رسائل ألاوسكار،
الموّجهة للعالم !!
حالفني الحظ ان أُشاهد حفل توزيع جوائز الأوسكار، ليل الأحد ٢٢ شباط ٢٠١٥.
لن أتكّلم عن الأفلام، ولا عن الممثّلات، ولا عن الممثّلين، او المخرّجين، او مُؤلفي الموسيقى، الذين فازوا بجوائز الأوسكار
بل، سأتكّلم عن الرسائل التي قام، بتوجيهها هؤلاء الذين فازوا، بارفع جائزة عالمية، فنية، والذين إعتلّوا أعلى منصّة ، ثقافية في العالم.
لم يعُّد متوقعا ً ان تسمع بحفلة توزيع جوائز الأوسكار، ان يقوم الممثّلين، والممثّلات، والمغّنين، بشكر اهلهّم، وفريق عملهم، فحسب، بل اصبح، متوقعا ً ان، يُطلق الفائز، او الفائزة، رسائل تجاه مشاكل إنسانية تعاني منها البشرية جمعاء.
اطلق الفائزون، سهاما، حادّة، وأشاروا دون مواربة، على أمور عالقة، ما زالت تعاني منها البشرية.
ومن هذه الرسائل :
-/ رسالة، التفرّقة العنصرية.
ان العالم اليوم، يعاني من التفرّقة العنصرية، وهي تشمل الدين، واللون، والعرق، وتطال مسائل الحريات ايضا ً، أهمها حرية التعبير، وإبداء الرأي في الدين، والسياسية، وفي شتّى المواضيع، وغيرها من المسائل التي يُراق على جوانبها الدم.
-/ رسالة، الهجرة الى الولايات المتحدة.
كما هو معلوم، ان قوانين الهجرة الى أميركا، خاضعة الى تعديلات بصورة دورّية، والهجّرة من المكسيك هي الكبرى، والخلاف ما بين الحزبين الجمهوري، والديموقراطي على أشُّده، في مسالة تنظيم من، تشمله هذه الإجراءات التي ستصدر لاحقا ً، خاصة ان هناك ملايين المخالفين والمقيمين بصورة غير قانونية، ينتظرون قانون الهجّرة الجديد.
-/ رسالة، تشديد الأواصر العائلية.
مما لا شك فيه ان الأواصر العائلية، بدأت تضمحّل وتتضائل، في العالم أجمع، وقد حلّت وسائل التواصل الاجتماعي كالكتابة، والبريد الالكتروني، محّل الاتصال المباشر والمتعارف عليه سابقا ً، وذلك دون ان يكّلف الابن او الابنة، الاتصال بالأهل عبر الهاتف.
كانت الرسالة واضحة، تكلمّوا مع والدّكم او والدّتكم، ليس عبر الرسائل الخطية، بل مباشرة ً.
-/ رسالة، المساواة بين الرجل والمرأة، في الرواتب والاجور.
ما زالت هذه المسألة مستعصية الحّل، حتى في أميركا، هناك تفاوت، ما بين الأجر الذي يتقاضاه الرجل، او الذي تتقاضاه المرأة، وقد كانت الرسالة واضحة جدا ً، باعتبار ان فرض الضرائب، على كليهما على قدم المساواة.
-/ رسالة، الوفاء.
كانت المطربة الرائعة لايدي غاغا، مثالا ً يُحتذى لتكريم جولي أندروز بعد ٥٠ سنة على تمثيلها وغنائها فيلم صوت الموسيقى، وقد فاجئت جولي أندروز الحفل بظهورها، لشكر أكاديمية الأوسكار على تقيّيم الوفاء، وشكرت المطربة العالمية لأيدي غاغا.
-/ رسالة، الانتحار، والصفات التي قد نعتبرها شواذا ً.
ان ظاهرة الانتحار تلف حياة الشباب على مستوى العالم، وقد كانت رسالة موجّهة، في ان الانتحار يسبقه يأس واحباط، يؤديان الى ارتكاب هذا الفعل، وهذا ما يجب ننتبه له، ونجنّب، ونساعد من يقع في شِركه.
يضاف الى ذلك، ان بعض التصّرفات التي يقوم بها شباب اليوم، ونعتبرها نحن شواذا ً، قد تظهر في مستقبل حياتهم ظاهرة نجاح، منقطع النظير.
-/ رسالة، الهموم الصحّية.
ان مرض الزهايمر، الذي يعصف في أواخر عمر بعض الأشخاص، يجب ان يرافقه من المحيطين حوله الرعاية والاهتمام، لانه ليس عيبا ً، ويجب ان لا ننسى كيف كانت حياة هذا الانسان، قبل إصابته بهذا المرض، قد يكون طيلة عمره متقلدا ً ارفع المناصب.
هذا ما لاحظته وانا اشاهد، حفل توزيع جوائز الأوسكار.
وهذه كانت انطباعاتي.
أعداد
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
شباط ٢٠١٥.
رسائل صحية
0 comments: