حرب الكّر وألفّر.
كيف يمكن التخّلص منها.
عندما واجه الجنرال أيزنهاور ( القائد العام لقوات الحلفاء بالحرب العالمية الثانية، مشكلة وقوع قواته في وسط اوروبا بأوحال معارك الكّر وألفّر، تذّكر زميل له، مشاغب، ومشاكس في كلية ويست بوينت العسكرية West Point اسمه جورج باطون.
قال أيزنهاور في مذّكراته، لن يخرجنا من اوحال وسط اوروبا إلا جورج باطون، ولكن أمامه عقبتان :
-/ الجنرال الإنكليزي، مونتغمري، الذي يكره باطون، لانه في اجتياح اوروبا من شمال افريقيا، سبقه ووطأت قدماه إيطاليا قبله.
-/ الجنرال الأميركي، عمر برادلي، المنضبط في سلوكه العسكري، انتقد باطون في في معارك شمال افريقيا، وفي إجتياحه جنوب اوروبا.
لم يأبه أيزنهاور، لكليهما ( مونتغمري وبرادلي ) فاستدعى باطون ورفع عنه العقوبة المسلكية بسبب صفعه جندي في مستشفى ميداني، وقال له، ماذا تفعل لو أعطيتك فرصة اخيرة في هذه الحرب ؟
أجابه باطون، أعطني أُمْرة ْ جيش، وخُذ مني برلين.
إجتاح باطون وسط أوروبا، ودخل برلين فاتحا ً، وأمسى الجيش الثالث الذى قاده، أسرع جيش في العالم،
لان باطون :
- كان رأس حربة جيشه.
- كان مبشرا ً، لانه كان يطلب من القسيس الملحق بجيشه، الدعاء لله ان ينقشع الضباب، ويتحسن الطقس حتى يهزم هتلر، كان يرفض القسيس ولكن باطون كان يُجبره.
- كان يؤمن، ان الله خلقه لان يسّطر ويسجّل بعض الأحداث المهمة كونه تقمّص في عدة ادوار، منذ قرطاجة.
انتهت حرب الكّر وألفّر بالحرب العالمية الثانية، لأسباب هي :
- تفوّق المصلحة الوطنية، على المصالح الفردية، بدليل ان باطون كان رئيسا ً ل عمر برادلي في افريقيا وفي إجتياحه اوروبا، وٓقٓبِلٓ ان يكون تحت أُمرة برادلي في اوروبا، باعتباره قائدا ً للجيوش الاميركية ومن ضمنها الجيش الثالث.
- جنرالات الكّر وألفّر، هم أبناء الزعماء والمقربّين، والمستزلمين والمستسلمين بعد اول معركة، وليسوا خريجوا المعاهد العسكرية المعترف بها.
الخلاصة :
عند العرب عامة، تغلب إرادة الموت على إرادة حُبّ الحياة، لان الحياة مع الشقاء في ظنهم، تأخذهم الى الجنة، والحياة مع الحرب، هي طريق الخلاص، ولا مكان في ناموسهم الى الفرح، وحب الحياة.
لهذا السبب ترى أيامهم حروب مثل داحس والغبراء، وغيرها من حروب دينية، وحربهم اليوم تدوم وتدوم، والسبيل الى ذلك كَر ٌ وٓفر ٌ .... لان الجيوش العربية تنقصها جنرالات معاهد، لا جنرالات نياشين وأوسمة مذهّبة.
إعداد
فيصل المصري
0 comments: