Pages

الجمعة، 12 يونيو 2015

وضع الموحدّون الدروز، في حرب لعبة الامم !!

لعبة الامم، ودورها : 
في معارك الكّر وألفّر في بلاد العرب. 


سبق وكتبت في مدونتي منذ أشهر دراسة عن  :

 ( وضع الموحدّون الدروز، هل يتطّلب تعديلا ً في حرب لعبة الامم الدائرة ). 

اليوم، وبالرغم من خطاب الوزير السابق وئام وهاب الناري، وإعلانه النفير العام، والتعبئة العامة، ما زلت أُوكد على ما سبق وكتّبت، ولكني أُضيف الآتي :

-/ من تعديلات لعبة الامم، في هذه الحرب، تنصيب وليد جنبلاط زعيما ً ولاعبا ً دوليا ً، مؤثرا ً مثله  مثل،  ملوك  وبعض  رؤساء الجمهوريات العرب، يؤخذ برأيه في المحافل الدولية، فيما يَخُص ّ وضع الموحدّون الدروز، وهذا وضع ٌ او ميزة، لم يسبقه اي زعيم، او أمير، او ملك من ملوك الطوائف في لبنان.    

نجح وليد جنبلاط، كما في السابق من تجنيب أبناء طائفة الموحدين الدروز من إجتراع كأس ويلات هذه الحرب الضروس، وقد تفهُّم من يُمسك بالقلم الأحمر مخاوف الزعيم جنبلاط. 


 في الاجتياح الاسرائيلي بالعام ١٩٨٢  على لبنان، وكما في همجية الحرب السورية في جبل السّماق، بالامس، نجح وليد جنبلاط من تجنيب أبناء طائفته  من السبي والاسر والتقتيل.

أمّا، وفي إطلاق النفير على السويداء والقرى المجاورة اليوم،  والتهديدات التي أُطلقت بعد سقوط القلاع والحصون التابعة للنظام السوري سيتمكن وليد جنبلاط، بسبب مركزه الدوّلي ان يحافظ ويجنّب أبناء جِلدته. 


أمّا التشويش عليه، سيؤدي  حتماً الى وقوع بعض الأضرار في السويداء، كما وقعت بعض الأضرار الفردية في جبل السمّاق نهار امس ولكن هذا لا يعني ان الخطوط الحُمّر التي رسمّتها الدوّل في منطقتي جبل السماق، وجبل العرب في السويداء، سيتم تجاوزها، ومن يتجرأ على فعل ذلك، سيدفع الثمن غاليا ً، وان الأدوات التي تستعملها الدول راعية هذه الحرب لفرض الخطوط الحمر، تكون من هذا الطرف او ذاك، لا فرق لان المتحاربين وإن علا صراخهم ما زالوا أدوات. 

-/ بات واضحا ً انه من حركة لعبة الأمم تجنيب لبنان، سهلا ً وجبلا ً ويلات هذه الحرب، ليس بسبب فكرة حماية الطوائف قليلة العدد، ( دروز ومسيحيين ) او كثيرها ( اسلام سنّة او شيعة ) لان الدول الغربية بات همها المصالح المادية، اكثر من فكرة حماية الطوائف، بدليل ان الطائفة المسيحية في سوريا والعراق لاقت سياسة غط ّ الطرف  من معاناة وسحق،  وتهجير هذه الطائفة. 

 -/ وبات واضحا ً ايضا ً ان فكرة حماية الطوائف  اللبنانية من قبل الدول الاقليمية المجاورة، اثبت فشلا ً وكارثة مادية،  ومعنوية على هذه الطوائف. 

 -/ ومن  ألسذاجة  بمكان، ان يعتقد بعض المسيحيين في لبنان، ان الغرب وبالذات فرنسا، لن يغربوا وجههم عن حماية الأقلية المسيحية في لبنان، او الاقليات المسيحية التي جرى تهجيرها من العراق وسوريا، وهذا إعتقاد بات من ضروب الوهم، بدليل ان إنتخاب رئيس مسيحي للجمهورية لم يعّد من أولويات هذه الدول، وما الاجتماعات والجولات التي يقوم بها الأطراف، لا تُثمر ولا تنفع. 

-/ لعبة الامم اليوم، مُنشغلة في السيطرة على سريان المعارك، وتوجيهها عن طريق remote control ، المستعمل بوسائل ومعدات حربية، جديدة غير المدفع، المحّرك عن طريق حبل،  لانه مهما علا عواء أمراء الحرب، فان جهلهم بالخرائط المفروضة يجعلهم عُرضة للضرب بسياطٍ  حامية، إن تجاوزوا الخطوط الحُمر المرسومة، وفي ذلك اكثر من دليل، أخرها حروب سلسلة جبال لبنان الشرقية. 

-/ ومن أدوات ال Remote control  المستعملة، من الدول راعية هذه الحرب الضروس، تقوية شوكة القبائل العربية،  وتفريخ زعماء للعشائر في طول بلاد العرب من الجزيرة العربية حتى شمال افريقيا، حتى تشعر وكانك تعيش عشية ظهور الاسلام منذ اكثر من الف واربعمائة سنة، وذلك تنفيذا للوعد والمخطط الموضوع للعرب بإعادتهم الى الوراء قرون وقرون. 
  
وأخيرا ً وليس أخِرا ً :

   -  الغرب والعرب الأغنياء، يغضون الطرف، لا بل يشجعون علي تنامي حركة العمران ( في بيروت خاصة، وباقي الأقضية الملاصقة ) ولا يهمهم ارتفاع الأسعار، والملفت ان المستثمر في بلاد العالم، يبيع على الخرائط، وتُشغل الأبنية فور إتمام البناء، إلا في لبنان،  العمران على قدم وساق، أمّا الإشغال فإلى بعد حين، دون همّ ٍ او غمّ ٍ او خوف من خسارة في هذا  الإستثمار المُكلف لان الشاغل او الذين سيشغلون هذه المدن والعمارات الشاهقة، ينتظر الإشارة حتى يتم الإشغال. 

    - بات وليد جنبلاط، في السياسة اللبنانية مؤشرا ً يُعتّد به، قد لا يرضي البعض هذا الكلام، ولكنه حقيقة واقعة. 

    - ما زالت اميركا تجترح الحلول وفق أهوائها وطبقا ً لمصالحها الدولية، ولم تعُّد في وارد تفويض اي دولة عربية في ان تكون القيّمة على دولة عربية أُخرى، وما يقوله بعض الزعماء عن الوحي، فان هبوطه لم يعُّد من سماء الدول العربية، وحتى الإقليمية. بدليل انه فيما مضى من زمن غابر كانت القاهرة، او دمشق، او الرياض تعيّن رئيس جمهورية في لبنان بتفويض دولي، وهذا أمسى من الأحلام. 


إعداد 

فيصل المصري

لبنان / حزيران ٢٠١٥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق