Pages

الثلاثاء، 3 يناير 2023

المُدونَّات الفيصليَّة والخواطر.

 المُدونَّات الفيصليَّة والخواطر

إنَّها سراب.

إسمٌ على مُسَمَّى.


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :

سألني ابني وأنا على مشارف نهاية رحلة العمر   ما هو الإنجاز الذي تفتخر بأنك حققته بحياتك ؟

أجبته باستثناء عائلتي الصغيرة.

أنا فخورٌ بإصدارات المُدونَّات الفيصليَّة التي نشرتها في ثلاثة كُتُّب، وعاد يسأل :

وأيُّ كتاب من هذه أنت فخور به أكثر من غيره ؟

أجبته فوراً

كتاب كراون دايسي وكريستل، وقصص أُخرى

وقال أكثر مِن كتاب، المُوحِّدون الدروز عبر التاريخوأكثر مِن كتاب أعلام وحوادث وشخصيات تاريخيةأجبته نعم

لأنِّي وجدت أثناء كتابة وتأليف قصة كراون دايسي وكريستل، وقصة إمرأة الوادي المُقدَّس، وقصة الجسْر وحوريَّة النهر، ذاتي وشخصيتي وتفكيري

وقد حاولت أن تكون قصصي على المنوال ذاته من مزج للأُسطورة بالخيال وصولاً إلى واقع حياتنا المعقدَّة والصعبَّة.

قصصي هي سيرة حياتي

ألا تعتقد أنِّي عِشتُ مع الهجرة في هذه القصص والعودة النهائية إلى موطني بدافع الحنين عندما تدِّق الساعة.   

ولا يخفاك سراً

أنَّي لَمَّا انصرفت لتأليف كتابي، المُوحِّدون الدروز عبر التاريخ تردَّدت الغوص والإبحار في هذا البحر الهائج حتى ينابيعه لأشرب من مياهه النقيَّة وصولاً إلى عصور سابقة وسنوات ظالمة ومظلمة للعقل والتفكير


لم يقتنع ابني حتى الساعة أنِّي آثرت أن أبحث عن نفسي في قصصي أكثر من أن أبحث عن الاديان ومذاهبها.

ولهذا السبب سطَّرت له وللقراء الأعزاء خاطرة من خواطري فيها تجسيداً لشخصيتي، وأقول فيها :

أنِّي في هذا السِرْب أُحِب أن أُغرِّد.  

أنِّي مع هذه الكلمات أرغب أن أتوه

أنِّي مع هذه السطور أتوق أن أُهاجر


خاطرة يرسم قلمي … 

أحْرفاً تتنفَّس

وجُملاً تتراقص

وصُوَراً تتكلَّم

وهذه الخاطرة تتضمن أحرفي وجُملي وصوري وفيها أقول :

وبقيتُ أسير حتى ألقاكِ.   

وبقي وجهُكِ يبتعد عن ناظري.  

ما إن أصِل إلى حيث أنتِ.  

تختفي صورتكِ وكأنها سراب.  

قلت في نفسي …  

لَمْ ولَنْ أَمِّل في أن أستمِّر باللحاق بكِ

طالما الرمَّق الأخير لم يُطرُق بابي.  

حتى لو أيقنتُ أنك سرابْ.  

وسراب الطبيعة جميلٌ.  

أما سرابكِ أنتِ أجملُ من جميلْ.  

لأَنِّي …  

أحلم بكِ كل ليلة.  

وأنظر الى صُوِّركِ التي علِقَت بخيالي وأنا الحقُك كالسراب.  

فإنْ رأيتكِ أثناء النهار …  

تختفي الشمسُ خلف الغيوم هرباً من  جمالكِ الذي يُبهرُها.  

إنْ نظرتُ إليكِ أثناء الليل …  

يختفي القمر من قرص السماء استيحاءً لأنكِ أجملُ منه.  

إنْ شاهدتكِ قرب النهر …  

يتوقَّف النهرُ عن الجريان إحتراماً لقدومكِ

إنْ كنتِ في حديقة غناء …  

انحنت الورود والأزهار خشوعاً لِجمالكِ.   

استبدَّ الشوق بي.  

غاب عقلي.  

وخفق قلبي.  

أردتُ أنْ المسكِ.  

أو أتحدَّث إليكِ.  

أو أُلِفت انتباهكِ.  

ولكني كنت أتهيَّبْ.  

خشوعاً.  

واحتراماً

إلى أنْ نهرتني آلهة الجمال وانا أحلم بكِ ليلاً.  

وقالت لي.  

ماذا تفعل بصورِها.  

ولماذا دخلتْ أحلامكَ كل ليلة.  

ولماذا ؟  

ولماذا ؟ 

لا تكلمها

قلت لآلهة الجمال …   

تعبت من اللحاقِ بها.  

كأنَّها من غيرِ البشر

كأنَّها من عالم أخر.  

أجابت آلهة الجمال.  

صدَقتْ.  

إنَّها من نسلي.  

إنَّها من بناتي.  

إنَّها آلهة جمال مثلي.  

أنا والدتها.  

إنَّها سراب.  

إنَّها من صُوَر الآلهة.  

لنْ تلقاها.    

إنَّها اسمٌ على مُسَمَّى.  

إنَّها سرابْ

إنَّها سرابْ



فيصل المصري


أُورلاندوا / فلوريدا

أول العام ٢٠٢٣م




هناك تعليق واحد:

  1. بغض النظر عن التسمية اسرابا كانت ام خيال او تهيؤات ربما احلام اليقظة ... الخ من التسميات... انما المؤكد انها شريان نابض يجعلنا متمسكين بهذه الحياة اكثر علنا نصل الى هدف اللقاء ... وهذا بحد ذاته نبض الحياة... تحياتي/ لما

    ردحذف