من هدايا الجِسْر ...
قصة فيصل المصري ..
( الجِسْر، وحوريَّة النهر )
قام مُسرِعا ً وبدأ يبحَّث عن هدية الجِسْر ...
نفخ الغُبار عنها، ومزَّق غِلافها ...
وكانت الهدية، عبارة عن نافذة ...
وبدَّت النافذة، يُحيطُها إطار من الذهب الخالص مُرصَّع بأثمَّن الأحجار الكريمة، كالزمُرُّد، والياقوت، والعقيق، والفيروز، والتوباز، واللازورد، والزبرجُد، واللؤلؤ، والأُلماس ...
كانت النافذة، مُقفلَّة بإحكام بواسطة مِفتاح قديم من الفضَّة، على شكل حُوريَّة ...
وما إن فتح شِبَّاك النافذة، حتى هبَّت رِيَاح عاتية، شديدَّة، ثم َّ خَفَّت، وأحس َّ وسمع، صوت الريح يحمِّل الحنين، والنسيم الرقيق ...
بسط ناظرِّيه من خلال النافذة ...
رأى، ما لم يرَّه مخلوق ...
شاهد، ما لم يُشاهِدْه ُ إنسان ...
أمره الجِسْر، بأن يفتح النافذة على مصراعيها ويبسط ناظريه ...
وَلمَّا فعل ما طُلب منه ...
حتى شعر بأن بساطا ً يحمله ويطير به ...
فوق بحور، وجبال، ووديان ...
قطع البحور السبعَّة، بلمحة بصَّر ...
وكأنه على بساط الريح ...
ومر َّ فوق الوديان، والبرارِّي، والبحار ...
وما إن وصل فوق، الجِسْر، في مقلب الارض الاخر ...
حتى لمح حوريَّة النهر تُمارس طقوسَّها اليوميّة ...
نظرَّت إليه، والإبتسامة تعلو ثغرها ...
أوقفَّت، طقوسها ...
ونادَّت، يا حبيب العُمر ...
كٓم تمنيَّت، ورجوَّت، ودعوَّت ...
أن أراك ٓ ثانية ...
وانت ٓ، أبعد ُ من السبعة بُحور ...
وأجابها ...
وكٓم ْ .. تمنيت أنا أن أراك ِ ...
بيني وبينك، سبعة بُحُّور ...
أن يكون لي، نافذة ...
حتى أراك ِ ...
وأنت، تٓبْتٓسِمين ...
إيذانا ً ...
للشمس ...
بالشروق ...
وأنت ِ، تٓغْمُضين، جِفنّيك ِ ...
أمرا ً ...
للشمس، بالمغيب ...
وكان لقاء الأحبَّة، كما أراده الجِسْر ...
فيصل المصري
0 comments: