حزب الملامه
في العالم العربي
نلاحظ في الفترة الاخيرة ازدياد عدد المنتسبين لحزب الملامه لدى حكام العرب ولدى رعيتهم أيضاً، ومن أهداف هذا الحزب وضع الملامه على كل ما يحصل في العالم العربي،،،،، على الغرب !!
تأسس هذا الحزب منذ نيل الدول العربية استقلالها، اي في أواسط القرن الماضي، وتم افتتاح فروع لهذا الحزب في كل عاصمة عربية، وما زال هذا الحزب يستقطب أعداداً هائلة وجماهير غفيرة، نظراً لان المسؤولية تضيع بين حانه ومانه !
ساحصر نطاق بحثي لدى الكلام عن هذا الحزب في الفترة الزمنية التي تلت استقلال الدول العربية وحتى اندلاع حروب ( الردّة ) في وقتنا الحاضر، في المنطقة التي يحلو للبعض تسميتها بالهلال الخصيب والتي تشمل الان بلاد ما بين النهرين وسورية، يضاف اليها حرب اليمن، وشمال افريقيا، اي في طول البلاد العربية وعرضها.
وفي بحث لاحق، قد استقصي عن هذا الحزب اذا كان متواجداً عشية ضياع الأندلس لانه بذلك يكون اقدم حزب على وجه الارض !!
دأب رؤساء وأعضاء حزب الملامة، الى إيقاع اللوم عن الكوارث القومية والخيبات المتكررة على بريطانيا لانها وعدّت، لان الوعد وحده بنظر هذا الحزب الأجل المحتوم، والقّدر المكتوب، الذي لا مهرُوب منه.
ولأن مسؤولي هذا الحزب لا يقرأون، وهم في عِداء مزمن مع القراءة والاطلاع، أطلقوا اللوم وما زالوا يطلقونه كيفما شاء على الغرب وخاصة اميركا، على اي عمل خاطئ او شائن، يقومون به او يرتكبونه، وبنظرهم ان اللوم والملامة، كالكذب كلما تكذب يصدقك الناس. وقد برعوا في هذا المجال وتفوقوا !!
كانت جماهير الأمة العربية في اول الامر تأخذ الكذب وكأنه الحقيقة وبالتالي تتقبل الملامة. ولكن بعد تعدد النكسات والخيبات والمؤمرات والفتن والدسائس والخيانات اصبح العربي غير مقتنع ان اميركا والغرب لا همّ عندهم الا حياكة المؤامرات وتدبير الاغتيالات وفرض الفساد وجعل العهر في التعاطي اليومي للعرب !!!
اميركا والغرب مثلهم كمثل خالد بن الوليد،
تركوا اكتشاف الفضاء، وسيادة القانون وتسهيل سُبل الحياة لشعوبهم، ليتفرغوا لقطع الكهرباء والماء عن معظم الشعوب العربية، وليدّربوا مسؤولي العرب على طرق ووسائل السرقة ونهب الخيرات وقطع الأرزاق عن شعوبهم، وإن أنسى لا أنسى كيف قطعوا النعمة وفرص العمل حتى يهاجر الشباب ويتركوا أوطانهم !!
أما خالد ابن الوليد، مثله مثل اميركا، ترك حروب الردّة وترك هدم الامبراطورية الفارسية، ليتفرغ لإرسال هذه القبيلة او تلك لأسباب قومية، لتحمي الثغور من هجمات الفرنجة، حتى نرى معظم هذه العائلات تتبجح بأنها موفدة من قبل سيف الاسلام، لتعطي إذنا لها بممارسة الموبقات، او انها من نسل اشرف القبائل العربية.
كان جد جد جدّي يقول، وقد وصل كلامه لنا ( أن الرزق السائب، يعّلم الناس الحرام، ) وقد ينسحب هذا القول المأثور للاوطان أيضاً. فلا تلومنّ اميركا وغير اميركا في العبث بمصير وطنك !!
والذي يُقهر، وينّغص عيشك ويبدد احلامك في هذا الحزب، انه يلهث وراء من وئد استقلاله وطمر آماله في الحرية لعدة قرون مضت ْ !! ويُخبرك ان اميركا، عليها اللوم !!
والذي يقطع أوصالك، ويئدُ كرامتك، ان هذا الحزب ما زال يلوم وعد الأمس، ولا يلوم الوعد المقطوع للنبي دانيال ( نبي عند اليهود ) منذ قرون بان يعيدهم الى أورشليم، والتي وقعت وحصلت وتمت !!!
لننتقل الى تصرفات حزب الملامة، في لبنان !!
لما بسط الجيش السوري سيطرته على لبنان، كان أفراد هذا الحزب يحّملون اسرائيل كل اعمال التفجير والقتل على الهوية، والنهب والسرقة، التي طالت كل بيت لبناني، وفي هذا تبرئة للسوريين، حتى بات المواطن العادي من باب السخرية عليهم، وعلى تصاريحهم اليومية الممّلة، يقول ( الحق على الطليان ) حتى يتم ابعاد كل الشبهات !!
اما بعد الخروج السوري من لبنان، إشرأبت الأعناق وتمرجلت القلوب حتى بدأوا مثل شهرزاد بالبوح عن فاعل هذه الأفعال، وتكفيك مهزلة ان متسكعي ومقّدمي القهوة في مضرب خيمة عنجر، عندما نفق صاحبها تقوقعوا، لأنهم كانوا فيما مضى يتقبلون العزاء لو مات عنده عجل ٌ او بقرة، وينزل دمعهم مدرارا.
خوفي، وأكرر كلمة خوفي مرتين وثلاث ان حزب الملامة قد يعود ويعتذر عن المراجل التي ( قّدّها ) بحق السوري، ويأتيه فعل الندامة، ويلصق الملامة على اميركا، لانها هي التي حرّضته !!
اما، في حروب الردّة التي تدور رحاها، اليوم، وتحمي وطيسها في بلاد ما بين النهرين وسورية، مما لا شك فيه ان الملامه هي على اميركا والغرب، لأن الثأر هو وليد الأمس، وليس وليد قرون مضت !!
ويكفي ان تقرأ المقامات وتسمع المعلقات حتى تشمئز نفسك :
-/ انهم يتباكون صبح ومساء على حرية الصحافة، في اروقة المحكمة الدولية من اجل لبنان، وكان هم َّ اميركا والغرب معرفة الحقيقة، او حرية الصحافة اللبنانية.
-/ كيف يتم زرع الهلال الخصيب بالرؤوس التي أينعت !! وكيف يتم الري بدماء حمراء، وكيف تتم فلاحة المعابد وهدم المآذن على رؤوس الأشهاد.
ويقولون لك ان اميركا زوّدتهم بآلات الفتك والحراثة !!
وقد يكون أفضل رد على هذا الحزب ما قاله احد الشعراء !!
لا نلوم احد علينا فنلوم
فوق لوم اللائمينا
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونشكو دهرنا من غير ذنب
ولو نطق الزمان بنا هجانا
إعداد
فيصل المصري
لبنان / نيسان ٢٠١٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق