Pages

الخميس، 27 نوفمبر 2014

أثر الحضارة البابلية، في التوّراة ... (جنّة عدّن )

أثر الحضارة البابلية في التَّوْرَاة  !!
جنة عدّٓن !!

 
إذا رجعنا، الى قصة الطوّفان السومّرية ( الحضارة البابلية ) نجد، ان الآلهة منحّت الخلود لرجل الطوفان ( زيوسدرا ) مقابل إنقاذه  نسل  البشر من الفناء،  وأسكنته،  في بلد على البحر،   ( دلمون )،  وقد تخّيلها السومرّيون، انها جنّة  بالفعل، لانها ارض مطّهرّة، مُشرِقة، فيها المياه العذبة ....

 وكانت، ارض السلام والطمأنينة، ولا يعرف سكانها المرض !

كان أحبار اليهود، في الأسر البابلي، ينهلون من الكنوز الثمينة التي  وفرّها  لهم  نبوخذنّصر، حيث، وقع  نظرهم على كافة التدوين البابلي، فكانت، القصص  في التوراة مصدرها هذا العلم الغزير.
 
لم  يكّن  كتبّة  التوراة، إلا من عليّة  القوم في اليهود، يكتنزون علما ً وثقافة، وقد عرفوا، كيف يسّخرون ما وصل اليهم من علوم بابلية، لإعادة  صياغتها  في التوراة، وقد نجحوا في ذلك، لان قوالب صياغة  التوراة  وُضعت  لتُماشي العصر، بدّل  ان يكون النقل  حرفيا ً، كما جاء  في المدوِّنات  البابلية. 

لذلك، نرى  في  سفر التكوين، تفاصيل  عن جنة عدّن، وأنهارها وعن  خلق  حواء  من ضلع  آدم، كما ويذكر  خطيئة  آدم  ودور الحيّة  في ذلك، وخروج  آدم  من الجنة. 


جاءت كلمة عدّن، من الكلمة السومرية ( Edin ) وهي تعني السهل، او الاراضي الزراعية  السهلية، وهي الارض التي سكنها ( نوح البابلي ) والتي  لا يعرف  سكانها  المرض والشيخوخة، وأنها  كانت  ارض الخلود، وان  من  يقيم  فيها، ( الجنة )  هو،  نتيجة  مكافأة  لأعماله، تمنحها الآلهة. 
وقد أتّى في التوراة، في سفر أشعيا، على غرار ما  تذكره الأسطورة السومرية ... ( انتشار السلم  والطمأنينة  في الارض حتى بين  جنس الحيوان !!

سفر أشعيا، في التوّراة  : ورد فيه :

يسكن الذئب مع الخروف يربض  النمر مع  الجدي  والعجّل والشبل  والمسمن  معا ًوصبي صغير  يسوقها والبقر  والدّابة ترعيان  تربض  أولادهما معا ً والاسد  كالبقر  يأكل  تبنا ً، ويلعب الرضيع  على  سرب الصل  ويمّد الفطيم  يده  على  جحر الأفعوان، لا يُؤذَّه  ولا يفسدون  في  كل  جبل  قدسي  لان الارض  تمتلئ  من  معرفة  الرب كما  تغطّي  المياه  البحر ..... ( أشعيا )

ويقابله، جنة عدن السومرية ( دلمون )

في بلاد دلمون، لا ينعق الغراب
والطائر كيتي، لا يطلق الصراخ هنا كعادته
والاسد، لا يفترس احدا ً
والذئب، لا يخطف الحمل
ولا يعرف الكلب، مفترس الجداء
ولا الخنزير، ملتهم الحنطة
والذي فيه وجع العين، لا يقول ( عيني توجعني )
والرجل المسّن، لا يقول ( انا رجل مسّن )


من الملاحظ، ان جنّة  عدّن في التوراة :

وجود الأنهار، وشجرة المعرفة، وشجرة الحياة. 

اما دلمون ( الجنة السومرية )

فيها المياه، وشجرة الحياة، لأنهما يمثلاّن رمز ومصدر الحياة
وإذا،  نظرت الى تماثيل الآلهة السومرية، تجدها  تحمل  في يديها  إناء  يتدفق  منه  الماء، بالاضافة، الى وجود  قطع  فنية تصوّر  شجرة  الحياة، باعتبارها  رمزا ً للخصب. وقد  وجدت هذه  القطع الفنية بعد اعمال التنقيب والحفر، وكلها  تعود الى القرن ١٨ قبل الميلاد. 

ان هذا التشابه، هو دليل قاطع،  على ان التَّوْرَاة  قد  تأثر  بافكار  وحضارة  سومر  وبابل، فيما يتعلق بالفردوس وجنة عدن. 

اما مسالة خلق حواء، من احد  أضلع  آدم، كما جاء في سفر التكوين، وهما في الجنة، ( فأوقع الرب الاله سباتا ًعلى آدم فنام، فاخذ  واحدة  من أضلاعه  وملأ مكانها لحما ً ) له مني دراسة  اخرى  مقارنة مع  الأسطورة البابلية. 

أعداد

فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
عيد الشُكر لعام ٢٠١٤

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق