جِسْر الأحلام ...
الجزء الثاني .. ( ١ )
إكتمال القمر، وتسريباته، وتجلِّياته للجِسْر.
وبينما هو في موطِّنه الأُم ...
وعلى سابق عهده في رؤية حوريّة النهر من خلال نافذة السبعَّة بُحور.
فاجأه ألجِسْر في أحد الأيام، يطٍّل من نافذة السبعَّة بُحور، ويُناديه ...
عُد ّ .. حالا ً ...
عُد ّ .. فورا ً ...
أجابه، لماذا ؟؟
قال له،
ألا، ترى أن القمر ُيلامس ألجِسْر ..
ألا، ترى أن منسوب المياه، يعلو ويعلو ..
ألا، تدري ان الحوريَّة بشوق ٍ إليك ..
ألا، تعلم أن القمر ...
يكشف، أوراقه الان ..
ويُعلن، أسراره ..
ويُكرِّم، في عطاءاته ..
عُد، الان ..
إمتطِّي .. صهوة بساط الريح ...
لا، تتأخر ..
فالقمر ..
أبلغني، أن أقُص َّ عليك أمرا ً ...
وأُخبرك، ما لم تَكُّن تعلم ..
حاول أن يعرف ...
من الحوريَّة، قِصَّة مجيئ القمر.
تٓمنعَّت عن البوح بالأسرار ..
وقالت له ..
عُد ّ ...
ولا تسأل ..
كانت ..
رحلته على بساط الريح، من أجمل ما شاهدته عيناه ..
فالنسور، رافقته ..
والغيوم، أسقَّته ..
والطيور، أٓطربته ..
والشمس، أدفأته ..
والقمر، أكرمه ..
ولمّا وصل إلى ألجِسْر ..
رأى ما لم يـكُن بالحسبان ..
عاد النهر ... يتدفّق بغزارة ..
وعادت الغزلان، تسرَّح وتمرَّح ..
وعاد ..
صوت ..
مأمأة، الخرفان ...
وثُغاء، الماعز ...
وفحيح، الأفاعي ...
وصهيل، الأحصنة ...
ونِباح، الكلاب ...
وخفوق، الطيور ...
وزقزقة، العصافير ...
ودندنة، البعوض ...
ووغي، النحل ...
ونق، العقارب ...
وصرير، الجندُّب ..
وعادت، أغصان الأشجار تصدر صفيقا ً ...
ورجعت، أوراق الشجر تصدر حفيفا ً ...
وعاد، القصَّب، يصدر غِناء ً ...
والصباح، ينشد ألحانا ً ...
وماء النهر، يتدفق خريرا ً ..
والجِسْر، يضحك قهقهة ً ...
والحورية، تُشِّرق إشراقا ً ..
قال للجِسْر ...
ما بك ٓ ...
بالامس، كنت ٓ .. مُستَّعجلا ً... مهموما ً ..
واليوم، تضحك ..
نعم ....
إنه، القمر كاد ان يلامسني ..
إنه، القمر كاد ان يغمرني ..
كنت، أبكي مع حورّية .. النهر ...
حتى، ملئنا ضفتّي النهر ...
من ماء ... دُموعِنا ...
وها هو .. ألان،
يتدّفق.
يتدّفق،
وسيتدّفق.
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
١٤ تشرين الثاني ٢٠١٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق