Pages

الجمعة، 29 يناير 2016

وسكتّت، كأبي الهول ...



وبقي طيلة النهار، والليل يتصّل بها. 
وهي لا ترّد ْ ..،
كأبي ألهول، صامتة ً ... 
صٓمْت ٓ أهل، القبور. 
إنهارّت قِواه، وساءت صحَّته. 
الى ان كتب ٓ لها،
بيني وبينك سبعة،  بُحُّور،
أتمّنى،
لو، أن ّ هناك  نافذة ً، 
في  هذه  البُحُور،
حتى أراك ِ ...
وأنت، تٓبْتٓسِمين، 
إيذانا ً.... للشمس  بالشروق. 
وأنت، تٓغْمُضين، جِفنّيك ِ.
 أمرا ً ... للشمس  بالمٓغِيب. 
وبعد ان قرأت، رسالته،
إبتسمّت، ونطقّت ... 

 
 
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
٢٩ كانون الثاني ٢٠١٦

الخميس، 28 يناير 2016

وتلاقّت الأرواح ،،،، دون خوف ٍ ،،، او، وجّل.



وكان يقضي أوقاته في التفكير بها، حتى إنقضّت عقود ٌ من عمره وهو يَبْحَث ُ عنها. 
إفترقا، دون خلاف. 
هي إتجهت ناحية، شروق الشمس، 
وهو آثَرَ طريق، الغروب. 
ولكنه، كان يلحق بركب الطيور المهاجرة  كل سنة، بحثاً عنها.
ويعود ادراج الرياح، وحيدا ً دون ان يعثُّر عليها. 
إلى ان رمَّاه ُ الطير يوما ً فوق أكمةٍ تطّل على واد ٍ ...
 أخذته الحيّرة من وجود إمرأة. 
تمشق من الأغصان أوراقها، وتكتُب عليها، بريشة هُدْهُد ّ، بِمَداد ٍ، يسيل ليسكب، كلمات ٍ، وَجُمل ٍ، يصعُبُ فٓكٓ ُّ رموزها.
نزِل َ الوادي، وأخد يُلملِم ُ أوراق الأغصان المتناثرة وجلس يقرأها. 
الى ان فاجأته هذه المرأة، بصوت ٍ لم يعهدّه في بني البشر، 

وسألته،
ماذا تفعل ُ هنا، وانت ٓ تنتعل ُ خِفّيك في الوادي المُقَدَّس. 
أذِنّت ْ له بالمكوث حاف القدمين، لانه أثلج صدرها، في إدراكه العلم الذي تكتبه.  
إرتاح هو، وابتسمت هي، لانها إلتقّت، من يفهم مقاصدها. 
وبينما هو يفتّش ُ عن أوراق ٍ ليكمل القراءة، إختفت هذه المرأة في الوادي المُقَدَّس .
وبينما هو مهموم ٌ حزين ٌ قرأ في احدى الأوراق،
وداعا ً يا صديقى، 
إنتظر مني رسائل مماثلة، تصلك، على طائر ٍ ميمون.
قضى عقود ٍ من عمره، يبحث عن التي افترق عنها. 
وها هو ينتّظر طائر الهدهد يومياً، ليرمي اليه قصقوصة، من امرأة الوادي المُقَدَّس. 
إفترقت روحه، عن الاولى.  
لتلتقي روحه، بالثانية. 
وتلاقّت الأرواح، دون خوف ٍ او وجّٓل ...

 فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
٢٨ كانون الثاني ٢٠١٦







هل فَهِمت ... ألأن ...


وكانت، تٓعْرِف ُ  أنه يُحِّبُها بجنون ...
وكان يُبادّرها، صباح كل يوم، 
وببرودة أعصاب.
ذات السؤال،  
كيف كان لَيْلُك ؟؟ 
وكانت تُجيبُه، وبِتوّتر شديد، 
وفي كلام، مُختٓصّر.  
كان ليلي طويلا ً، مُمِّلا ً، وبطيئا ً ....
لِأنّي، رٓجّٓوت ُ القمر أن يغيب. 
وتٓضرّعت ُ،  للشمس  ان تٓشْرُق. 
و... قال ...
لماذا، كل هذا ؟
قالت له،
حتى  اسمع،  ترتيلتك الصباحية، 
هل فهمت ٓ... ألأن ....
يا ..... 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٨ كانون الثاني ٢٠١٦


الأربعاء، 27 يناير 2016

أحْبّبت ... عُمري.

وأحْببّت عمري ...


وكانت تُعاتبه، لانه، كان يزورها  ويحمِل ُ لها  الهدايا. قبل ايام من مولدها. 
إلى، أن  سألته،
لماذا تزورني،  قبل  ثلاثة  ايام  من  عيد  مولدي ؟
ولا تأت ِ ، مع  بقية  الناس. 

أجابها :
قبل  مولدك  بثلاثة  ايام، زارتني  آلهة  الجمال، 
وقالت :
أنها، سَتَلِّدٓك ِ ...
ومنذ، ذاك  الزمن  أزورك،  
قبل .... غيري.
فٓرِحت، وقالت،
أحْبّبت ُ .. عمري، 
يا مُنيّتي. 

فيصل المصري 
اورلاندو / فلوريدا
كانون الثاني ٢٠١٦  

أراك ٓ .. في عُيوني .. تنام.

خاطرة،
أراك َ .. في عُيوني ...تنام. 

كان، يكتب ُ لها ...
ويكتب ُ، ويكتب ُ،
ويقول لها ...
سأكتب ُ لك ِ، حتى قيام الساعة.
كانت تفرح ...
وتُجيبه،   
وإني، اراك ٓ .. في كل مكان.  
لأنك في عُيوني، تنام.  

وأنام وكأني، آلهة،
ولمّا أصحّوا من غفوتي، 
أعود الى، أنا، 
إلا انت ...  
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٧ / كانون الثاني ٢٠١٦

 

أراك ٓ ... في عُيوني ... تنام.

خاطرة،
أراك َ .. في عُيوني ...

كان، يكتب ُ لها ...
ويكتب ُ، ويكتب ُ،
ويقول لها ...
سأكتب ُ لك ِ، حتى قيام الساعة.
كانت تفرح ...
وتُجيبه،   
وإني، اراك ٓ .. في كل مكان.  
لأنك في عُيوني، تنام.  

وأنام وكأني، آلهة،
ولمّا أصحّوا من غفوتي، 
أعود الى، أنا، 
إلا انت ...  
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٧ / كانون الثاني ٢٠١٦

 

الأحد، 24 يناير 2016

في غرام، صاحبة الجلالة !!

خاطِّرة،
في غرام، صاحبة الجلالة. 
ولكنها حقيقية.

كان يقضي أيامه في حُزن ٍ عميق، بعد أن، جرفّته الامواج، من وطِّنه الأُم، ورمتّه في الطرف الغربي من هذا العالم. 
أستوطّن هناك،  وطاب له المقام، وأقسّم يمين الولاء الى بلد، فتح له خزائن خيراته، وأرجع اليه حقوقه، بالعيش في حُرّية  وكرامة. 

دب ّٓ به الشوق، وإستّٓبد ّٓ به الحنين، لوطّنه، بعد فترة من الزمن.  
ولكنه، بدٓل ٓ ان يرجع، الى وطنه، آثر الوقوع في غرام، لغة وطّنه، فهام في حُبِّها، ووقع في هواها، وعشق، مخارجها، ومداخلها، وأعطاها كل وقته، وإهتمامه، فأغدقّت عليه، هي بالمقابل خيراتها، وإنشغلت في حُبِّه، وفتحت له مكنونات قلبها، وفؤادها. 

إنفضّح أمره، وكشفت سرَّه، وصيفة من وصيفات، هذه اللغة، تُقيم في بلجيكا، 
فإتصّلت به في عيد ميلاده، في ٢٥ مايو بالعام ٢٠١٤ وقالت له، سأكشُفك امام الملأ، وسأجعلك حديث، اهلك، وأصحابك، ومعارفك. 
أجابها، كيف لي ان أمنعك، وانا ما زلت في بدايات حُبيّ، ولا أُطيق العيش من دونها. 
قالت له، هي ستفرح في كشف هذا السر، لانها تُحِّب العلانية في علاقتها معك. 
وكان لهذه السيدة، ما ارادته. 
فأهدّته مُدوِّنة، 
وأنفضّح أمره، وأتصلّت به غوغل،
وأهدته عقدا ً ...
أمّا في بداية هذا العام، وبعد ان ذاع خبرّه، وشاعت قصة غرامه،
إتصّلت به، وصيفة أُخرى من سدّٓنة هيكل اللغة ذاتها، وبلاط الفن الراقي، تُقيم في تونس، وقالت له :
إنّي مأمورة، من صاحبة المقام العالي، بأن أُقدِّم إليك هدية، وهي عبارة عن صفحة، تكتب فيها قصة غرامك، مع صاحبة الجلالة. 
وقد قبِّل الهدية، وبدأ يكتب، ويكتب قِصَّة غرامه، وما زال يكتُّب. 
أصبح عدّد زُوًّاره، الدائمين، يلامس الأربعين ألفا ً من شتى أصقاع الكون.
الوصيفة الاولى، من بلجيكا، عٓرٓف ٓ إسمها الحقيقي بأواخر العام ٢٠١٥ بعد ان أخفّته عنه سنة كاملة. 
الوصيفة الثانية، من تونس، ما زال يجهل إسمها الحقيقي، لانها على ذات منوال الطقوس، في التعاطي، من دون مِنّة، او تمنين.   
المدوّنة، الهدية هي : مُدوّنة فيصل المصري. 
الصفحة الهدية هي : فيروز الشطآن. 
الوصيفتان، 
لا اعرف وجهّهن، 
ولم أتحدَّث  إليهّن، ولم التّق ِ بهن.
وما زلت أطلب لقاؤهّن، والتحدّث معهّن، 
لن أكِّل ْ، ولن أمِّل ْ في طلبي. 
لذلك،  
إختّرت من غوغل، وجه ملائكي من عالم الأساطير، ليحِّل محّلهن، غلافا ً لهذه الخاطرة. 
العبرة : ما زلت أؤمن بالأساطير، حتى في يومنا هذا. 
في عالم لا يُقّدم شيئا ً من دون مقابل.
ولكن، ما زال هناك أُناس ٌ ... طَيِّبُون.   
معهن، كلمة شكرا ً ... 
هي، مُنيّة النفس ...

فيصل المصري 
أٌورلاندو / فلوريدا
٢٤ كانون الثاني ٢٠١٦  

  

الخميس، 21 يناير 2016

خاطرة، في كل كور ٍ ... ودور ٍ ....

خاطرة،
في، كل كور ٍ... ودور ٍ 

 

وكان،  يُناديها بأسماء ً مختلفة، وفقا ً لطقوسِه بالأسماء.  
وفي كل مرّة تقول ُ له،
هذه، أنا. 
هذه، أنا. 
فإن قال، فينوس. 
تُجيب، هذه أنا. 
وإن قال، أفروديت. 
ردّت، هذه أنا. 
وإن قال، أُوزيس. 
تقول ُ له، هذه أنا. 
وإن ناداها، عِشْتار. 
ترِّد، هذه أنا. 
الى ان قال لها،
ما خطبُك ؟
من انت ؟
قالت له،
انا آلهة الجمال، في كل كور ٍ... ودور ٍ ....
أنتقل من شكل ٍ الى أخر. 
وقال لها،
من انت الان ؟
أجابته، انا الان، 
وفي غيابك، 
ولمّا أبعد ُ ... عن ناظريك. 
إمّا،
أكون، كالغزالة، 
وإما أُصْبِح ُ، كالفراشة،
عندها، 
سٓجٓدٓ، لها، 
ولثم يدها، 
وعاد، راضيا ً مرضيا ً ... الى طقوسه. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢١ كانون الثاني ٢٠١٦

الثلاثاء، 19 يناير 2016

مجنون ليلى ....

مجنون ليلى ....

هو: قيس بن الملوّح. 
هي : ليلى ابنة عمّه. 
المكان : جبل التوباد، بلدة الغيل في الافلاج، الجزيرة العربية. 
القصة : عشق، وحرمان، وغرام، وشوق ٌ جارف. 
الزمان : خلافة مروان بن الحكم، وَعَبَد الملك بن مروان. العصر الأموي. 
تدور أحداث هذه القصة الخالدة، في ارض كانت، مرتعا ً لقصص العشق التراجيدي، وموئلا ً لشهامة الفارس العربي الأصيل. 
وصلت إلينا قصص متشابهة، في الغرام السرمدي الابدي، ولم تصل إلينا قصص الحب التي انتهت بالزواج، لان طبع العربي، وسليقته، وغزارة شعره لا تتدّفق بعذوبة إلا في الحرمان، والوجد، والعشق الممنوع.
لذلك، نرى التشابه ما بين ليلى، وعبله، وعنترة، وقيس.  

من الواضح أن معظم الكُتّب والمراجع،  أجمعت على أن قيس بن الملوح  وابنة عمه ليلى، تربّيا معا في الصغر، وكانا يرعيان مواشي أهلهما في أيام الصبا،  وينعزل بها في غار ٍ يجد فيه مكانا ً آمنا ً ...
وقد قال، قيس في ذلك،
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا إلى اليوم لم نكبر، ولم تكبر البهم. 
أحب ّٓ قيس ابنة عمه، حيث نشأ معها، وتربيا، وكبرا، سويا ً، فأحّب أحدهما الآخر، فكانا رفيقين في الطفولة، والصبا، فعشقها وهام بها، حتى أُطلق عليه المجنون. 
وقد قال عنه الأصمعي :
بأن قيسا ً لم يكن محموما ً، ولكن كان فيه لوثّة، كلوثّة ابي حيّة.
أمّا إبن قُتيبة، فقد قال عنه :
هو من أشعّر الناس، وتلوّث شعره بكثير من الأساطير، والإنتحالات، وألمُقوّلات، فصار كل من يقول شعرا ً في ليلى يُنسِبُه .... للمجنون.  

وكانت  العادة في البادية، انه عندما كبرت ليلى، حُجَِبت عنه، فاشتّد به الوجد، يتذّكر أيام الصبا،  ويتمنّى أن تعود كما كانت، لينعم بالحياة الى جوارها. 
وهكذا هام قيس على وجهه، ينشد الأشعار المؤثرة، التي خلدّتها كتب  الأدب العربي، في حُب ِّ  ابنة عمه، في شعر مليئ بالعذوبة، والغزّل والحب، والغرام، والهيام. 
 تقدّم قيس،  الى عمِّه طالبا يد ليلى، بعد أن جمع لها مهراً، فرفض أهلها أن يُزوِّجوها إليه، لان العادة عند العرب في ذلك الزمن، تأبى تزويج من ذاع صيتهما بالحب،  فضلا عن ان قيسا ً قد  تشبّب ب ليلى  (أي تغزّٓل بها ). 
كانت العرب قديما ً  ترى أن تزويج المُحّب، المعلن عن حبّه، بين الناس عار ٌ وفضيحة، وهذه عادة عربية قبل الاسلام، بقيت. 
وقيل،  بل رفض الزواج بسبب خلاف، وقع بين والد قيس، ووالد ليلى حول أموال وميراث. 
ولكن اكثرية المؤرخين، قالو ان الرأي الأول أرجح، وأثبّت.

وفي نفس الوقت، تقدم لليلى، خاطب ٌ آخر من ثقيف، يُدعى ورد بن محمد العُقيلي، فإغتنم والد ليلى الفرصة وزوّجها لهذا الرجل رغمًا عنها. 
رحلّت ليلى، مع زوجها إلى الطائف بعيدا ً عن حبيبها، ومجنونها قيس. ويقال، أنه حين تقدّم لها الخطيبان قال أهلها :
 نحن نخُّيرها بينكما، فمن اختارت ... تزوّجته، 
ثم دخلوا إليها فقالوا :
 والله لئن لم تختار ِ وردا ً ... لنمثلنّ بك، 
فاختارت وردا ً ... وتزٌوجته ...  رغماً عنها.
وقال شعرا ً ...
قضاها لِغيري وابتلاني بِحُبِّها.   فهلا بشيئ ِ غٓير ٓ ليلى ابتلانِيا

فهام قيس على وجهه في البراري، والقفار ينشد الشعر، والقصائد، ويأنس بالوحوش، ويتغنّى بحبه ألعُذرّي ، فكان حيناً في الشام،  وحيناً في نجد وحينا ً ،،، في أطراف الحجاز، إلى أن وُجد مُلْقًى  بين أحجار، وهو ميّت.

صوّر  من حب قيس،  وجنونه بليلى

قيل، إنه مر يومًا وهو على ناقة، فإلتقى بامرأة من قومه، وعندها نسوة يتحدثن، فأعجبن به، فدعوّنه للمحادثة، فنزل وذبح لهن ناقته، وأقام معهن معظم النهار، ولمّا جاءت ليلى لتساعده في شوي اللحم، فجعل يجزّ بالمدّية في كفه، وهو شاخص ٌ فيها، حتى، جذبت المدية من يده، ولم يدرِ ما هو فاعل ٌ.
ثم قال لها،  ألا تأكلين الشواء ؟
قالت : نعم. فطرح من اللحم شيئا على النار، وأقبل يحادثها، 
فقالت له، أُنظُّر  إلى اللحم، هل استوى، أم لا ؟
فمّد يدّه إلى الجمر، وجعل يقلبها  بدلا ً من اللحم، فاحترقت يده، حتى شدّتها ليلى من النار.
هكذا كان حال قيس، مجنون ليلى. 
وروي أن أبا قيس،  ذهب به إلى الحج، لكي يدعو الله أن يشفيه مما ألمّ به من حُب ِّ ليلى،
وقال له : 
تعلّق بأستار الكعبة، وادع ُ الله أن يشفيك من حُبِّها، 
فذهب قيس، وتعلق بأستار الكعبة،
 وقال :
اللهم زدني لليلي حبًا وبها   كلفًا ولا تنسني ذكرها أبدًا.

وحكي، أن قيس قد ذهب إلى ورد زوج ليلى، في يوم شات ٍ، شديد البرودة، وكان جالسًا مع كبار قومه، حيث أوقدوا النار للتدفئة، فأنشده قيس قائلاً :

بربّك هل ضممّت إليك ليلى قبيل الصبح أو قٓبّٓلت فاها
وهل رفّت عليك قرون ليلى رفيف الأقحوانة في نداها
كأن قرنفلاً وسحيقَ مِسك وصوب الغانيات قد شملن فاها
فقال له ورد :
 أما،  إذ حلّفتني،،،، فنعم.

فقبض المجنون، بكلتا يديه على النار، ولم يتركها حتى سقط مغشيًا عليه.

تأثيره في الأدب العالمي.  

مجنون ليلى، هائماً في البرية، هي أغنية فارسية، من القرن الخامس عشر، فضلا ً عن كتابة قصة، قيس بن الملوح، في كتاب، بنج غنج (الكنوز الخمسة)، باللغة الفارسية. 
قيس بن الملوح، له ديوان شعري في عشقه لليلى، حيث كان لقصة مجنون ليلى، التأثير الكبير في الأدب العربي، بشكل خاص كما كان له تأثير في الأدب الفارسي، حيث كانت قصة قيس بن الملوح إحدى القصص الخمسة، ل بنج غنج،  أي كتاب الكنوز الخمسة، للشاعر الفارسي نظامي كنجوي. 
كما أنها أثرّت في الأدبين، التركي، والهندي، ومنه إلى الأدب الأردوي.

من أبياته في حبيبته ليلى،
تذكرت ليلى والسنين الخواليا وأيام لا أعدي على الدهر عاديا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا
أمر على الديار ديار ليلي أقبل ذا الجدارَ وذا الجدارَ
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارَ
ومنها أيضا ؛

فيا ليت إذ حان وقت حمامها احكم في عمري لقاسمتها عمري
فحل بنا الفراق في ساعه معا فمت ولا تدري وماتت ولا ادري
هذا كان حال، مجنون ليلى،
أمّا حال ليلى، لم يكن مُغايرا ً ...
وقد كانت،  تبادله العشق، وقد أكد ّ ذلك ابن قُتيبة في كتابه الشعر والشعراء،  فقالت فيه :
كلانا مظهر للناس بغضا وكل عند صاحبه مكين
تحدثنا العيون بما أردنا وفي القلبين ثم هوى دفين
ويقال عنها، 
ان مر ّٓ عليها يوما ً رجل يقصد بلاد الشام، وقد داهمه المطر الشديد، فطلبت اليه ان يَتَّقي المطر في خيمتها، فسألته من أين أتيت، فأجابها من بلاد بني عامر، فإرتاحت ليلى، وسألته :
 هل سمعت بذكر فتى يقال له قيس، ويلّقب بالمجنون، 
فقال نعم، نزلت عند ابيه، 
وانه، لا يعقل ولا يفهم، الا اذا تذّكر ليلى، 
فانكسر قلب ليلى، وبقيت تبكي طويلا، على هذه الحال. 
من أشهر قصائد قيس، قصيده المؤنسه وقيل سُميت بذلك لأنه كثيرا ما كان يرددها، ويأنس بها، 
وأول هذه القصيدة:

تذكرت ليلى والسنين الخواليا وأياما لا نخشى علي الحب ناهيا
وآخرها:

خليليا إن ضنو بليلى فقربا ليا النعش والاكفان واستغفرا ليا
وفاته :

توفي سنة  68 هـ  الموافق  688م،  وقد وجد مُلْقًى  بين أحجار وهو ميت، فحُمل إلى أهله.
 وروي أن إمرآة من قبيلته، كانت تحمل له الطعام إلى البادية، كل يوم وتتركه، فاذا عادت في اليوم التالي لم تجد الطعام، فتعلم انه ما زال حيا. 
 وفي أحد الايام، وجدته لم يمّس الطعام فابلغت اهله بذلك فذهبوا يبحثونَ عنه حتي وجدوه في وادي كثير الحصي وقد توفي، ووجدوا بيتين من الشعر عند راسه خطّهما بإصبعه هما :

تَوَسَّدَ أحجارَ المهامِهِ والقفرِ وماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدرِ
فياليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً    فيعلم ما يلقى المُحّب من الهجر
وأخيرا ً ... 
اما ليلى، فإنها رحلت عن الحياة دون ان توّدع قيسا ً، لتعبٍّر له حبّها، وقيل انها توفيت قبله. 
وقيل ايضا ً انه دخل ديار ليلى واهلها مُعزيا ً، وسال عن قبرها فَلَمَّا  عرفه رمى بنفسه على القبر، وأنشد. 
أيا قبر ليلى لو شهدناك اعولت   عليك نساءُ من فصيح وعجم 
وَيَا قبر ليلى أكرمن محلها   يكن لك ما عشنا بها نعم
وَيَا قبر ليلى ما تضمنت قبلها  شبيها ً لليلى ذَا عفاف وَذَا كرم 

لم يطّل الوقت،
حتى لحق قيس، معشوقته ليلى. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
١٩ كانون الثاني ٢٠١٦

الاثنين، 18 يناير 2016

ذكرى مارتن لوثر كينغ.

Martin Luther King !!

دراسة

I Have a Dream
Martin Luther King
1963

وكم من حلم، يؤجج مشاعرنا. 
وكم من حلم، يقضي على مضاجعنا. 
وكاننا في حلم، ليلة صيف، حار ٍ ومُلتهب.
انه، الحلم العربي. 
مغناة، ليس إلا. 

On August 28, 1963, nearly 250,000 people gathered in Washington, DC, as a part of the March on Washington for Jobs  and  Freedom.

From the Washington Monument to the Lincoln Memorial where individuals from all segments of the society called for civil rights and equal protection for all citizens, regardless of color or back ground.

The last speaker of the day was Dr. Martin Luther King, Jr.
Whose .... ( I Have A Dream )
Speech encompassed the ideals set forth in the Declaration of Independence that All Men Are Created Equal.

King's message of Freedom and Democracy for all people, of all races and background, is remembered as the landmark statement of the civil rights movement in the United States of America.

The following year, Congress passed the the Civil Rights Act of 1964, which :

Prohibited segregation in public places.
Provided for the the integration of public schools and facilities.
Made employment on the bases of Race or Ethnicity illegal.

This act was the most comprehensive civil rights legislation since the reconstruction era following the American Civil War.


Faissal  Elmasri 

January 18 2016 
Orlando, FL. 

الخميس، 14 يناير 2016

مُتّفق ْ ... عليه.

مُتّٓفٓق ْ عليه ...

هناك تعبير، مُشِّرف، وكريم، وأخلاقي في قرى جبل لبنان الأشّم، انه عندما يذهب أهل العروسين الى المحكمة المذهبية، او الشرعية لتسجيل عقد الزواج، يسألهم كاتب المحكمة، او القاضي عن قيمة (ألصِدّاق، او المُقَدَّم والمُؤخّر ) يُجيبون ب كلمتين ... مُتّفٓق ْ عليه، أي أكمل الإجراءات ولا تستفيض. 


في مسألة إخلاء سبيل ميشال سماحة، فإنه ايضا ً مُتّفٓق ْ عليه ما بين أهل الحّل والربط، في ١٤ و ٨ آذار. 
لذلك، 
يا شعب لبنان، العنيد، او العظيم ... لا فرق. 
توقّعوا الصراخ والعويل، والبكاء على القضاء، والمحكمة العسكرية، من قبل الأربعة عشر الجالسين والمُقيمين الى أبد الابدين في شهر آذار. 
لا انا، ولا انت سننزل الى الشوارع، لنقطعها، او نحرق الدواليب، والإطارات، ورمي براميل القمامة على الطريق، إستياء ً ونقمة ً، وإعتراضا ً
على هذا القرار بإخلاء السبيل، لانه بوجود الأرباب من ١٤ آذار الذين
سيأمروا أزلامهم القيام بأعمال الشجب، و و و، الامر الذي سيجعلك تٓكفُّر على الطريق، ولا يهّم إن تأخرت عن كسب لقمة عيشك بالحلال. 

هذا لا يعني ان لبنان يسبح في مجّرة، او مدّار مختلف عن كوكب الارض، لأننا بالامس ونحن نستمع الى الرئيس أوباما امام الكنغرس الأميركي في خِطابه السنوي عن الاتحاد، قال ان اميركا أقوى قوّة عسكرية في العالم، ونقطة ع السطر.
 كان، هناك وبذات الوقت عشرة بحّارة، من البحرية الأميركية يقعون أسرى، معصومي الأعين، راكعين، وأيديهم فوق رؤوسهم، مستسلمين الى طاقم زورق أيراني يقّل شأنا ً عن الطرّاد الأميركي. 
الفرق، في الحالتين :
انه هنا في اميركا، فُتحت أبواب جهّنم، التحقيقات، ولا مجال لتعدّاد التهّم الان. 
أما في لبنان، التحقيقات، لا تتعدّى قطع الطرقات، والصريخ، وتلويث الأجواء بالدخان. 
أكتفي، 
ويكفي، إضاعة وقتكم.  

فيصل المصري
أٌورلاندو / فلوريدا 
١٤ كانون الثاني ٢٠١٦

الثلاثاء، 12 يناير 2016

العقل البشري، أين يُباع ؟

ويقولون، 
لا يوجد فقر في اميركا. 
بل،
يوجد فقر مدقّع. 

والأغبياء في موطني الأم. 
وأُوْلِي الامر في موطني الأم. 

لا يعرفون النعمة التي حباهم الله فيها، وهي لبنان. 

عيب ٌ وقهر ٌ ...
لا ماء، ولا كهرباء، ولا طرقات، الخ. 

إلا، في مغارة علي بابا. 

في بلاد العم سام،

يقولون، بان حظوظك  في ان تربح  هذا اليانصيب، اي الجائزة التي تُقدَّر بأكثر من مليار و٣٠٠ مليون دولار،

كحظّك  السيئ، في  ان يسقط على رأسك  نيزك من السماء، او تستهدفك  مركبة  فضائية  تائهة. 

انه الكمبيوتر. 
انه العلم. 
انه العقل البشري.
الذي بامكانه ضبط الأمور،

حتى مقدرته في إبعاد العواصف المُزلّزلة عن شواطئ فلوريدا، الى داخل المحيط. 

وإخماد الحروب عن اميركا، وإشعالها في مكان اخر.  

أين نحن من العقل البشري.
أين يُباع، 
فلنشتريه. 
بدل الأسلحة. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
١٢ كانون الثاني ٢٠١٦

الاثنين، 11 يناير 2016

ليّت للبرّاق، عينا ً ...

ليلى، 
العفيفة وابن عمها البرّاق، 
دراسة تاريخية. 

من  هي  ليلى ؟؟ 

شاعرة، عربية، جاهلية، عاشت  بالعام  ٤٨٣ م  اي ١٤٤، سنة  قبل  الهجرة،  ونشأت  في  حجر  ابيها.  

هي،  ليلى  بنت  لكيز  بن  مرّة  بن  أسد  بن  ربيعة، من  بني تغلب،  بن  وائل  احدى  قبائل  ربيعة  بن  نزار  العربية.
 أُشتهِرت  في  التراث  العربي،  باسم  « ليلى العفيفة ».

كانت ليلى، أجمل بنات  العرب  في  عصرها،  وأفضلَّهن  خصالا، في الخُلْق  والاخلاق. 
 
كانت،  آية  في الجمال، ودمِثِّة  الأخلاق،  وذاع  صيتُها، بأنها  تامة  ألحُسْن ْ، كثيرة  الأدب،  ورزينة  في، التحّدث. 

 تقدّم   لخطبتها  كثيرون  من رِجالات  العرب، واصحاب  الحسب،  والنسب،   منهم،   عمرو  بن  ذي  صهبان،  إبن  احد  ملوك  اليمن، الذي  كان  يتردّد  عليه  والدها، فيُجزِل ُ عليه العطاء، ويُكرِمه  بالهدايا  ويُحسن وفادته،  وضيافته. 

تقدم  عمرو  بن  ذي  صهبان،  لخطبة  ليلى، وقَبِل  والدها  ان يٌزوّجها  له.
 
ولكن،  هذه  الخطبة  لم  يتقّبلها البرّاق  ابن  عّم  ليلى، فأتى  الى  ابيه  وإخوته،  وأمرهم  بالرحيل  الى  البحرين، فارتحلو ونزلوا  على  بني  حنيفة، لانه  لم  يَطِق ْ  العيش، دونها. 

وتقول  الروايات  ان ّ  ليلى،  رفضت،   جميع  من  تقدّم لخطبتها،  ومنهم  عمرو  هذا، لانها  كانت  لا  ترغب  أن  تخرج  من   قومها.

وإذ  نظرنا  الى  التراث  العربي، نقرأ  في  شعرهم  الجميل الفخر،   والانتصارات، على ألاعداء،  ودخلت   تفاصيل  معبِّرة  وأبيات  شعر،  اطلقتها  ليلى  العفيفة   أثناء   الأحداث  التي  جرت  لها.

وقد،  جذبّت  قصة  ليلى  العفيفة  وأشعارها،  خيال  العديد  من الفنانين  الذين  غنّوا  قصائدها،  ومنهم  المطربة  العربية  اسمهان ( شقيقة  الموسيقار  فريد  الاطرش )  التي   غنَّت، ( ليت  للبرّاق  عينا  ) عام 1938، من تلحين   الفنان  محمد  القصبجي. 

 وجرى   تصوير   فيلم « أميرة الشرق »  وهو  يحكي  قصة  ليلى  العفيفة. 

من هو البرّاق ؟؟
 
البرّاق،  هو، إبن  عمِّها،  والبرّاق  بن  روحان  بن  أسد  بن  بكر  بن مرة، من  بني  جشم  احد  فروع  قبيلة  تغلب  بن  وائل  من قبائل  ربيعة  بنو  نزار.


 كان، البرّاق،  فارس   ربيعة   ورجلها  المقدام، قال  عنه  المؤرخون  «  إليه  انتهى  عزّ  ربيعة،  وشرفها  »،  وكان  ذلك  قبل   وائل   كليب   بن  ربيعة  المعروف  ( بالزير سالم ). 

تعلَّق،  البرّاق  ب ليلى ابنة  عمِّه، وبادلته  الحب  واحبّته،

كانت  العادة،  المتّبعة، عند  العرب  في  الجاهلية، ان  يتّم  تزويج  البنت  الى  قبيلة  ذي  بأس، وشأن،  وقوّة،  وسطّوة، حتى  تكون  ملاذا ً آمنا ً  لقبيلتها،  في  حال  الشدائد، والمِحّن والحروب. 


وقد  وجد،  والد  ليلى  ضالتّه  هذه،  بان   يقوم   بتزويج  ابنته لأحد  الملوك،  ولكن   ليلى،   توّد  لو  أن  اباها  زوّجها  بالبرّاق. 
 لم تعص ِ ليلى  أمر  أبيها، وصانت   نفسها  عن  البرّاق،  تعفّفا  فلُقِبّت، بالعفيفة.


استاء  البرّاق،   من  رفض  عمه  زواجه  من  ليلى،  ورحل  عن قومه، ونزل   على   بني  حنيفة  ( من  قبائل  بكر  بن  وائل ). 


وأثناء  غياب  البرّاق  عن  قومه،   ثارت  أثناء  ذلك  حرب  ضروس  بين   بني   ربيعة  ( قوم البرّاق  )  وبين  قبائل  قُضاعة  وطيء،  وقُتِل  الكثيرون  من  الفئتين،  وتعاظمت  الشرور،  واتسّع  الخلاف. 

ساءت  احوال  بني  ربيعة،  ودارت  الدوائر  عليهم،  والبرّاق معتزل  عنهم  برجاله  لمنع  عمه  تزويجه  بابنته  ليلى. 

فاجتمع  إلى  البرّاق،  كليب  بن  ربيعة،  وإخوه  المهلهل  بن ربيعة ،  يستنّجدوه،  فقالو له :

يا أباً النصر، قد طم َّ الخطب  ولا  قرار  لنا  عليه. 

وانشده، كليب :

إليك  أتينا  مستجيرين  للنصر
فشمّر  وبادر  للقتال  أبا  النصر
فأجابهم  البرّاق  متهكما ً :
وهل  انا  الا  واحدا ً  من  ربيعة.  
ثم ّ ردهم  خائبين. 
وقد  بلغ  الأعداء  إمتناع  البرّاق  من  القيام  بقومه،  فأرسلو يعدّونه  بما  شاء  من  الكرامة  والسيادة  فيهم،  إن  آزرهم  على  قتال  ربيعة. 
أخذت  البرّاق  الغيرة  لذلك،
 وزال  ما  كان  في  قلبه  من  حقد  وضغينة  على  قومه. 
وأجاب  البرّاق  بني  طيئ :
لعمري،  لست  اترك  آل  قومي  وارحل  عن  فنائي
او  أسير  بهم  ذلي.  
أمر  البرّاق  رجاله  بالركوب،  ونزِل   عند  خاطر  قومه،  وقبِل  ان  يُنجِدهم،  بعد  أن  عقدّوا  الرئاسة   له. 

فإمتثلوا  لرأيه،  وتفرقوا  في  احياء  ربيعة،
 واستصرخوا  قبائلهم، فجزعت  ربيعة  لجزع  البرّاق  وأخذت اهبّتها  للحرب،  وتوافدت  قبائلها  من  كل  فج  عميق. 
 سار  البرّاق  غازيا ً  ديار   قُضاعة   وطيء، وكان  معه  كليب  بن  ربيعة، والمهلهل  بن  ربيعة،  وأبو  نويرة التغلبي، والحارث  بنو عُبَّاد. 
وأغار  عليهم،  وألحق  بهم،  شر هزيمة، وأطبق  فرسان  البرّاق من  كل  جانب  فأكثروا  فيهم  القتل  وانهزم  الباقون. 

  تعدّدت  المعارك، وأشتّد  وطيس  الغزو،  وكسبت  يداه  بالغنائم واسترجع، جميع  المواشي، والمسروقات التي  كسبها الأعداء. 
وانقادت  للبرّاق  قبائل  العرب. 
 وفك َّ  أسرى  قومه. 
 واسترجع  الظعائن ( النساء، او  الزوجة  التي تركب الهودج  ) وكانت  من  جملتهن  ليلى  العفيفة. 

 واصطلحت  القبائل  وأقروا  للبرّاق  بالفضل  والشرف  الرفيع. 

بعد  الحرب ، أرسل  عمرو  بن  ذي  صهبان  خطيب  ليلى،  الى والدها  يستنجزه  في  امر  تلبية  وعده  في  امر  ابنته. 
 فلم ير، والدها  بدا ً  من  تلبية  الطلب. 

وكان  قد  وصل  لمسامع،  ابنا ً  لكسرى،  ملك  العجَّم،   سليل العائلة  الساسانية، اخبارا ً وقصصا ً  عن  ليلى  وجمالها، 
فأراد  أن  يخطبها  لنفسه. 

وقال لحاشيته :

ما  عسى  ان  نبلغ  منها،  وهي  تفضِّل  الموت  على  ان يغشاها  أعجمي ؟؟

 فقالوا  له :
 نُرغبها  بالمال  ومحاسن  الطعام،  والمشرب،  والملبس.

أمر، أبن هذا الملك، ان يقوم حرّاسه،  بنصب  كمين،  لقوم  ليلى،  في  الطريق. 

وقد تمَّكن   منهم  ونُقِلت   ليلى  إلى بلاد  فارس. 
 فبقيت  هناك  أسيرة. 

حاول  ابن  كسرى  الزواج   بها.
 
 فامتنعت  عن  الزواج،  وتعفّفّت،  وتمَّنعت، 
فلم،  يزدّها  الأمر  إلا  رفضا ً  وإصرارا ً.
هدَّدها  ابن  ملك  العجم. 
 وتوَّعدها،  وخوّفها،  بجميع  العقوبات. 
 وعاملها  باقسى  انواع  التعذيب، ليرى  وجهها. 
 ولكنها  أبتّ،   وإمتنعت  عليه  وتعفّفّت. 
  ولم  يزدّها  الامر  الا إصرارا ً.

قامت  ليلى، وطلبت  من  ابن  ملك  كسرى. 
 أن يختار  بين :

أن يقتلها،
 أو يعيدها، لأبيها  في  بني  ربيعة،
ولمّا،  يئس  منها،  أسكنها  في موضع،  واجرى  عليها  الرزق، واكتفى  برؤية  قوامها  بين  حين  وحين، ما هو  ظاهر  تحت ملابسها.
 
ولمّا  ضيّق  عليها  الخناق، لتقتنع  بالزواج  منه، جعلت  تستصرخ  البرّاق  وإخوتها،  وتهّدد  بني  أنمار،  وإياد، لأنهم  وافقوا  على  سبيّها. 

وأطلّقت  الأشعار، وأنشدت الأبيات،   تستّحث  قومها  على  إنقاذها،  وتستصرخ  البرّاق، ان  يُنقذها. 

ومّما  قالته  ليلى  وهي  في  الأسر  هذه  الأبيات  الرائعة  التي تمثل  صرخةً  أبيّة :

ليت  للبرّاق ِ  عيناً  فترى
ما  أقاسي  من  بلاء ٍ  وعنا
يا  كليباً  ويا عُقيلا ً  إخوتي
يا  جُنيداً  ساعدوني  بالبكا
عُذّبت ْ  أختكمُ   يا  ويـــلكمْ
بعذاب  النُكر  صبحاً  ومسا
يكذب ُ  الأعجم  ما  يَقْرُبُني
ومعي  بعض  حساسات ِ  الحيا
قيّدوني  غلّلوني  وافعلوا
كُل ْ  ما  شِئتُم  جميعاً  من  بلا
فأنا  كارهة ٌ  بُغــيـتكم
ومريرُ  الموت عندي  قدر حلا
أتدُلُّونَ  علينا  فارســــاً 
يا  بني  أنمار  يا أهل  الخنا
يا  إياد  خسرت  صفقتُكُم
ورُمي  المُنظرُ  من  بَرد  العمى
يا  بني الأعماص ِ إما  تقطعوا
لبني  عدنان  أسباب الرجا
فاصطباراً  وعزاءً  حسناً
كلُّ  نصر  بعد  ضُرٍّ  يُرتجى
قُل  لعدنان  فديّتم  شَمِّروا
لبني  الأعاجم ِ  تشميرَ الوحى
واعقدوا  الرايات  في  أقطارها
وأشهروا  البيض  وسيروا  في  الضحى
يا  بني  تغلب  سيروا وإنصروا 
وذروا  الغفلة  عنكم  والكرى
واحذروا  العار  على  أعقابِكم
وعليكم  ما  بقيتم  في  الورى

اللقاء، والنصر ...

سمع  بعض  الرعاة  العرب  القصيدة. 
 فأسرعوا  الخطى  يريدون  ديار  أهلها. 
 حتى،  بلغوا  البرّاق  وأنشدوه  على  عجّل،  صرخة  ليلى. 

 وما  إن  أكمل  احد الرعاة،  شعر  ليلى،  حتى  وضع  البرّاق  رجله  في  الركاب،  واعتلى  صهوة  جواده. 

 وصاح  لفرسان  ربيعة  فتبعوه.
واجتمعت، للبرّاق  قبائل  ربيعة  بن  نزار،  وأحلافهم  لحرب الفرس. 

 أنتصر  البرّاق  عليهم،  واستنقذ  ليلى  ابنة  عمه  من الفرس. 

وأعادها  الى  ديار  بني  ربيعة. 

 فأثنى عليه  قومه  ثناء ً جميلا ً.

واستحّق  أن  يفوز  بها  ليتكلل  حبهما  العفيف  بالزواج. 
تولى  البرّاق  رئاسة   قومه  بني  تغلب  زمناً  طويلاً . 


 وصارت  قبائل  ربيعة  بحسن  تدبيره  أوسع  العرب خيراً. 

وتوفي  نحو  عام  479 م

 ولحقته  زوجته  ليلى  العفيفة،  بعد  أربعة  أعوام.


أعداد 

فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا 
كانون الثاني ٢٠١٦

  

الجمعة، 8 يناير 2016

وكأنك حولي ،،، لتراني.

خاطرة، 
وكأنك حولي، وتراني ...

 

وكان، يبثّها، شوقه، ويردّد  على  مسمعها  كل يوم،  انه  يوّٓد ان ترسل له، صورتها. 
وكانت،  دائما  تتجاهل  طلباته، 
وتطلب اليه أن يتخّيلها، لانها تشبه كثيرا ً ما تضعه من صوّر ٍ على صفحتها. 
إنتّابته الحّيرة،
وترّد عليه، بغنج ودلال،
إنّي أُحِّب ُ  حيرّتك.
حتى قال لها، 
كل الصُّور التي تنشريها، تُشبه آلهة جمال، عاشت في غابر الأزمان. 
وكانت تُجيب، 
وإني، انا الان،  أجمّل منها. 
الى ان قالت له،
حتى أُسهِّل عليك،
ساكون، ورقتك،
وأُرسّمني بقلمك. 
وكان كلامها، مُنيّة النفس، التي يحلم بها،
والإلهام الذي ينشده. 
فأرسل لها ً رسما ً،، 
كما تخّٓيلها. 
وما إن رأت الرسم،
قالت، بأعلى صوتها،
هذه ،،، أنا. 
وكأنك حولي ،،،،، لتراني. 
وكأنك حولي ،،،،، لتراني. 
وبدلا ً من ان ترسل صورتها،
بعثت بثلاث وردات، 
حتى يبقى محتارا ً ....
وتبقى تحبُّه. 


 فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٩ كانون الثاني ٢٠١٦


   

بأوّل العام ٢٠١٦، قِفا نبك ِ ....





أول الكلام، في العام ٢٠١٦ 
قِفا نَبْك ِ مِن ذِكْرَى حبيب ومنزل ِ ....
.........

عاب َ بعض ألمُستشرقين، العرب الذين عاشوا ما قبل الاسلام، أنهم  كانوا يبكون على الاطلال، في معلقاتهم،  وأشعارهم.  ولكنهم حييُّوا فيهم عشقهم، لمحبوبتهم، وولهّم وحنينهم بالعودة الى الديّار. 
اما الساسة في الغرب والشرق،  إنهم إستحّضروا هذا الشعر، وأمعنوا فيه تكبيرا ً، وخلعوا عليه وشاح الدين الاسلامي، والتطرُّف ْ في كل مذهب، او طريقة، حتى بات البكاء على المستقبل، يفوق النحيب على الماضي. 

 إن الغرب والشرق، جعلوا الشعوب العربية، ( وهي بيئة حاضنة)   تعيش في هيجان ديني يلّف الرقاب، ويرميهم الى ما وراء التاريخ.  

يَسْتَقْبِل ُ، الشعب العربي العام الجديد، بالبُكاء، على الماضي، والحاضر والمستقبل، ولا تستثني دولة واحدة من الخليج الى المحيط، إلا وقد أمعن الخراب في معالمها  الفكرية، او الثقافية، وحل ّٓ الجهل الديني، محّٓل الفقه الصحيح الذي يناسب العصر، حتى تخال نفسك تعيش غريبا ً بين اهلك ومواطنيك.  
وهذا لا يعني، ان الشعوب في الشرق او الغرب هم بمأمن، من الهيستيريا الدينية، والبغض المقيت، تجاه الدين الذي يُخالفهم، بل تشعر ان العيون، تشخص في مذهبك، او دينك، وتُحاسب عليه. 

عبثا ً تنجح المحاولات الحثيثة، في أبعاد وإخماد هذا الهيجان الديني،  لانه في مكان ما من هذا العالم،  يقوم الحُثالة من المتديّنين، والمتعصّبين  من الاديان السماوية، بفعل حقير تجعل غرائز الانتقام، تنبت من جديد. 
إنه عالم مجنون، وقد صدّٓقت نبوءة شعب المايا، إنه بدء ً من ٢١ كانون الاول ٢٠١٢ سيتغّٓير العالم، ولم يقولوا بإنقراضه، والدليل على ذلك، المناخ الجغرافي، الذي يجرف البيوت، والانحباس الحراري الذي يحرق الغابات. 
والقحط الفكري، الذي يعشعِش في العقول، والقلوب. 


إعداد 
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
٩ كانون الثاني ٢٠١٦