وماذا يدور همساً في أروقة المحافل الدوليَّة عن الأزمة الماليَّة في لبنان
مِن دون مقدِّمات :
بعد أن نشرت مُدوَّنتي عن ( مشروع قناة بن غوريون
والقرار ١٧٠١ تاريخ ٢٠٠٦م، لا تنسوا قناة السويس ).
وأشرت إلى أنَّه يجري الحديث عن أمرين أحدهما علناً والأخر همساً. في العلن يُثيرون إحياء القرار ١٧٠١ الذي اتخذه مجلس الأمن في جلسته ٥٥١١ المنعقدة تاريخ ١١ آب ٢٠٠٦. أمَّا همساً يجري الحديث خلسةً عن مشروع قناة بن غوريون الذي سيربط خليج العقبة والبحر الأبيض المتوسط.
تلقيت عِدَّة تعليقات وكان ردي فيما يتعلَّق بمشروع قناة بن غوريون أنِّي أترك التعليق على قضايا العرب إلى جهابذة وعباقرة المحللين السياسيين والعسكريين في الوطن العربي وخاصة في موطني لبنان.
أمَّا الإتصال الهاتفي الذي ذبح ذاكرتي وأدمع عيني وزاد من قهري وصبَّ غليان كُرهي وغضبي على حُكَّام لبنان تلقيته مِن أحد أصدقائي أيَّام دراستنا في ثانوية المقاصد و IC الانترناشونال كوليج ( بيروت ) حيث بدأ حديثه كعادته بتذكيري لمَّا كنا نتظاهر في شوارع بيروت أيام الصبا والشباب إذا سرق أحد رؤساء بلدية فِي قرية نائية من قُرى المريخ أو زُحل المال العمومي ولم نكن نترك أي تقصير تقوم به أية دوَّلة مِن دوَّل هذا الكون إلَّا ونتظاهر ونخترع الشعارات الوطنجية ضد حُكَّام هذه الدوَّل، تاركين حُكَّامنا في وطننا لبنان يسرحون ويمرحون ويسرقون ويغتصبون الشواطئ دون حسيب أو رقيب.
بعد هذا التذكير مِن صديقي بدأ بالعتَّب والملامة في أنِّي أغضُّ الطرف عن ماذا يدور همساً في أروقة المحافل الدوليَّة عن الأزمة الماليَّة في لبنان، وأنِّي آثرت الإشارة إلى الهمس والغمز بالنسبة لقناة بن غوريون هروباً مِن قول الحقيقة عن الأزمة المالية فِي لبنان.
أكمل صديقي غاضباً معاتباً أنِّنا في لبنان أصبحنا مِن دعاة ومؤسسي حزب الملامَّة :
نلوم فرنسا ورئيسها ومندوبيها وسفرائها في عدم تقديم المساعدة والدعم لنا مع أنَّها الأُم الحنون.
نلوم صندوق النقد الدولي بأنَّ مندوبيه يتعالون في مخاطبتنا عندما يشرحون أسباب أزمتنا المالية.
نلوم رؤوساء المريخ وزُحل وجزر الواق واق في عدم تزويدنا ومساعدتنا للنهوض من الأزمة المالية التي نعاني منها.
قال لي صديقي مُنهكاً مِن عتابه :
بدل أن تنشر ماذا يدور همساً عن قناة بن غوريون، قُلْ لقراء مُدوَّنتك التي تنشرها غوغل كوثيقة، ماذا يدور همساً عن حُكَّام وطننا الغالي لبنان 🇱🇧.
قُلْ لقُراء مُدونَّاتك …
ماذا قال سابقاً ويقول حالياً مبعوثي الدوَّل لحُكَّام وطننا.
( لو طلبتم من زوجاتكم وبناتكم وخليلاتكم أن يبِّعن جزءً يسيراً مِن مجوهراتهِّن ومصاغهِّن ).
( لو طلبتم من أولادكم بيع بعضاً مِن سيارتهم الفارهة )
( لو أنتُم بعتم بعضاً مِن قصوركم في أوروبا وجزر الإعفاءات الضريبية ).
( لو أنتُم قللتم مِن أرصدة حساباتكم في مصارف أوروبا والخليج العربي وأعدتم جزءً بسيطاً إلى لبنان ).
( لو أنتُم بعتم بعضاً مِن يخوتكم وطائراتكم الخاصة )
( لو أنتُم طلبتم مِن رجال الدين التابعين للممالك والإمارات الخاضعة لسلطانكم وجاهكم ونفوذكم ) :
( أن يبيعوا بعضاً مِن الذهب والفضة المعلَّق على الصدور وبعضاً مِن الخواتم المذهبَّة أو الفضيَّة المرصعَّة بأغلى الاحجار الكريمة المُزينة للأصابع، وتذويب بعضاً مِن القبب الذهبية أو النحاسية ).
لو تمَّ ذلك :
كُنتُم يا حُكَّام لبنان 🇱🇧
أعدتُم الأموال المنهوبة مِن مالية الدولة.
أعدتُم الأموال المسروقة مِن المصارف.
أنهى صديقي مُكالمته ناصحاً لي هذا هو الهمس واللمز
والغمز الذي يجب أن تذكره قبل الهمس والغمز مِن قناة بن غوريون.
حذار يا صديقي أن تعود كما كُنَّا نتظاهر ضد السارقين في المريخ وزُحل، ونغُض الطرف والعين عن السارقين والناهبين والظالمين والفاسدين والمُفسدين في وطننا الغالي لبنان.
وأنهى صديقي مكالمته مُتسائلاً هل حُكَّام لبنان وأزلامهم مِن وزراء ونواب ومدراء وكبار القضاة والضباط تُطبَّق وتسري على سحوباتهم الشهرية مِن المصارف ذات القيمة الضئيلة التي يقبضها المودعين والمتقاعدين كبار السن المنهوبة مُدخرات جني أعمارهم ؟
أنهى صديقي مُكالمته يائساً …
وأُنهي مُدوَّنتي بذات اليأس مُضيفاً سيبقى وضع لبنان ميؤوساً منه حتى رحيل الطبقة السياسيَّة الحاكمة إلى
جهنم.
وحسبي الله ونِعم الوكيل.
فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا
أخر العام ٢٠٢٣م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق