مهى البعيني ..
والحقوق.
تعود معرفتي بالطالبة مهى البعيني الى أواخر ستينيات القرن الماضي، لما كُنَّا طُلابا ً في كلية الحقوق، بالجامعة اللبنانية ..
لمَّا كانت، الجامعة .. وطنية.
وَلمَّا كان، العميد .. عميدا ً.
وَلمَّا كان، الطلاب .. طُلابا ً.
ولمّا كانت .. أروقة الكلية ..
توحي، بأن ..
أعمدتها، من العدل ..
وسقفها، هو أساس الْمُلْك.
هكذا كانت الأحلام، والآمال تصِّل الى سماء الطموح ..
كُل ذلك ..
زال، ولم يبق إلا وجه رَبُّك ..
وبقي، القليل من الذكريات، الجميلة، والمفعمَّة بالخواطر المُلبدَّة :
- بالقصص ..
- والروايات ..
وكان لي من الروايات، روايتي ( كراون دايسي، وكريسْتِّل )
وبقي لي من القصص ..
قصة مهى البعيني، والحقوق ..
سأرويها لكم، في مُدوِّنة تحمل إسمها ..
تكريما ً لها ..
لان مهى البعيني ..
تستحِّق التكريم ..
كانت مهى البعيني ..
في أواخر ستينيات القرن الماضي ..
تُلفِّت النظر ..
بإتقَّاد، ذكائها الحاد ..
وبأناقة، جدِّيتها الراكزة ..
وبإشعال، حسدنا وغيرتنا ..
وإخماد، أنفاس من يسبقها ..
والإجهاز، على من ينافسها ..
كانت الطالبة مهى البعيني، تسبقني بسنة واحدة في الحقوق ..
وكنت أتتبَّع أخبارها ..
وأُحاول أن أسير، على خُطاها ..
وأنتظرها لَمَّا تدخل الكلية ..
لأُشاهد ..
ملائكة الدرس الحثيث، والمُضني ترافقها ..
ينثرن، عن أكتافها أثقال المحاضرات ..
ويخلعن، من رموشها تعب السهر ..
ويفرشن، كُتُّب الحقوق سجادا ً ..
إستعدادا ً ..
لنهم ٍ جديد ..
وغذاء ٍ مفيد ..
كانت مهى البعيني ..
دائما ً وأبدا ً في الطليعة، ومن الأوائل ..
لا يشق غبارها، كان من كان ..
لَمَّا تخرجت مهى البعيني من كلية الحقوق ..
ظَنَنَّت ان الحكومة اللبنانية ستسعى، لاهثة الى الاستفادة منها، أسوة بالدول المتقدمة آلتي تتلفَّق الأوائل، لتعرض عليهم أرفع المراكز، والمناصب ..
خاب أملي، لأَنِّي لم أُشاهدها تجلس على قوس، محكمة ..
خاب ظني، لأَنِّي لم أرها تترَّبع على منصب رسمي رفيع ..
بعد أعوام ..
صحَّوت من سباتي العميق ..
على مُناد ٍ ..
يقطع أحلامي ..
ويقول ..
أهلا ً بك في لبنان ..
فالأحلام عندي ..
موؤودة ..
والآمال عندي ..
موصودة ..
إرحل ..
الى الأبواب المفتوحة ..
حيث تطأ، سهلا ً..
وتقيم، اهلا ً ..
كان ذلك ..
في السعودية ..
والان ..
في اميركا ..
هي، مهى البعيني بقيِّت في لبنان ..
وانا، زميلها فيصل المصري رحَّل ..
هي، ما زالت هي ..
تتقِّد ذكاء ً، ونباهة ً، وأناقة ً في كل ما تكتُّب ..
وانا ما زلت أتذكَّرها، اذا قرأت لها ..
وأقول ..
الطالبة، مهى البعيني ..
مِن كلية الحقوق ..
قِصَّة لن أنساها ..
لان الذاكرة، توقفَّت ..
على عتبَّة أوائل سبعينيات القرن الماضي ..
مهما تراكمت، وتزايدت، وتراكضت عجلات الزمن ..
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
١٣ / آذار / ٢٠١٧
0 comments: