الفقراء، لأنَّه عيد الإنسانيَّة ، والفرح، والرحمة.
٣ /الخلافة العباسية :
في العراق لا يمكن إلاَّ أن يكون أهل بلاد الرافدين ملتصقين بالتراث الشعبي المستمد من حضارة عريقة كالبابلبة، وقد جرت تسمية العيد بالربيع الشامي.
٤ / في مصر الأقباط :
جرت التسمية، ب النيروز القبطي.
٥ / عند الأكراد :
جرت تسميته ب النيروز الكردي.
٦ / في سوريا :
انتقل الميراث السومري وجرت تسميته بعيد الربيع الشامي.
٧ / اليزيديون :
كانت تسمية العيد ( سري صال )
٨ / السريان :
احتفلوا بهذا العيد كذلك، الصابئة المندائيون.
٩ / اليونانيون : احتفلوا بعيد الربيع.
١٠ / عيد شم النسيم المصري :
يعود هذا العيد الى زمن الفراعنة، لأنَّه بَعْث الحياة، وهو أوَّل الزمان وبداية خلق العالم.
١١ / العيد عند اليهود.
تمَّ ذكره في سفري اللاويين والتثنية، ويعتبر يوم ١٥ شباط عيد الأشجار والفاكهة.
الخاتمة :
يتضح، من أعلاه أنَّ الإنسان، إتَّفق وبالإجماع على تقديم شعائر الشُكر والعرفان والجميل للأرض وما تقدِّمه من خير ومحاصيل وزرعٍ ونبات وفواكه
وخضار وثمار وماء زُلال .
وأنَّهم في الوقت ذاته، إختلفوا على كل شيئ بما في ذلك الأديان السماويَّة التي هبطّت من الأعالي ..
من أجل شيئٍ يسمو ولا يُسمى عليه.
يعلو ولا يُعلى عليه.
ولكنهم أمعنوا في التفرقة فيما بينهم.
وقد هالني ان أُسَمِّي ذلك في مدونتي :
( محنة الأديان السَماويَّة ).
وما يحصل الآن هو خير دليل وبرهان.
فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
٢٨ تشرين الثاني ٢٠١٩م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق