Pages

الخميس، 18 ديسمبر 2014

قِصَّة ٌ، وَبَعْد !!


 !قِصَّةٌ، وَبَعْد

 وَمَضى يَدْخُلُ المَعْبَدَ مُصَلّياً، مُرَتِلاً، مُناجِياً

عَلّها تَأتيهِ وَتَقْبَل أَنْ تَكونَ إِلَهتهِ وَتَرْضَى بِطقوسِهِ..

إلى أَنْ غَلَبَهُ الشَّوقُ وَدَهَمَهُ النَّدَم:

«لَيْتَني غَنَّيْتُ لَها لِتنامَ عَلى زِنْدي، بَدَلاً مِنَ التراتيل لِصُوَرِها؛

لَيْتَني شَربتُ النّبيذَ مِنْ يَدِها، بَدَلاً من خَزْنِهِ في خوابيها،

لَيْتَني فَرَكْتُ الصّعْتَرَ اليابِسَ بَيْنَ يَدَيَّ، لِتَتَشَمّمَهُ، كُلَّ صَباح كَما كانَتْ تَرْغَبُ، بَدَلاً من البَخورِ الذي حَرَقْتُه عَلى مَذبَحِها،

لَيْتَني اِسْتَمَعتُ لِقِصَصِها الغريبة بَدَلاً من إصْراري عَلى تَقديسِها!

لَيْتَني خَبّأْتَها بَيْنَ اِصْبَعي وَخاتمي؛

لَيْتَني وَضَعْتَها عَلى قَبّةِ قَميصي؛

لَيْتَني سِرْتُ قُرْبَها؛

لَيْتَني فَهِمْتُها...

لَما كُنْتُ الآنَ أعاني مِن إحْباطي!

وَلَما كُنت الآن لا اراها الا بمنامي!

آهٍ... لَو أسْتطيع وَصْلَ آهاتي بالرّيحِ،

 قَدْ تَصِلَها، تَتَوَسَّل إلَيْها:

تَعالي.. عودي.. عَلّميني كَيْفَ أرْجِعُ وَلداً أرْكَبُ الأمَلَ والأحْلام..

تَعالي.. عودي.. أَهْدِمُ المَعْبَدَ.. وَأَحْرِقُ الصُّوَرَ.. وأحْمِلُكِ عَلى كَتِفي، عُصفورَتي، ونَمْضي مَعاً.. تَعالي! »

بَكى... وبَكى.. فَغاب مِنَ الإرْهاقِ والسّهر..
تَصَوَّرَتْ لَهُ في غَيْبوبَتِهِ، تَنْظُرُ إليْهِ، بِعَطْفٍ وَلَكِن -عَلى غَيْرِ عادَتِها... لَمْ تَبْتَسِمْ.


 إعداد
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
كانون الاول ٢٠١٤ 


هناك تعليق واحد:

  1. Mr. El Masri, this story is getting really interesting and, as a reader, can't wait to see what is going to happen! I imagine that you have plans to continue it, though can't imagine how, so I am looking forward to find out, and I trust your skills! I learnt that a story never ends becuase it is always told and retold..or lived and relived.. as long as there is a memory!

    ردحذف