إِنْ كُنتَ تدري، فتلك مصيبةٌ
وإن كُنتَ لا تدري، فالمصيبةُ أعظمُ.
بعد البحث، والتقّصي في جذور هذا القول، تبين انه قول ٌ عربي اصيل، كالفرس العربية الأصيلة.
وللمرّة الاولى، في تاريخ كتابة أبحاثي، لم استند إطلاقا ً الى المراجع الأجنبية، لان هذا القول المأثور، ليس من مفرداتهم اليومية، لان الحقيقة، قد تتأخر في الظهور يوم، او يومين، او على أبعد تقدير أسبوع واحد.
فإن أردت ان تعرف حقيقة أي خبر بالدول الديموقرطية، ما عليك إلا ان تسمع الأخبار، او تتأخر في النوم، لتشاهد أحد برامج Night shows ، فيعطيك علماً وخبرا ً بقالب هزلي محبّب.
وللحشرية التاريخية، أردت ان أعرف، منشأ هذا القول العميق المهّم، والمؤثر في مجريات أيامنا الحلوه العربية.
هذا القول، هو من أبوين لبنانيين، ويحمل الجنسية اللبنانية، منذ اكثر من عشر سنوات، ولزيادة في التدقيق والتمحيص، ان الأبوين، عقدا قُرانهما عشية الاستقلال، في أربعينيات القرن الماضي، وجاء هذا المولود المسخ، بعد الزواج مباشرة، وما زال يعيث ُ فسادا ً بالحياة اليومية للشعب اللبناني، البائس، والمعّذب، وفاقد الأمل.
مِن الحذاقة الجهّنمية، المتبّعة في أنماط واساليب الحكم المُعتّمدة، انك، وانت في لبنان، او خارج، لبنان، لا تعرف شيئا ً، وإن حاولت، او إجتهدت، ان تعرف أمرا ً ما، ترى نفسك امام دهليز، لا قعر له، او دخلت في متاهة، لا حيلة لك في درئها، او توّرطت في جَدل ٍ بيزنطي، عن جنس الملائكة.
لنعطي أمثلة،
-/ تدّفق فتح الملفات، والبّت فيها بسرعة فائقة، وكأنك امام امرؤ القيس، وهو يُلقي معّلقته، ويُنشدُ قائلا ً :
مِكر ٍ مِفر ٍ مقبل ٍ مدبر ٍ معا ً
كجلمود ِ صخر ٍ حطَّه السيل ُ من عَل ِ
الملفات اليوم، في لبنان، تتساقط، وتتهاوى، كإندفاع الخيل، وهطول الأمطار بغزارة، على صخرة الوطن الملساء، بعد ان نامت نوم أهل الكهف، أهمها ملف العسكريين المخطوفين، وملف رئاسة الجمهورية.
ويُلفتك، الإقبال والإدبار، في سرعة حركة المسؤولين، والإعجاب والبهجة
والحبور، والاتفاق على توزيع الأدوار، كالثناء، والشكر لدولة قطر.
والتفخيمات لأفراد، وشخصيات قاموا على مستوى شخصي، وساهموا في إتمام الصفقة، ولكنهم تَرَكُوا حيّزا ً وِسعه، وِسع السَّرايا الحكومية، لدولة رئيس الحكومة اللبنانية، في ان يستقبل المحرّرين.
قولوا معي،
ان كنت تدري، فتلك مصيبة ٌ
وان كنت لا تدري، فالمصيبة أعظم.
أعداد
فيصل المصري
اورلاندوا / فلوريدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق