Pages

الأربعاء، 1 يونيو 2016

أنا ... والزهرة البرَية.

الزهرة البرّية ... 

وانا.

قصة  قصيرة.  

كان يتجوّل في البراري،  بحثا ً عن شيئ  ما. 

كانت تنقصُه  شُعلة، لتوقظ  جذوة  حُب  كامنة. 
رأى  في إحدى  جولاته  زهرة  بريّة، تنمو  على  حفّة  الوادي. 

نظر اليها، وأولاها  إهتماما، وإعجابا ً ...

لم  يقدر أن  يغرُب  وجهه عنها، لجمال  لونها،  الآخاذ. 

لفتّت  نظره، ولم  يتوّقف  عن  الدوران حولها.
 
تركها، وأكمل  يومه   في البحث  عن ذلك  الشيئ. 

في  اليوم  التالي، وفي   دبيب  الفجر المُطِّل  على  نافذة  غُرفة   نومه، أيقظه حِلْم ...  فيه  من  الغرابة  والخيال. 

سمع  في  الحلم،  صوتا ً، يُٰناديه.
إنهض،  من  نومك. 
إترُك،  سُباتك. 
 
إنها  الشيئ ... الذي  تبحث  عنه.  

إذهب، إليها. 
إنها، الزهرة  البرًية. 
إنها، الزهرة  التي أعجبتك. 

إنها، تُناديك. 
إنها، تنتظرك. 

قام  مُسرعا ً..  على غير  عادته. 

مُهرولا ً  تعتريه  الدهشة.
مُتعجبا ً من  نفسه، كيف  انه  صدّٓق الحلم، ومشى  من  دون  تردّد.

لمّا  وصل  الى  مكان الزهرة ...

وقف  مُتعجِّبا ً، مُندهشا ً ...
كيف،  زاد  طولها ...
وكيف، إخضوضّر  جِذعها، 
وكيف، ذبُلّت  حولها  الأعشاب ويبُسّت. 

دَنا  منها، ليلمِسها ...
تراجعت  للوراء ...
حاول  شمّها ...
مالت  عنه ...

وتكررّت  مُحاولاته ...
دون  جدوى ...

إلى  أن  نهرّها ...

ما  خطبُك،  أيتها  الزهرة  البرّية. 

ذُهِل  لمّا  أجابته ...
تراجع  الى  الخلف،  خائفا ً  مذعورا ً ...
زهرة  ... تتكلَم. 
ظن ّٓ نفسه، أنه  في  حِلْم  أخر. 

عادت  الزهرة،  تقول  له ...

لا  تخّف  مني ...
إقترب  ...

هدِّأْ ...   من روعِّك ...

إقترب ...
ولا تسأل  ...  
لماذا ...

سيأتي ...

 اليوم  الذي  تعشقني ... فيه. 
وسيأتيك  السعد  والوعد، يوم  ... تلقاني.

تلعثّم،  وتبلكّم، وإنخطفّت  أنفاسه.

سألها، من انت ِ ؟

وكيف، تتكلّمين ؟

قالت  له :

انا ...

التي  تركتني  منذ  ثلاثة  عقود، ووقعت  في غرام  غيري. 

انا ...
التي هجرتني  مع  زهرة  أُخرى عشقتها  وكتبت،  عنها.

إنها كراون  دايسي، التي  أغار منها.   

انا ...
زهرة  اعلى  منها  قدرا ً  وطولا ً،  هي    على  الارض  تحبو. 
انا ... 
التي  لا  يقدر  اي   إنسان  ان يُدوسني. 

انا ...
التي  تبحث  عنها  في البراري. 
انا ....
التي  شكوّتك  الى  ربّي  لانك   لم تُعرّني اي  إهتمام.  

انا ...
التي  لم  يهدّٓأْ   روعي، ويُخفّف  من غِيرّتي، لما  مررّت  نهار  امس. 

انا ...
التي  صادّقت، فراشة ...
من بعد رحيلك عني،
وتركتني  لهمّي،
دون  ان تسأل. عني.
 
انا ...
التي أحبَتها  الفراشة،  إلى ان صرَعها  القدّر. 

تلك  الفراشة  كانت ...
 رفيقي، وصديقي، وجليسي. 

كانت  الفراشة، تهمس ...
 وهي قربي :

ما أروّع  حُسنك ِ ،،  يا زهرتى ..
أريجُك، ينثر  عطرا ً وسحرا ً للمكان ..

أنت، زهرة .. 
تحيا، بعكس الزهور  .. 

تبِّث ُ  لغة ً لا يفهمها، إلا  ذوي  الأحلام ..
 
انت  زهرة،  لا تُشبه،  غيرها ...


لم، يقو  على  سِماع  هذا الكلام.
 
ولكنه،  قال  لها، قبل ان يخور ...
 
انا ...
أبحث عن غيرك. 
انا ...
هائم  في  البراري.
انا ...
حبيبتي،  قادمة  من  بعيد.
انا ....
انتظرها. 

قالت له :

انا ...
القادمة من بعيد. 
انا ...
القادمة  من  بعيد. 

انا ...
التي تنتظرها. 
انا التي تنتظرها. 

خُذني  معك، ولا  تتركني. 

خَر ّ ... صريعا ً على  الارض  دون حِراك. 

مالت  ... بطولها  الممشوق،
وتنشّق ...  عِطرها. 

وعادت اليه  الحياة .... .... معها. 
وعادت اليه  الحياة .... .... معها. 

دون  غيرها ..... 


 فيصل المصري

صليما /  لبنان 

الاول  من  حزيران ٢٠١٦


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق