وداعاً العام ٢٠٢٣
نُعاتبك واللوم عليك …
لأنَّك تركت المايسترو الأميركي يُكمل عزف سيمفونيته المملَّة تنظيم قواعد إشتباكات الأسهم الناريَّة ما بين عازفي فيلق القُدس اللبناني والمتشددين مِن نافخي مزامير داوود.
ولأنَّك تركت المايسترو الأميركي يُكمل عزف سيمفونيته
تنظيم قواعد ترسيم المنافع والسرقات فِي مغارة علي بابا والحرامية فِي لبنان بالرغم مِن تهديد المايسترو بعصا العقوبات المالية على ناهبي هذه المغارة.
ولأنَّك وعدت المايسترو الأميركي أن يُكمل ويُكمل تنظيم قواعد ترسيم المنافع بين فيالق القدس المجوسيَّة وإسرائيل، عن طريق ضرب الطبول ونفخ المزامير، حول مواقد النار.
هذا العتب للعام ٢٠٢٣ يقابله دُعاء للعام ٢٠٢٤ أن يترك لنا فُسحة أمل ورجاء للإبقاء على الذكريات الجميلة.
مِن ذكرياتي الجميلة أنَّ إهدائي لكتابي كراون دايسي وكريستل وقصص أُخرى بالعام ٢٠١٨، كان إلى روح المرحوم والدي حيث قُلتُ له :
لمَّا بدأت كتابة قصَّتي الأُولى ( امرأة الوادي المُقدَّس ) كانت روح والدي رحمه الله تدفعني وتحفِّزني وتُلهمني.
وقد دفعتني سطوة هذه الروح المُحبَّبة على قلبي وعقلي وتفكيري إلى أن تكون قصَّتيَّ الثانية والثالثة على المنوال نفسه، مِن مزج للأُسطورة بالخيال وصولاً إلى واقع حياتنا المُعقَّدة والصعبة.
كانت بصمات والدي يرحمه الله واضحة وجلية في كل قصَّة.
الهجرة إلى بلاد بعيدة.
العودة بدافع الحنين.
الحب الأبدي السرمدي.
التضحية دون حساب.
كُل ذلك سكبته بقوالب مِن :
الأُسطورة، وكأنَّه حقيقة.
الخيال، وكأنَّه في متناول اليد.
والحقيقة، فِي مرورتها وصعوبتها.
وأخيراً …
الأمل باللقاء وإن كان صعب المنال.
وأُنهي بالقول …
إلى روح والدي الهائمة والمرافقة لي دوماً وأبداً.
إلى مسقط رأسه وموطنه وقريته صليما، المحببة على قلبه.
إلى موطئ قدمه وهو في ريعان الشباب تلك الجزيرة النائية في بحر الكاريبي كوراسو حيث وُلدت.
إلى روحه التي إشتقتُ إليها.
إلى غيابه الذي أضناني.
إلى لقائه الذي أتوقَّعه وأتوقه وأنتظره على ما بقي لي مِن وقت.
إلى والدي …
أقول لك …
لا ترحل ثانية إلى مقلبٍ آخر مِن هذه المعمورة.
إنتظرني.
إنتظرني.
إنِّي قادم.
إنِّي قادم.
روحي تأمرني.
وتعدُني بلقاء قريب.
إبنك …
فيصل.
أول العام ٢٠٢٤
أُورلاندوا / فلوريدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق