Pages

الخميس، 26 أكتوبر 2023

لا حياة لِمَنْ تُنادي.




قلت لصاحبي :

لا تسأل أين أنتم يا عرب اليوم ؟ 

سيأتيك الجواب … لا حياة لمن تنادي !!

بل عليك أن تسأل أين أنتم يا عرب الأمس ؟  

سيأتيك الجواب فوراً مِن :

المُثنَّى إبن حارثة الشيباني 

وهو يدُّك حُصون الإمبراطوريَّة الفارسيَّة. 

وخالد إبن الوليد 

قاهر الإمبراطوريَّتين الفارسيَّة والبيزنطيَّة. 

وسلطان باشا الأطرش 

وهو يرفع العلم العربي في دمشق بعد هزيمة الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة البائدة. 


ومِن دون مقدمات :

في هذه الظروف الصعبة التي تعصف بالأُمَّة العربيَّة سألت العرب الشرفاء الذين كانت خصالهم الشرف والفروسيَّة والكرامة والإباء والوفاء والكرم، أين أنتم يا :

المُثنَّى ويا خالداً ويا سلطان ؟

بدا عليهم الأسى والحزن لِما آلت إليه الأوضاع في بلاد العرب، وكان العتب بادياً عليهم لأنَّ حُكَّامنا لم ينفذوا وصاياهم. 


المُثنَّى بن حارثة الشيباني أجابني

عتبي أنكم لم تأخذوا يا عرب اليوم بما قلته للخليفة أبا بكر الصديق :

( يا خليفة رسول الله، ابعثني لمقاتلة الفرس إن أمدَدْتني وسمعَتْ بذلك العرب أسرعوا إليَّ، واكفيك من العدوّ شرَّه، مع أني أخبرك يا خليفة رسول الله أنَّ الأعاجمَ تخافنا وتتّقينا ).

ففعل ذلك أبو بكر الصديق، فقدم المثنى العراق، فقاتل وأغار على أهل فارس وهزمهم.






أمَّا خالد ابن الوليد، 

أجابني وهو في اليرموك  …

يُحارب هرقل ملك الروم الذي ولَّى أخاه ثيودورس فهزمه  وقتل ثيودورس  نفسه، ولما وصل الخبر إلى هرقل وهو في طريقه إلى القسطنطينية، قال مودعاً أرض الشام :

عليك يا سورية السلام ونعْمَ البلد هذا للعدو.  

عاتبني خالد إبن الوليد كيف كافأه الخليفة عمر بن الخطاب بأنَّ عزله مِن قيادة الجيش الذي قهر فيه  الإمبراطوريَّتين البيزنطية والفارسيَّة وعيَّن عبيده ابن الجراح قائداً لهذا الجيش المُظفَّر بدلاً مِنه


أمَّا سلطان باشا الأطرش 

أجابني وهو في دمشق يوم ٣٠ أيلول يرفع العلم العربي فوق دار الحكومة وهو أول علم عربي يرفرف في سماء دمشق بعد احتلال دام ٤٠٠ سنة من قبل الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة البائدة

عاتبني سلطان باشا الأطرش والدمعة  تتلألأ في مُقلتيه  قائلاً لم يحظَ هذا اليوم الذي أنهيت فيه عُهر وحُكم حُثالَّة بني عُثمان بأي قيمة تاريخيَّة عند عرب اليوم. 


أخيراً أقول :

عليكم يا عرب اليوم أن تعودوا إلى أصالة وكرامة وشهامة وفروسيَّة العرب الأوائل، والوفاء ثم الوفاء ثم الوفاء لهم


فيصل المصري 

أُورلاندوا / فلوريدا 

تشرين أول ٢٠٢٣م



 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق