أيقُونة الدلال.
عَرَف َ الحبيب ُ مقامه.
المُقَدَّمة :
الأيقُونة، هي وعاء من ذهب او فضة تُحفظ فيه ذخيرة من ذخائر القديسين، وتُعلَّق في العنق، للتبرُّك.
شخصيا ً إستَّعرت هذه الأيقونة لأضع فيها الغنج والدلال عند المرأة، وإذا لم تَكُّن للتبرُّك، فإني أرى فيها التقرُّب، والتغزُّل، والتوسُّل الى الحبيب، وهذه كُلَّهَا من ذخائر، وحلاوة الحُّب، ومن طيب عود ِ الحبيب ...
الذي عَرَف َ مقامة ..
وتدلَّل، دلالا ً ..
وتغنَّج، غُنجَا ً ..
وصمُت، صَمْتا ً ..
لأن الصَّمت عنده ..
أبلغ، من الكلام ..
- توطِئة :
لم يتفِّق المؤرخون، والنقَّاد العرب وعلى جّري عادتهم على شيئ، إلا على أمر واحد لا غير، وهو أن الشعر العربي القديم، يَصلُح لكل زمن من الازمان.
شخصيا ً أعتقد ان الشعر العربي يُحاكي الماضي، ويتكلَّم بلسان الحاضر وربما المستقبل.
والشعر العربي، هو على أنواع ويكون إِمَّا :
- مسرحي، ملحمي، غنائي، قِصصِّي، مدحِّي، رثائي، فخرِّي، هجائي، حكمِّي ... الخ.
أمَّا الذي يُهّمُني اليوم هو الشعر :
الغزلِّي، الاعتذاري، والعتابي.
هذا الشعر، الغزلي او العتابي للمحبوبة او الحبيبة، فيه :
من الهوى، ما يفوق.
ومن العشق، ما يأخذ العقل.
ومن الحُّب، ما لا يُطاق.
خاصة ..
إذا عرف الحبيب منزلته، ومقامه، وقدره ..
وخاصة ايضا ً إذا كانت الجرأة سلاح من يقول هذا الكلام، بعد ان وثِق بأن الحُّب متبادل بين الطرفين ..
من يتجرأ على قول هذه الأبيات من الشعر النفيس، إلا إبن سهل ( هو عربي من الدين اليهودي ) الذي ينشد الشعر قائلا ً :
قلب المعنى من خيالك ما خلا
والنوم بعدك يا حبيبي ما حلا
فأنا الذي بهيامه وغرامه
أهواك يا قمرا على رأس الملا
لما رأني في هواه متيما ً
عرف الحبيب مقامه فتدللا
فلك الدلال وأنت بدر كامل
ويحق للمحبوب أن يتدللا
من بحر الغزَّل، والغرام إغترف إبن سهل هذا المعنى غرفا ً، وإستشعر شعرا ً ما بعده أي شعر.
إبن سهل هو :
أبو اسحاق إبراهيم بن سهل الاشبيلي ولد عام 605 هـ.
وتوفي عام 649 هـ.
ينتمي إبن سهل الى أُسرة عربية ذات أُصول يهودية ..
وهو شاعر وكاتب ولد في إشبيلية ثم نشأ على حب العلم والآداب.
إلا أنه إنصرف بعد ذلك الى حياة اللهو والمتعة، فأبدع في الشعر المتصِّل بالغزَّل والخمر، والموشحات حتى أصبح شاعر إشبيلية ووشاحها.
وبسبب سوء الأحوال السياسية، غادر إشبيلية الى جزيرة منورقة.
ولد ابن سهل، يهوديا ثم أسلم.
وله قصائد كثيرة في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان إبن سهل يسمى ب ابو نواس الاندلس.
يكفي هذا الشاعر أن خلدته أبيات قليلة من شعره ..
فبات على كل شفة ٍ ولسان، بالماضي والحاضر والمستقبل ..
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٧ / تشرين اول / ٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق