أصبح عندي الأن بُندقيَّة إلى فلسطين خُذوني معكم.
أُغنية من تأليف نزار قباني.
غناء …
مُوسيقار الأجيال والهرم الضائع، محمد عبد الوهاب.
كوكب الشرق الآفل للسقوط والغائب عن العرب والعروبَّة اليوم. ( طبعاً لا أقصد أُم كلثوم المُغنيَّة )
أفَلَ قالَ إنِّي لا أُحِبُّ الآفِلِين. ( الأنعام آية ٧٦ ).
المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها …
عندما قام نزار قباني بتأليف هذه الأبيات الشعرية بعد أواسط القرن الماضي بقليل، كان قصدُه وهمَّه ومُبتغاه تنشيط الهمَّم العربية والبحث بالسراج والفتيل عن أشاوِس الرجال والمُجاهدين الشجعان، والطلَّب مِن شوساء عربية مثل خولَّة بنت الأزور او جميلة بوحيرد لترافقن الأشاوس مِن الرجال لتحرير فلسطين.
وعندما قام محمد عبد الوهاب بوضع لحنٍ لهذه الابيات الشعرية الحماسيَّة، كان الجو آنذاك ينعم ببحبوبَّة من القومية العربية لتحرير فلسطين تُضاف إلى مُفردات عربية لغويَّة عميقة كالغاصب والغاشم والمحتَّل الخ.
لم يكُّن الحزن من فَقْد أو ضياع فلسطين موجوداً في ذاك الوقت.
لأن :
الخليج العربي كان ثائراً.
والمحيط الأطلسي كان هادراً.
كان من المفروض من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أن يضَّع لحناً حماسياً يستعمل فيه أبواق الآلات النحاسيَّة لتصدَّح في الآذان، وتُثير القتال والفروسيَّة.
آثر موسيقار الأجيال، أن يضع لحناً حزيناً مُقتبساً من لحن جنائزي غربي يشكو فيه الانسان ( رجل او إمرأة ) من :
فقد عزيز.
ضياع حُب.
هجر عشيقة.
تحطُّم مشاعر لفقدان آلهة حب أنسان.
او تلاشي الأمال بعد غياب أمورَّة حياته.
أمَّا ضِياع أو فقد فلسطين لم يكُّن له حِساب في أواسط القرن الماضي.
كان الماسكين بزمام الامور آنذاك مِن الزمن الذي أصبح غابراً مُندثراً، غير من هُم الأن قابضين على الرِقاب والعباد.
ولكن الذي لم يتغيَّر هم الحُثالة في التأريخ والتقييم مِن مُؤرخين او نقَّاد عرب، سواء في السياسة أو الفن.
والملفت في ذلك أنَّ أحد النقَّاد العرب ممَّن عاصر محمد عبد الوهاب قال إنَّ محمد عبد الوهاب هرمٌ كبير بالاضافة إلى أُم كلثوم، ولكنه لم يذكر إن كان هرماً من الإهرامات التي هدمها أحقر البشريَّة صلاح الدين الأيوبي ذلك المسلم الكردي النذل القادم من الأمصار والأقطار البعيدة، حتى يبني قلعته المشؤومة في القاهرة.
محمد عبد الوهاب هو المُجلِّي والمتقدِّم والسبَّاق في مجال الإقتباس من الموسيقى الغربية، لأن اللحن الذي وضعه لأغنية ( أصبح الأن عندي بُندقية إلى فلسطين خُذوني ) أجهشت الكثيرين غيري بالبكاء وإنهمار الدموع، ليس على ضياع فلسطين، بل على ضياع من هو أقرب إلى وريد القلب.
لنرجع إلى فلسطين :
العرب اليوم هُم من أكثر شعوب الارض قاطبة التي تعشق إطلاق الشعارات.
شعارات العرب اليوم وبالأمس القريب ( فلسطين ) والبعيد ( الأندلس ) فيها الهم والغم والبكاء والنحيب.
دائماً وأبداً هناك من يلوم الغير في المصائب التي نتخبَّط بها.
سبق وأطلقت عليهم مُسمى حزب الملامَّة العربي.
سأكتفي بهذه المُقدِّمة …
فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا.
٢ اذار ٢٠١٩م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق