Pages

الأربعاء، 7 ديسمبر 2016

أمل علم الدين، ألجِسْر .. ( ٢١ )

أمل علم الدين ... 

 
لبنانية ... لا يُشَّق لها غبار ...

أمل علم الدين ..
اللبنانية ..
ألمحامية الناجحة .. 

كان، العرب منذ التاريخ القديم، يصِّفون الفارس الذي لا يستطيع أحد ان يسبقه ... ويشق غبار فرسه ..
بأنه، الفارس  المتفوِّق على من هم حوله ..   
أما أنا،
سأستعمل هذا التعبير لأصِّف المحامية أمل علم الدين التي تفوّقت في عالم القانون، والمحاماة، ولم يُشّق لها غُبار.  



تنتسِّب أمل علم الدين الى عائلة، درزَّية إقطاعية ..
والذي يُلفت النظر في هذه الفارسة، في بلاط القانون ...
أنها .. لم تنطلِّق من وهج عائلتها، لتسرح، وتمرح في أروقة المحاكم.
بل، أنشدَّت ذاك القول ..
لا تقُّل أصلي وفصلي أبدا ً ..
إنما أصل ألفتَّى ما قد حصل ..
وأسرجَّت ... فرسها ...
وإمتطَّت ... جوادها ...
وسابقَّت ... الريح ...
ولم يُشَق لها، اي غبار ....
ولكن، هذا لا يمنع أن أسبر غور، تاريخ عائلتها ... 
تلك العائلة الإقطاعية في تاريخ لبنان، حتى أشُّد على يد أمل علم الدين، التي لم تتكِّل على صيت عائلتها في معترك حياتها، وهذا تقدير واحترام لشخصيتها المُميزة. 
الذي يهمني، ان أُلقي ضوء ً على هذه العائلة الدرزية الإقطاعية،  التي تنتمي اليها المستشارة، أمل علم الدين، نظراً لان الصحافة أدلت بدلوها في بحث تاريخي غير مستند الى مراجع تاريخية موثوقة عن هذه العائلة الكريمة .


تتصدَّر اهتمامات كل باحث في التاريخ العائلي اللبناني، انه يواجه صعوبات جمّة في الوصول الى حقيقة تاريخ هذه العائلة او تلك، نظرا ً الى ان التدوين العائلي، إقتصر فقط على العائلات الإقطاعية، التي حكمَّت  جبل لبنان، فيما مضى. 
 لا تختلف عائلة علم الدين عن غيرها من العائلات الإقطاعية من حيث، تدوين وتأريخ اصولها ونسبّها، لانه ... 
وبالرغم من ان التدّوين العائلي، إقتصر على العائلات الإقطاعية التي حكمَّت، او ساهمت في توطيد الزعامات الإقطاعية، إلا ان عائلة علم الدين مثلها مثل،  بقية العائلات اللبنانية العامية، لم تتّفق المصادر، او أمُّهات الكتب،  على تحديد تاريخها، ونسّبها.

اولا ً : في نسَّب وتاريخ عائلة علم الدين. 
إن َّ عائلة علم الدين،  هي عائلة درزية إقطّاعية، من المفترض ان لها تاريخ مدوّن  أسوة  بغيرها من العائلات الإقطاعية، ولكن بعد البحث والتدقيق  تبّين انه يوجد خلاف في تحديد أصول، ونسب هذه العائلة.

في كتاب ( اخبار الأعيان في جبل لبنان ).  

إعتبر مؤلف هذا الكتاب القّيم (طنوس الشدياق ) ان عائلة علم الدين، هي من ألأُسّر التّنوخية، ويعود نسّبها الى الامير علم الدين سليمان بن غلاّب الرمطوني .

اما في كتاب :

The secret of the house of Ma'n
للدكتور كمال الصليبي،   فانه اعتبر ان نسّب عائلة علّم الدين، يعود الى الامير علّم  الدين سليمان بن معن، الذي كان أميرا على منطقة الشوف، ايام الامبراطورية العثمانية.

يتضّح من أعلاه، ان المؤرخين إختلفوا في تحديد نسّب هذه العائلة، والفرق واضح ما بين أسرة تنوخ، وأسرة معن. 

اما في مادة التاريخ الصحيح، لا يمكننا القبول بهذه النتيجة،  لتحديد أصل هذه العائلة، وهذا يعني انه حتى في تاريخ العائلات الدرزية الإقطاعية، لا يمكن الوثوق في تاريخ بعضها، لان الشيخ، او الامير، كان يُملي على كتبتِّه ما يشاء من اخبار ٍ وحوادث. 

اما في المجّلد التاريخي الغني والموثوق، للأمير حيدر احمد الشهابي ( نزهة الزمان في تاريخ جبل لبنان ) فانه لم يأت ِ على تحديد أصل، ونسب عائلة علم الدين،  ولكنه توّسع في ذكرهم، في ولاية الامير حيدر الشهابي في سنة ١٧٠٨ م.  وما يليها إذ حدّد هويتهم السياسية في انهم من الأمراء اليمنّية الذين كانوا في الغرب والجرد، ( منطقتين في لبنان ).  
ويقول الامير حيدر احمد الشهابي في كتابه، انه في العام ١٧٠٩ تعاظمت غرضّية ( تعني حزبية ) اليمنّية، وقوّيت شوكة الأمراء من آلِ  علم الدين،  ومال اليهم الشيخ محمود ابو هرموش من الحزب القيسي،  فهرب الامير حيدر الشهابي، وأرسل أهل بيته الى كسروان عند مشايخ بني الخازن، واختفى الامير حيدر في جبل الهرمل، وتوّلى الحكم،  الامير يوسف علم الدين وأخوه الامير منصور وخُلعّت لهم الولاية، واصبح الشيخ محمود ابو هرموش مُدبرَّهم، وكان زمام الحكم بيده، فجاروا على القيسية وظلموهم، ولم يبقوا لهم منزلة، ولا حرمة. 

هذا الظلم لم يدُم ْ،  وقد اثبت التاريخ  ان الأمراء من آلِ  علم الدين، وساعدهم في ذلك الشيخ محمود ابو هرموش، كانوا غلاة الغرضية اليمنية، الامر الذي جعل الدروز من العامّية، يشدِّون أَزر  المشايخ  والأمراء والمقدمِّين من الحزبية ألقيسية،  وخاصة الامير حيدر الشهابي، الذي التجأ الى المقدَّم حسين ابي اللمّع في المتن،  وطرح الصوت على قيسية، الشوف من آل القاضي، وآل نكد، من المناصف، وآل تلحوق من الغرب، وغيرهم من مناصري ألقيسية، كل ذلك بالعام ١٧١٠، تمهيدا لمعركة عين دارَّة الشهيرة. 

في هذه المعركة،  غاب شمس الحزب اليمني، وأشرقت الأيام للحزب القيسي .
من نتائج معركة عين داره :
 -/ مصرع خمسة أمراء من بني علم الدين، على يد الفارس المغوّار المقدَّم مراد ابي اللمع. 
يراجع في، مدوّنتي عن : ( صليما )عاصمة الإمارة اللمعّية،  كيف خلع لقب ( الامير ) على مقدَّمي، بيت ابي اللمع من قبل الامير حيدر الشهابي، نظرا ً لشجاعتهم وإقدامهم في عين داره. 
 -/ إلقاء القبض على الشيخ محمود ابو هرموش، مدبِّر  أمراء  آلِ علم الدين أسيرا ً، اذ أراد الامير حيدر الشهابي قتله،  فلم يوافق المشايخ على القتل، خوفا من ان تجري بذلك عادة القتل عليهم،  واكتفى الامير حيدر بقطع لسانه، وأباهم يديه.   

 -/ بعد موقعة عين داره ، أُسدلَّت الستّارة من الناحية السياسية، على دور أمراء آل علم الدين،  ولم يمنع ذلك ان برز من هذه العائلة رجالات كبار استفاضت الصحافة بتعداد مآثرهم. 
أمّا من غير الرجال، فان التاريخ الحديث سجّل لإمراة من هذه العائلة، واسمها أمل علم الدين، فاقت سمعتها بأنها حقوقية، ومحامية من الطراز النادر، صالت وجالت في اروقة المحاكم الغربية، وها هي اليوم تدّق أبواب  المحاكم العربية، من اجل إحقاق الحريات العامة، وهذا هو مرتع خيلها. 
وبذلك، تكون أمل علم الدين، برهنَّت واثبتت القول المأثور، للشاعر ابن الوردي :
لا تقل اصلي وفصلي أبدا ً
إنما أصل الفتى ما قد حصل.  


فيصل  المصري
أُورلاندو  / فلوريدا
 ٨ كانون الاول ٢٠١٦ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق