Pages

الأحد، 24 سبتمبر 2017

وعاد الى ريعان الشباب، لمَّا إلتقى إمرأة الوادي المُقَدَّس ....

وعاد الى ريعان الشباب ...
لمَّا إلتقى إمرأة الوادي المُقَدَّس ...
مِن رواية ( إمرأة الوادي المُقَدَّس ) 
فيصل المصري / ٢٠١٤

قال ..
إنه،  رجل عجوز ٌ  مُثقل  بهموم  الدهر ِ ...
لا،  يقوى على السفر حتى يلتقي بها ...

ولمّا سمعت، ورأت إمرأة الوادي المُقَدَّس، من ثاقب نظرها، كلام الرجل العجوز الذي أحبته، وعشقته ...
أمرت،  الهُدهُد ..
من خلال عينها التي، ترى وتراقب ..
أن،  يسأل الرجل العجوز ..
إذا ..
قٓدِمٓت ْ إليه ..  
هل،  يستقبلها ...
ويلتقي بها ...
أجابه،  العجوز ...
كيف لي، ان أستقبلها وانا على باب القبر ... 
وملاك الموت يحوم، فوق راسي ... 
إيذانا ً، بالرحيل ...
من ..
أُلبِّي ...
ملاك الموت ...
أم ّ هي ...
قالت،  للهُدهُد ...
قل ْ  له فورا ً ...
سأقضي، على ملاك الموت حالا ً ...
إن وافق، على لِقائي ...
ولم تنتظر جوابا ً من الرجل العجوز ...
بل عاجلَّت، ملاك الموت ...
بِشُهِّب ٍ مضيئ  ....
وأضرّمت، به نارا ً مشتعلة ً ...
وهدر صوته، من الألم  ...
وخيّم صُراخه، وعويله، في ارجاء المكان ...
ثم ما لبث، ان وقع صريعا ً ...
في مكان بعيد ... 
دون حِراك ...  
وقالت، للهُدهُد ...
قُل ْ ... له.  
إني،  قادمة ...
قُل ْ  له ...
أنا إمرأة  سماوِّية ...
قُل ْ  له ...
أن ينظر في، عينيك حالا ً ...
ليرى صورته،  الجديدة ...
تقدّم الرجل العجوز، نحو الهُدهُد ...
ونظر الى عينيه، التي ظهرت على شكل مرآة ...
رأى، بأُم العين،  أن شكلّه بدأ يتغيّر ...
إلى عمر ٍ أقل ....
الى ان أصبح، كما كان في ريعان الشباب ...
فإنبهّر، وتعجَّب ...
لم يصدِّق، ماذا  حل ّٓ به ...
وكيف عاد الشباب الغض ّٓ  ... اليه ...
رقص،  من كِثرة  فرحه ...
وما، لبثّت ... أن مرَّت ... غيمة  بيضاء  كلون  الثلج  ...
وما، لبثَّت ان أينعت، ثمار الأشجار  في غير ميعادها ...
وما، لبث ان غطَّى، المكان  حشيش ٌ احمر اللون ...
وما،  لبث ان نبتَّت  الازهار والرياحين  المتعددة ُ الألوان، والأشكال ...
وما،  لبث ان عبق ٓ الجو  برائحة  البخور، والعنبر ...
وانفلقّت .. السماء ...
ونزِلّت امرأة الوادي  المُقَدَّس ...  
يرافقها، نسر ٌ وعقاب ٌ ...
وأمرا  ... الجمع، بالسجود ...
تمايلَّت،  إمرأة الوادي المُقَدَّس  وهي  تسير ... نحوه. 
وتطاير، الغنج، والدلال منها ...
وأوْمأت بيدها،  للهُدهُد ...
ان يُخلي المكان  وصحبه ...
تقدّمت إمرأة الوادي المُقَدَّس ... 
نحو  حبيبها ...
وكان، بأجمل حِلة ٍ ... 
وأذكى، رائحة ٍ ... 
وجسم ٍ ممتلئ ...
وتصافحا ... 
وأذنَّت للشمس،  بالمغيب ... 
وأشارت للقمر ... بالظهور ...
وتبادلا، القُبَّل ... على ضوء القمر ...
وإختلَّت .. به ...
وبعد،  ان قَضّت وطّرها معه ...
إصطحبته، للوادي المُقَدَّس ...
حبيبا ً ....
ورفيقا ً .... 
وزوجا ً ... 


فيصل المصري 
أُورلاندو  / فلوريدا
٢٤ ايلول ٢٠١٧ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق