Pages

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

العقيد مفيد غصن، وجيش الإنقاذ العربي.



العقيد مفيد غصن رحمه الله.
وجيش الإنقاذ العربي. 
الْمُقدمَّة : 
هذه الْمُدوّنة  تكشف كيف يجري تدوين التاريخ العربي وفقا ً لأهواء الحاكم الذي إغتصَّب السلطة، بعد معارك أُريقت على جوانبها دماء الأبطال الشُّهَدَاء، والأمثلة عن التاريخ العربي الكاذب والكذوب، فضلا ً عن أهمية الأخذ بالإعتبارات الدينية والمذهبية، لتدوين التاريخ، وإقصاء من يجب تغييِّهم من كُتُّب التاريخ، وما أكثرها في بلاد الشام، أمس، واليوم وربما غدا ً. 
هذه الْمُدوّنة ستكون تحديدا ً عن جيش الإنقاذ في حرب فلسطين، وعن تغييِّب ذكر أبطال بسبب إنتمائهم الديني او المذهبي. 
تعريف : مفيد غصن ضابط لبناني درزي، إلتحق بجيش الإنقاذ بالعام ١٩٤٧ / ١٩٤٨، وخرج جريح حرب. 
توفي في  ١٩ تشرين الاول من العام  ٢٠١٤ عن عمر يناهز ٩٦ عاما.  
جيش الإنقاذ : جيش شكل بالعام   1947 من قبل اللجنة العسكرية للجامعة العربية من المتطوعين من البلدان العربية، شارك  في حرب فلسطين في العامين ١٩٤٧ / ١٩٤٨. 
وكان الجيش قد أُطلق عليه في البداية، اسم جيش التحرير، ثم تغيَّر  الاسم إلى جيش الإنقاذ، وقد ضم  حوالي 3,830 متطوعا ً مسجلاً في وثائق الجامعة العربية. 
وقد أُنيطَّت قيادة الجيش الى اللواء إسماعيل صفوت العراقي، ثم انيطت قيادة الجيش للضابط فوزي القاوقجي، كقائد أعلى لوحدات جيش الإنقاذ. 

اليوم ...
وفي الذكرى السّنوية الثالثة، لوفاة العقيد مفيد غصن، أُحِب ان أتذكَّر هذا الانسان وكل شخصية درزيَّة، لم تنَلْ تكريما ً يليق، بِهَا بسبب الإنتماء الديني او المذهبي، والأمثلة عديدة كما تحققَّنا بها منذ حياة القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الاطرش، وأخرها ما يحصل اليوم في سوريا ولبنان، من تهميش، او إقصاء لأدوار قام بها الأبطال الاشاوس من بني معروف، للقضية العربية.  
مفيد غصن، ضابط سابق في الجيش اللبناني، إلتحق بأواسط أربعينيات القرن الماضي بجيش الإنقاذ السوري، مع ثِلّة من الضباط اللبنانيين الذين أبوّا إلا المشاركة في الحرب  مع الجيوش العربية الاخرى، في معارك  شرسة ضد الجيش الاسرائيلي، على إثر النكبَّة العربية الثانية، بعد الأندلس. 
خاض مع الجيش اللبناني، معارك في مرجعيون، ضد الجيش الإسرائيلي. 
وخاض مع الجيش السوري المعركة الوحيدة التي إنتصر فيها العرب  على  الجيش الإسرائيلي، في ١٨ أيار من العام ١٩٤٨  وذلك في موقعة ( سمَّخ ) وهي قرية في فلسطين. 
في هذه المعركة كان الضابط الشاب مفيد غصن، على رأس كتيبة مدّرعات، بقي يُقاتَل مع رفاقه، وهو على ضهر دبابتّه بالرغم من الأوامر العسكرية بالانسحاب، فثارت نداءاته بإستمرار القتال، الحميَّة لدى رفاقه الأبطال، الى ان إحتّل هذا الموقع بعد ان نالت منه عدة رصاصات، أوقعّته جريحا ً من الدبابة. 
وأُطلق عليه يومها، بطل موقعة سمَّخ. 
وإذا رجعنا الى سجلات الجيش السوري، المنشورة، والمتناقلة، نتبين ان موقعة  معركة سمَّخ، إنتصار حققَّه جيش الإنقاذ، الذي تكونَّت وحداته من لوائين، في ثمانية أفواج :

1. فوج اليرموك الأول : وتكون من ثلاث سرايا بمجموع 500 فرد.
2. فوج اليرموك الثاني : وتكون ثلاث سرايا بمجموع 430 فرد.
3. فوج اليرموك الثالث : وتكون من سريتين 250 فرد.
4. فوج حطين : ثلاث سرايا وعدد الأفرادها 500.
5. فوج الحسين (الفوج العراقي): ثلاث سرايا وعدد الأفراد 500.
6. فوج جبل الدروز : وتكون من ثلاث سرايا بلغ عدد أفرادها 500.
7. فوج القادسية : وتكون من ثلاث سرايا بلغ عدد أفرادها 450.
إضافة لأربع سرايا مستقلة غير تابعة لأي فوج، عدد أفرادها حوالي 450 فرد.
وقد ذكرت السجلات أعلاه، ان لبنان شارك في جيش الإنقاذ، بكتيبتي مشاة في كل كتيبة  450 جندي، وفصيل مدفعية هاون، ومدافع رشاشة إضافة بطارية مدفعية من 4 مدافع عيار 105 ملم. و4 عربات مدرعة و4 دبابات خفيفة 7 طن، ومجموعة مستشفى ميدان وقد تحشدَّت هذه القوات في مراكز تجمعها في الحدود اللبنانية الجنوبية، وأوكلَّت مهمة قيادة القوات اللبنانية للعميد فؤاد شهاب.
من ضمن هذه التشكيلة كان الضابط الشاب مفيد غصن، الذي قضى سنة كاملة طريح الفراش في مستشفى أوتيل ديو في بيروت، إثر معركة سمَّخ  كجريح حرب، اما البقية الباقية من حياته عاشها في قريته البساتين، قرب عبيه، قضاء عاليه من محافظة جبل لبنان، مكرّما ً من أهله، ورفاقه. 
للفقيد مذكرَّات عن حربه في فلسطين، وقد نصحته بعدم نشرها، وقد قٓبِل مني مشكورا ً  لانها جواهر مكنونة، تروي حكايات صادقة، عن زمن ردئ،  عاث فيه أنصاف الرجال، إنتصّارات وهمية، أهمها الهزيمة المدويَّة في فلسطين، والتي ما زالت قميص عثمان، ألمُضرجَّ  بدماء شهداء فلسطين،  مٓغْناة ً يُجيدُ غِناؤُها، آولي ألأمر، ليس إلاّ ..
رحمك الله، يا أيها المقاتل. 
يا عمي العزيز. 
وَيَا والد زوجتي. 
والى جنَّة الخُلْد مثوَّاك. 


فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
١٩ تشرين اول ٢٠١٧ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق