وكما تلتقِّي الارواح ..
تفترِّق ...
وكان يقضي أوقاته في التفكير ...
إلى أن إنقضَّت عقود من عمره وهو يَبْحَث ُ ويبحث ..
كان يلحق بركب الطُّيور المهاجرَّة كل سنة، بحثا ً عنها ..
ويعود أدراج الرياح، وحيدا ً دون ان يعثُّر عليها ..
إلى ان رمَّاه ُ الطير يوما ً فوق أكمة ٍ تطّل على واد ٍ ..
أخذته الحيّرة من وجود إمرأة، حافية القدمين ..
حزينة مهمومَّة ..
تمشق من الأغصان .. أوراقها ..
وتكتُّب عليها، بريشة هُدْهُد ّ ..
بِمَداد ٍ، يسيل ليسكُب، كلمات ٍ، وَجُمل ٍ، يصعُبُ فٓكٓ ُّ رموزها ..
نزِل َ الوادي، حيث كانت ..
وأخد يُلملِّم ُ أوراق الأغصان المتناثرَّة وجلس يقرأها ..
إلى ان فاجأته هذه المرأة، بصوت ٍ لم يعهدّه في بني البشر ..
وسألته ..
ماذا تفعل ُ هنا ..
وأنت ٓ تنتعِل ُ خِفّيك ..
إرحَّل، فورا ً ..
قال لها ..
مهلا ً ..
أعجبني، ماذا تكتبين ..
بِمداد ٍ مِن دموع العين ..
وكلام ٍ من كنوز التاريخ ..
إبتسمت ..
ونظرَّت اليه ..
وأذِنَّت ْ له بالمكوث ..
لأنه أثلج صدرها ..
وأفرح قلبها ..
إرتاح هو ..
وجلسَّت، تُحادثه ..
لانها إلتقَّت، مع من يفهم مقاصدها ..
ويزيل عنها كربها ..
وبينما ..
هو مشغول يفتِّش ُ عن أوراق ٍ ليكمل القراءة ..
إختفَّت هذه المرأة ..
وبقي طيلة حياته، مهموم حزين ..
لانه قرأ في احدى الأوراق ..
وداعا ً يا صديقى ..
إنتظر مني رسالة، تصلك، على طائر ٍ ميمون ..
وها ..
هو ينتظِّر الطائر الميمون، كل يوم ..
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٣ تشرين اول ٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق