خاطرة، من نسج الخيال ..
عن طائر الفينيق اللبناني ..
الذي، إنقرَّض ..
ولكنه ما زال في الأفئدة.
المقدمة :
بعد أن شاهدت المناظر المُخزيَّة، والمُقززَّة التي وضعها بعض الاصدقاء من لبنان، عن إطلاق النار بكثافة على الطيور البحريَّة قبالة مطار بيروت الدولي، وعلى سفح جبل النفايات المُسمَّى ب جبل ١٤ و ٨ آذار الآشَّم ...
سأُعيد نشر مُدوِّنتي عن طائر الفينيق التي أُظهر فيها ..
الفكر الراقي والحضاري للسلَّف ..
ولإبراز مَدَى تخلُّف، الخلَّف ...
تقول الخاطرة ..
أنه كان ..
قد تعرَّف عليها من خلال التواصل الاجتماعي، وقد عرف عنها أنها سيدَّة لبنانيه ما زالت تقيم في لبنان بالرغم من الأحداث الأليمة ..
وهو في المهجر، يقيم ..
أحبَّت، هذه السيدة وطنها لبنان، كثيراً ..
كانت، لم تألوا جهداً في بعث الأمل، بان لبنانها سيعود من بعد الخراب والدَمار، والتفجير، الذي عصف، ويعصِّف به ..
كانت دوما ً تدعوه، لزيارتها ..
وتحاول إقناعه، ان البلد يتعافى، ويتحسَّن ..
وإن الاخبار التي تصِّله في المهجر، مُضَّخمة ..
وأنها تعيش بأمان دون خوف او رهبَّة ..
في احد الأيام، قرّر السفر الى لبنان من اجل ان يتعّرف عليها ..
لانه، تخيَّلها تطير فوق السحاب وحيدة ً ، منفردة ً ...
بعيدة ً عن الأسراب الاخرى، التي تعيث فسادا ً واجراما ً بوطنها ..
والأشَّد غرابة من ذلك ..
أيقن انها إمرأة تؤمن بالأساطير ..
ويتلاقى تفكيره، مع اعتقاداتها ..
وكانت تردِّد على مسمعه ..
أن عيناها ثاقبتان ..
ومن الأعالي ترى أنَّه، في تحت الرماد ( طائر الفينيق ) يَحْبو محاولا
أن، يطير .،
وإنه سيعود، من بين الأنقاض حتى يُعيد، الامجاد لوطنها لبنان ..
إحتار في أمره ..
وأبدى خشيته من السفر ..
لأن حياة الجاهلية ..
أخَّف ُ وطأة ً عليه، من الحياة التي تعيشها هذه السيدة ..
وأعتذر منها ..
لانه قرر البقاء في المهجّر ...
وأنشدَّها شعرا ً ..
قال فيه ...
ما زِلْت ِ فوق السحاب تُنادين
على وطن، من وجع ٍ لا يستكين
حرَّقت بالبكاء قلوب الغيارى
ولم ينفع في ردع المجرمين
ما نفع الدعاء غير المستجاب
في بلد ٍ يَعِّج ُ بالمنجِّمين
بالجاهلية، شعر ٌ ونثر ٌ وعلم ٌ
والقوم ُ على الأوثان ِ مُألهين
في سوق عكاظ ٍ بنَّوا مجدا ً
وباسواقنا صال وجال الناسفين
بأيام، الحُرُّم ِ أوقفُّوا القتل َ
وكانوا على دينهم كافرين
في حربنا ليس بها حرام ٌ
لأنهم باسم الدين مَأذونين
هم صانوا اللاَّت والعُزَّى
ونحن لبيوت الله مُفجّرين
لله درَّك يا جاهلية
هل قتلت ِ غير أَلموؤُدين
هُنَّا قُتِلنا بغير ذنب ٍ
وهل بقتلنا نحن مُذنبين
بكّوا على الأطلال وأبكونا
ورجعوا الى ديارهم إسفين
وَأَمَّا نحن ُ ما زلنا تائهين ..........
تائهين ..
هائمين ..
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
كانون الثاني ٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق