جمال خاشقجي،
وقِصَّة إبريق الزيت العربي.
المقدمَّة :
هذه المُدونَّة لا تُعبَّر عن رأي سياسي، بل هي تصوير فوتوغرافي للواقع الحالي والتاريخي، دون تحريفٍ، أو دَّسٍ، أو تعديلٍ، أو تجميلٍ.
هذه المُدونَّة لا تُبرئ من خطف او ( قتل ) الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
هذه المُدونَّة هي تأكيد لقول الشاعر العربي المُتنبي وإعتباره آية، وناموس، وطقس، ومذهب من مذاهب العرب منذ فجر الاسلام :
تقول الآية الشعرية :
لكل إمرءٍ من دهره ما تعودَّا ....
وعادة العرب بعد الاسلام، أنهم أخذوا ( أسلِّم تسلَّم ) طقساً، وطريقة في الحياة والعيش، وتعدلَّت مع مرور وتقادم الزمن وإشتدَّت الحبكَّة، وتعاظمَّت إلى كتم أنفاس كل من يخالفهم :
بالدِّين، بالمذهب، بالعقيدة، بالرأي، بالفكر، بالعلم، بالثقافة.
هذه المُدونَّة هي تذكير ل قول مشهور قاله المفكَّر سعيد تقي الدين :
( أشَّد من يُحاضر في الفضيلة، هي القحباء ).
وسأخُّص بالذكر هنا، تركيا التي تُحاضر اليوم عن فضيلة الحرية، وتناسَّت انها من ذريَّة الحُثالة العثمانية.
كذلك سأُشير الى الميديا الاميركية التي هي بوق الإستبلشمانت الخسيسة، التي تُطالب اليوم بحرية الفكر عند العرب.
كلٌ من المذكورين أعلاه، سيلقى مني في سياق هذه المُدونَّة الرَّد على مواقفه من إختفاء الصحافي السعودي المنوه به.
إذن :
هذه المُدونَّة ستأخذ القارئ الى دهاليز التاريخ، لإلتقاط صُوَّر قديمة ومحاكاتها مع الصورة الحالية للمواطن العربي السعودي، الذي هزَّ ضمير الإستبلشمانت العالمية، المُتمثلَّة بالميديا الاميركية والتي أطلق عليها الرئيس الاميركي العنيد دونالد ترامب ( الصحافة الكاذبة والكذوبة ).
هذه قِصَّة المواطن العربي السعودي، الذي ستعتبره الإستبلشمانت العالمية البغيضة شهيد حرية الكلمة الحرَّة على مذبح العرب، والعروبة، والإسلام، من أجل أن يبقى الربيع العربي ماثلاً الى قرون قادمة.
لا عجباً في تلك النبوءة، طالما سبق وبقيت السلطنة العثمانية البائدة جاثمة أربعة قرون ونيف، تعبث بالعرب، والإسلام.
وما زال العرب والإسلام، ودولهم الحالية، يحاكون قِصَّة او قِصَّص إبريق الزيت منذ أربعة عشر قرناً ونيف، والحبل على الجرار.
وهذا لا يعني أن البشرية وحُكامها السابقين، والحاليين من دول الشرق والغرب معاً عندهم العفَّة في التعاطي مع من يخالفهم الرأي السياسي او الديني، بل يستعملون أي حادثة تقع لغيرهم، مطيَّة للوصول الى غايات دفينة، مستغلين الغرائز البشرية في التهييج، كما هو حاصل الان في مسألة الصحافي السعودي.
بعد هذه المقدمة لا بد من تعريف الصورة، حتى نطبقها ونحاكي مثيلاتها عند العرب، والعروبة والإسلام.
تعريف : جمال خاشقجي مواطن سعودي.
إستحصل على الإقامة الاميركية :
Green Card.
ولكنه لم يسكن، وليس له إقامة دائمة.
يكتب في صحيفة ( واشنطن بوست )، التي تتنافس مع صحيفة ( نيويورك تايمز ) على لقب الصحيفة الأكثر كذباً، وتلفيقاً، ونفاقاً، ودجلاً ليس في أميركا فحسب، بل في الكون كلَّه.
تقول قِصَّة جمال خاشقجي أنه دخل قنصلية المملكة العربية السعودية في إسطنبول ( تركيا ) لإنهاء إجراءات معاملة زواجه من فتاة تركية، ولم يخرج من القنصلية لغاية تاريخه.
وتقول الرواية، أن العالم الغربي فُجِع، وذُهِل، وصُعِق، وإغرورقَّت دموع تماسيح الصحافة الاميركية، ومن يلحَّق بأذيالها، وركبها من الأقلام والصحافة العربية المُجليَّة في تدريس وتلقين الكذب، والتكاذب، الخسيس والدنئ، لَمَّا لم يخرج الصحافي جمال خاشقجي من القنصلية السعودية، الذي يّمثُّل حرية الكلمة، والتعبير عند الجيل العربي الأشَّم.
أما الموقف المضحك والمبكي في آن، في قِصَّة إبريق الزيت العربي هو صادر من بقايا السلطنَّة العثمانية البائدة ( تركيا اليوم )، التي حركَّت أجهزتها الأمنية من عتاد السفربرلك، وأزلام السُخرَّة لكشف ملابسات إختفاء شهيد الصحافة العالمية جمال خاشقجي على مذبح الحرية للعالم العربي الاسلامي المجيد، والتليد.
والأشَّد غرابة ما تسرَّب من صحافة الغرب، وصحافة الأتراك عن طريقة قتل جمال خاشقجي الهمجيَّة، كتقطيع الأوصال، وسفك الدماء، والتعذيب وغيره من وسائل وطرق إستهجنها الغرب، ولكن التاريخ العربي منذ الخلافة الأموية ومقتل الحسين في كربلاء، ومن ثم الخلافة العثمانية التركية البغيضة، عرفوا هذه الأساليب في القتل والتعذيب من قبل الطغاة من الخلفاء العرب، وسلاطين بني عثمان في أثناء حكمهم البائد على رقاب العرب والمسلمين لأكثر من أربعة قرون غارسة أنيابها في جسد الأمة العربية الاسلامية المجيدة والتليدة الى يوم الدين.
أن يختفي إنسان عربي واحد يهتَّز الكون ..
أما أن تُختطف نساء عربيات موحِّدات درزيات بالأمس الأقرب من قريب من سوريا، لاتتحرَّك الأقلام العربية، ولا الصحافة، ولا الحكومات التي هالها أخبار ذبح ذلك المواطن السعودي في قنصلية بلده.
أما أن تُخطف شعوب الدول العربية من بعض حُكامها، وتقطع أرزاقهم، وأعناقهم باتت وجهة نظر لا يحسب لها حساب.
أما صحيفة الواشنطن بوست التي أعلنت خبر إختفاء أحد مُبدعيها في كتابة عامود من عواميدها الصحافية، هو في حد ذاته خبرٌ هلَّل له أغبياء بعض الدول العربية، وجمهرة كبيرة من الشعوب العربية، لأنه لا يتعدَّى حرب شعواء رخيصة لتأجيج غريزة الشعب الاميركي ضد الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة بعد عشرة أيام.
من المعروف عن هذه الصحيفة، أنها إستغلَّت غباء، وكرامة، وسمعة أستاذة جامعية تحمل لقب بروفيسورة في إحدى جامعات كاليفورنيا حتى تُدلي بشهادتها أمام الكونغرس الاميركي وتُصرَّح انها تعرضَّت منذ ٣٦ سنة ( لديها ذاكرة قويَّة، كالجمل الذي لا ينسى ) وهي في عمر ١٥ سنة، لتحرُّش جنسي من أحد زملائها، الذي بات على قاب قوس أو أدنى أن يصبح قاضياً في المحكمة العليا الاميركية، وبسبب هذه التهمة الدنيئه، والكاذبة يخسر هذا الانسان الوظيفة الأعلى مكانة في سلك القضاء الاميركي.
لا داعي لوصف هذه المهزلة الجنسية، لان الواشنطن بوست تركت، وأهملت هذه الدكتورة بعد ان مرمغَّت سمعتها كالانذال.
هذا هو دور الواشنطن بوست بالنسبة للصحافي السعودي الخاشقجي، تستغِّله، وتسيئ لمقتله حتى ٦ تشرين الثاني ٢٠١٨ موعد الانتخابات، عسى وعلَّ يخسر ترامب عدد من المقاعد بالانتخابات.
وغداً لناظره قريب.
العرب، والأتراك من بني عثمان، والإسلام والمجد التليد.
تمّيز تاريخ العرب بعد الاسلام، بأنه كان مسرحاً للحروب، وأنهاراً من الدم.
وما زال.
حيث تقابل وجهاً لوجه،
الخائن، والوفي.
والكاذب، والصادق.
والسارق، والامين.
وكانت الغلبَّة، دائماً وأبداً.
للخائن، والكاذب، والسارق.
والمسيرة مستمرة.
إذا قمنا بتعدّاد الصراعات، والحروب، والفتن، والمؤامرات، والدسائس التي كانت تعيش، وتترعرع في سهول، وجبال، وبطاح، وصحارى الأمة العربية والاسلامية، يطول الشرح، ويكثر السهو والغلط.
ولكن لا بد من ان نتذكَّر.
لعَّل في الذكرى، بعض العبَّرْ.
- لن أدخل في حروب القبائل العربية، لأن القرآن الكريم أتى على ذكرها.
( الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً .. سورة التوبة )
ولكني سأبدأ بالخلافات، والصراعات بعد الاسلام، وفي كنفه.
- الصراع، ما بين الامام علي وانصاره، ومعاويه وورثتّه.
والذي تحوَّل الى قتال تاريخي، ما زالت تداعياته في التاريخ الاسلامي، حتى اليوم.
لأن جراحه ثخينة.
وصيحاته مدوّية.
وألامه قاسية.
ودمائه سيَّالة، مُنذ عاشوراء.
- القضاء بعد ٩٠ سنة على السلالَّة الأموية، على يد أبناء العمومَّة، من بني العبّاس، قتلاً وذبحاً.
- الخلافة العباسية التي نخرّها الفساد، بعد ٢٠٠ سنة من الحكم، حيث بقيت ٣٠٠ سنة أُخرى هزيلة، ضعيفة لا يتجاوز نفوذها العراق، وبقي الذبح والقتل سِمَّة وطقساً مُتبعاً في الأمصار القريبة والبعيدة للخلافة.
- الخلافة العثمانية.
حدِّث ْ هنا، ولا حرَّج ْ عليك.
فلا عيب عندهم في الخساسة.
ولا ضير عندهم في النذالة.
بسطَّت هذه الخلافة العثمانية، ظلامها، وظُلمها، وعهرها، وحثالتها على العالم العربي في اول القرن ١٦م.
وكسابقتها، وعلى شاكلة الخلافة العباسية.
ضَعُفتْ، وهٓزُلتْ، ومرضتْ ...
الغرائب، والعجائب في التاريخ العثماني الوضيع، أنه إدعى زوراً وبهتاناً ان هذه الخلافة، هي خلافة إسلامية، وإمتداداً لها، بعد سقوط الخلافة الاسلامية العربية في بغداد :
لم يشهد التاريخ العالمي، طرقاً وأساليباً في تناول السلطة كما كان يحصل، في توارث السلطة في السلطنة العثمانية.
حيث كان هناك قانوناً متبعاً ومُطبَّقاً ومتعارفاً عليه، هو ...
( قانون قتل الإخوة ) او حبسهم، او سجنهم في أقفاص، حتى الموت.
ومن الأمثلة :
- قيام السلطان محمد الثالث، بالعام ١٥٩٥م. على قتل ١٩ أخاً له، وإثنين من ابنائه.
- إعدام الأعمام، وأولاد الإخوة، كان سِمة وطقس من طقوس الحكم عند بني عثمان، إذ أصبحت الاسرة الحاكمة مهددّة بالفناء، وضعُفت البنية الجسدية، والنفسيَّة.
حتى ان العديد من السلاطين كان مصاباً بالجنون، والعلل، الى ان أُطلق على الامبراطورية العثمانية في أواخر أيامها، بالرجل المريض.
- الدول الغربية، وبعض الدول العربية اليوم، هالها وقطع أنفاسها ما حصل بالنسبة للصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا.
- وكما أوضحت بالمقدمة.
لكل إمرءٍ من دهره ما تعودَّا.
لا عجباً ولا عجاب أن نقول قِصَّة إبريق الزيت.
ما زالت.
إطمئنوا يا عرب، الواشنطن بوست لا يهمها حرية الرأي في السعودية او عند العرب.
إنها وكما يقول الرئيس الاميركي دونالد ترامب :
Fake News.
وأخيراً ..
وكما أوضحت ..
أكرر …
هذا لا يعني أن البشرية وحُكامها السابقين، والحاليين من دول الشرق والغرب معاً عندهم العفَّة في التعاطي مع من يخالفهم الرأي السياسي او الديني، بل يستعملون أي حادثة تقع لغيرهم، مطيَّة للوصول الى غايات دفينة، مستغلين الغرائز البشرية في التهييج، كما هو حاصل الان في مسألة الصحافي السعودي.
قد تكون الفاتورة الواجب تسديدها من المملكة العربية السعودية باهظة الثمن، لأن المال ما زال وسيبقى التعويض الشافي والكافي.
وقيل بالماضي القريب، وإن كان بعيداً …
المال يا ………
فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا
٢٠ تشرين اول ٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق