Pages

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020

أدركوا اللغة العربيَّة قبل أن تضيع. عرب اليوم واللغة العربيَّة.

 أدركوا اللغة العربيَّة قبل أن تضيع !

عرب اليوم واللغة العربيَّة.     


المُقَدِّمة التي لا بُدَّ منها :


عندما قال أحد فلاسفة الأندلس وهو من أصل أسباني lane pool Moors أنَّ للعرب مآثر جمَّة وعظيمة في الأندلس، وكان ضياعها حدث تاريخي لا يُصدَّق

وعندما قال أيضاً أينما حلَّ العرب حلَّت الحضارة وازدهر العلم ونَمَت الثقافة وازدادت المعرفة

ما قاله هذا الفيلسوف الأسباني عن العرب، كان يقصد به عرب الأمس فهؤلاء فتحوا مشارق الأرض ومغاربها وأثروا الحضارة الإنسانية بكل ما هو نفيس في العلوم  وفِي الآداب وفِي الشعر والموسيقي والطب والفلك وعلم الحساب وغيرها الكثير الكثير

ما قصده هذا الفيلسوف هو عرب الأمس، لأنَّ عرب اليوم صحيح أنَّهم اجتاحوا أصقاع الأرض، لكنَّهم اجتاحوها لجوءاً سياسياً وملاذاً دينياً

اجتاحوها منبوذين مضطهدين تائهين في بقاع الأرض المترامية، ومن بقي منهم في أوطانهم بقي يتوسَّل الرزق الحلال في بلاده من ذوي الأمر والسلطان

وتسألون بعد هذا عن مصير اللغة العربيَّة لهذا الجيل العربي الجديد وهو في بلاد الإغتراب سعياً لطلب العلم باللغات الأجنبيَّة أو الرزق الحلال ؟

لعمري أين أنت يا إبن خلدون والمُقدِّمة الشهيرة التي أخذت فيها على المؤرِّخين والفقهاء العرب مآخذ التزلُّف والكذب والافتراء وإخفاء الحقيقة

لعمري أين أنت يا المُثنَّى إبن حارثة الشيباني ويا خالد إبن الوليد لَمَّا نزع كلاً منكما نجوم أكتافه من بلاط كسرى عُنوةً، كُنتما حُماة الديار بدَّل النجوم التي يلتقطها عسكر اليوم من الصالونات تزلُّفاً  والديار والأمصار سائبةً لأنَّ 

النواطير نامت عن ثعالبها وهي تتسلل شرقاً وغرباً.


في المُدونَّة :

هذه المُدونَّة وضعتها قبل أن تضيع اللغة العربيَّة المكتوبة، أو المحكيَّة وتصبح لهجات ولكْنات تتفرَّع من الأصل

ولطالما قال أحد فقهاء المسلمين ( أدركوا الفتوى قبل أن تضيع ).  

وقال أحدهم أيضاً ( أدركوا لغة القرآن ) في اليوم العالمي للغة العربيَّة

وأنا أقول ( يا عرب أدركوا اللغة العربيَّة قبل أن تضيع مِن سوء أفعالكم ). 

لن أغوص في تاريخ اللغة العربيَّة إلى أعماق التاريخ، بل سأبدأ من العصر الذي سبق الإسلام، وسيلاحظ القارئ الكريم أنَّي أتجنَّب في مُدوِّناتي من ذكر مُصطلح العصر الجاهلي، لأنَّه إذا كانت الجاهليَّة تعني الجهل من الناحيَّة الدينيَّة، أو الجهل والجهالة بوجود الله فأنَّه لا يجوز ويتنافى مع وجود الديانتين السماويتين اليهوديَّة والمسيحيَّة وجماعة الصابئة والأحناف الذين وحَّدوا الله في أرض العرب عشيَّة ظهور الإسلام، أمَّا إذا كان المقصود فئة من العرب كانت على الوثنية وفِي هذه أيضاً جدليَّة. ( تُراجع مُدونَّتي عن الوثنيَّة والأحناف ). 

اللغة العربية كانت أرَقُّ وأجمل  ما وصلنا إلينا  من العصر الذي سبق الإسلام.  

في هذا العصر، كان المفكرون والشعراء والخطباء يخطبون ودَّ اللغة العربية ويلتمسون دررها ويغرفون من نبعها.  

ومن حسن الحظ أنَّ التاريخ حفظ لنا  القصائد الطويلة التي سُميَّت بالمعلقات، وقد ذهب بعض الروَاة إلى أنها قصائد، كُتبَّت بماء الذهب وعُلِّقت على أستار الكعبة.  


وبرغم وفرة ما وصل إلينا من أدب  وشعر العصر الذي سبق الإسلام، إلَّا أنَّ الضياع قد أتى على الكثير من أخبارهم، وخاصَّة القديمة منها

يقول أبو عمرو بن العلاء

" ما إنتهى إليكم مما قالته العرب إلا أقلَّه، ولو جاءكم وافراً، لجاءكم علمٌ  وشعرٌ  كثير " ..


ويقدِّر الباحثون عمر الأدب المدوَّن الذي وصل إلينا من ذلك العصر، بقرنين من الزمان قبل الإسلام.  

وبسبب رفعة شأن اللغة العربيَّة، أقام العرب لها أسواقاً  للشعر يتفاخرون، ويتبارون فيها ويتبادلون فيها الخبرات وكل ما هو جديد من شعر أو نثر أو خطابة.  

كان للعرب، حُكَّام  يفصلون بين المتنافسين، من أشهرهم النابغة الذبياني، الذي كانت تضرب له قُبَّة حمراء يجلس تحتها  فيحكم بين الشعراء .. 

ومن الحُكَّام أيضاً أكثم بن صيفي وحاجب بن زرارة والأقرع بن حابس وعامر بن الظَّرِب  وعبد المطلب وأبو طالب وصفوان بن أمية وغيرهم.  

ومن أشهر أسواق العرب حتى ظهور الإسلام سوق عكاظ، وسوق ذي المجاز وسوق مَجنَّة  والمربد.  


إعتَاد العرب وتباهوا وتفاخروا بين جميع الأُمم  على تسمية أنفسهم بأنهم  أُمَّة  تنطق  بالضاد.  

والحق يقال أن القُدرة على نطق الضاد هي الميزة الوحيدة التي يستطيع فيها العرب التميُّز عن بقية الأمم التي لها لُغَات مختلفة.  

ولكن إذا كان حرف الضاد يجمع العرب، فإن حرف القاف يُفَرِّقُهم. وفي ذلك يقول أحد البحَّاثة العرب في علم اللغات


( حسب معرفتي لم أجد أحداً ينطُق القاف بالصوت الكلاسيكي واللغوي وفقاً  للقُرآن الكريم غير الموحِّدين الدروز ).  

هذه الميزَة اللغويَّة التي إعتاد الموحِّدون الدروز أن يطبقوها في التخاطب الشفهي فيما بينهم أصبحت مضرباً للمثل، وباتّت تدُّل فوراً  على الهويَّة الدينيَّة أو  المذهبيَّة لكل من ينطق ب حرف القاف، فضلا عن ذلك أصبحت  جزءً  من تراثهم الذي يحافظون عليه، لا بل يجب أن تُصان كما لؤلؤة العين

وللدلالة على ذلك … 

المصريون وأهل بلاد الشام لا ينطقون القاف مطلقاً ويحلون الهمزة محلها.  

في السودان وجنوب العراق يحلون حرف الغين محلها.  

وفي منطقة الخليج ووسط العراق وصعيد مصر ينطقون القاف بالكاف المعجمَّة.  


وقد إعتبر البعض أنَّ التركيز على لفظ القاف في التخاطب لدى الموحِّدين الدروز يعطي الدلالة  على لغتهم  العربية الصحيحة، لأنَّ هذه اللهجة الموزونة تكون بأنَّهم  يلفظون مخارج الحروف جميعها، مثل ال الظاد أو الضاد أو القاف أو الذال، وهم الأقرب إلى اللغة العربية الفصحى في العصر الحديث

وَمِمَّا لا شك فيه أنَّ الموحدُّون الدروز حفظوا وحافظوا على اللغة العربية، وصانوها، لأنها لغة يقارب عمرها 4000  سنة.  


والجدير ذكره، أن اللغة العربيَّة  لغة مقدسَّة نطق بها وتعلَّمها النبي اسماعيل عليه السلام،  ويقال أنَّه أول من نطق بالعربية الفصحى.  


والاهم من ذلك،  أُنزِل القرآن الكريم  باللغة العربية.  

وجاء في القرآن الكريم ..

قال تعالى (( وهذا لسان عربي مبين ) ..

وكذلك قال : (( وهذا كتابٌ  مُصَدِّقٌ  لساناً عربياً لينذر )) 


وأخيراً

إنَّ  الموحِّدين الدروز  حافظوا  بشكل عام على هذا الإرث العريق وهذه الحضارة القديمة.  

والذي يُلفت النظر أنَّ الموحِّدين الدروز القاطنين في جبال بلاد الشام وخاصة لبنان وسوريا والأردن وفلسطين مازالوا يلفظون مخارج اللغة العربية  بالشكل الصحيح، ويتكلمون بها بفنون مفاتنها وبصلابة نحوها  وبلاغة ترتيب جملها.  


وفي هذا .. تأكيد على نسلهم العربي الأصيل.  




فيصل المصري

أُورلاندوا / فلوريدا

٢٩ كانون الأول ٢٠٢٠م

المرجع : المُدونَّات الفيصليَّة 

كتاب الموحِّدون الدروز عبر التاريخ



السبت، 26 ديسمبر 2020

فريد الأطرش في ذِكرى رحيله.


 فريد الأطرش 

في ذِكرى رحيله 

تاريخ ولادته ٢١ نيسان ١٩١٠م. 

تاريخ وفاته ٢٦ كانون أوَّل ١٩٧٤م. 



والمُقدِّمة التي لا بُدَّ منها


كنت وما زلت مُولعاً بسماع موسيقى فريد الأطرش، فسماعي لأغانيه في أيِّ وقت، تعيدني بالذاكرة إلى لحظات جميلة لا تُنسى من محطَّات حياتي ..

بداية

لكل امرءٍ مِنْ  دهره ما تعوَّداوأنا اعتدت عند القيام ببحث تاريخي ما أن أستأنس برأي بعض المؤرِّخين العرب، أمَّا الغالبية الباقية من المؤرِّخين العرب أطلقت عليهم مُسمَّى ( مؤرِّخو المصاطب ) وذلك لقلة الثقة بهم.  

وبالرغم من أنِّي لست ناقداً فنياً، إلَّا  أنِّي أحببت أن أقرأ عن تاريخ فريد الأطرش الفني، وقد هالني  وأثار انتباهي المستوى المُتدنِّي لبعض النقَّاد العرب مقارنةً مع النقَّاد الفنِّيين الغربيين

وتشاء الصُدَّف أن يكون فريد الأطرش بالولادة سورياً من عين جبل العرب ( محافظة السويداء ) وينتمي إلى طائفة الموحِّدين الدروز

هذا الانتماء سواء كان مناطقياً أو مسلكاً في العقيدة هو مفخرة إعتَّز بها فريد الأطرش ولَكن لحقته طوال حياته  نيران الحسد  والغيرة، لا بل العنصرية الدينيَّة الحقيرة

وباتَّت  كالحِرزْ أو القلادة المعلقَّتين على رقبَة مسيرته الفنية  المتلالئة فناً وموسيقىً وألحاناً غردَّت لها الطيور، وأنعمَت  على القلوب  ربيعاً  إزدان  بألوان الجُمل الموسيقيَّة الرائعة وشنَّفت للأذان تجديداً بعد رتابةٍ  مُملَّة، وجعلت للغرام حكايةً، وللخلود لحناً، وللريح بساطاً. 


لا يغْرُب عن بال قُرائي الأعزاء، لَمَّا أُشاهد  واعاين مسيرة فريد الأطرش تنال مني الحميَّة، لأكتب وأُدافع وأُهجي النُقَّاد الموسيقيين العرب الذين لا يُحسب لهم حساب أكاديمي لا في العير، ولا في النفير

ومن يُقاطعني أو يُقارعني فليأتِ بسندٍ صحيح.  

وحسبهم قُل  صُدقاً  أو فاصمت


وإليكم مُدونَّتي بعد هذه المُقدِّمة. 


لو قُدِّر لفريد الأطرش أن يعيش من العمر  أطول ممَّا عاشه لكانت  أعماله  الفنيَّة التي تنوَّعت بين الموسيقى والغناء والتمثيل والكتابة قد تحولَّت إلى أُسطورة نتداولها اليوم أكثر بكثير ممَّا يتم  من  تداول  لأعماله


لو قُدِّر لفريد الأطرش أن يعيش في العصر الذي سبق الإسلام، لكان مثله مثل النضير بن الحارث بن كلده، الذي استقدم العود من ديار اللخميين إلى مكة.  


لو قُدِّر لفريد الأطرش أن يعيش في صدر الاسلام  وما تلاه، لكان مثله مثل إبن سريج و ابراهيم الموصلي.   


لو قُدِّرأيضاً  وأيضاً

لكن للأسف، فريد الأطرش عاش في زمن رديئ، يُخيِّم في ارجائه الحسَد والضغينة والتفرقة العنصرية، والتي تتجلَّى بأسوأ أشكالها وألوانها.  

عاش فريد الأطرش في بيئة عربيَّة اعتادت أن تظلم بعض الشخصيات التاريخيَّة،  وعجباً لهذا الإجحاف والافتراء الذي وقع على شخصية فذَّة ومُبدعة في الفن والتأليف الموسيقي مثل  فريد الأطرش الذي نقل  الموسيقى العربية  إلى مراكز متقدمة في الفن العالمي وعُزفت موسيقاه على أنَّها من قلب الشرق، ودوَّخت القلوب حتى في الغرب، ولهذا جرى تصنيفه بأنَّه مُجدِّد الموسيقى العربيَّة دون منازع، شاء من شاء وأبى من أبى

فريد الأطرش ظُلم في عواصم العالم العربي فلم يُطلق اسمه على أي معهد موسيقي يُخلِّد اسمه

ولكنَّه كُرَّم في المعاهد الموسيقيَّة الغربيَّة


من هو فريد الأطرش ؟

هو أميرٌ في الحسب وَالنسَب

هو أميرٌ  في آلة العود

هو مُتوَّج في تركيا منذ العام ١٩٦٤م

هو صاحب وسام الخلود الفني من فرنسا. 

هو صاحب وسام الاستحقاق من مصر

هو صاحب وسام الأرز من لبنان .


وهو أخيراً، مُكرَّم ومُعزَّز من منظمة الأونيسكو طوال العام ٢٠١٥م.  


سأتطرَّق وأُشير في بحثي عن فريد الاطرش إلى عدة محطات في حياته  منذ أن وطأت قدماه أرض الكنانة أمِّ الدنيا مصر في بداية القرن الماضي، ثمَّ مغادرته لها في ستينات ذلك القرن، ولغاية وفاته في لبنان في ٢٦ كانون الاول من العام ١٩٧٤م

وأخيراً تأثيره على الموسيقى الشرقيَّة.  


عند وصول فريد الأطرش إلى القاهرة، كان بلاط الملك فاروق ومن سبقه من ملوك، يستقبل الفرق الموسيقية العالميَّة، وكان الفنانون الأجانب  يصدحون في القصور الملكيَّة، بأُغنيات التانغو، والباسادوبلي، والفلامنغو، وغيرها من الألحان.


وقد وصل إلينا من سجلات الفرق الموسيقيَّة، ومن المطربين الأجانب أنَّ الموسيقى والغناء  في ذلك العصر في مصر عامةً وفي القاهرة خاصةً، كانت بمعظمها عبارة عن  ألحانٍ  قديمة وأغانٍ لمطربين  كبار في السن.

وقد جاء في إحدى السجلات :


Arabic music at that time was very soft & MONOTONOUS, and had no recognizable rhythmical. 


 لا بل  كانت الألحان الموسيقيَّة  رتيبة  ومُمِلَّة  تتكرَّر في كل مطلع جديد، وقد ذُكرَ أنَّ للموسيقي المُبدع  سيد درويش دورٌ كبير ورائد  في التجديد الموسيقي في مصر، لكنَّه لم يستحوذ على الاهتمام الكافي الذي كان في مكانٍ أخر، حيث الأجانب لم يكن يلفت نظرهم حينها إلَّا  الراقصات المُمتلئات البدينات صاحبات الخصر النحيل.  


لكن هذا لا يعني التقليل من شأن هؤلاء المطربين  أو  الملحنين، لأنَّ سِمة التطوير الموسيقي لم تكن هماً لديهم، والسبب في ذلك أنَّ الجمهرة الكبرى من المستمعين كانت تستسيغ تلك  الألحان، لعدم سماعهم ألحاناً  أخرى متطورَّة  لحناً وإيقاعاً غير أغنيات سيد درويش القليلة جداً 


أمَّا  الطامَّة الكبرى في تلك الفترة ، كانت تتمثَّل في النقَّاد الموسيقيين العرب الذين كانوا يكتبون لمن يدفع  لهم، فيتحوَّل من هم في أسفل الدرك إلى أعلى السلِّم والعكس صحيح


والمفارقة الكبرى أنَّ  هؤلاء النقَّاد  هم من سجَّلوا  تاريخ  الموسيقى، فرفعوا من شأن  فنانٍ  وقلَّلوا من شأن  فنانٍ أخر


 ومن هؤلاء النقَّاد الموسيقيين  فيكتور سحاب، الذي ذكر أنَّ العمالقة السبعة من الفنانين في ذلك الوقت هم :

سيد درويش، محمد القصبجي، زكريا احمد، محمد عبد الوهاب، أم كلثوم، رياض السنباطي  وأسمهان ( غير مصرية ). 


تعجَّب النقَّاد الأجانب لهذا التصنيف، الذي استثنى منه سحاب بعض الفنانين العرب ممَّن  يحملون جنسيَّات غير مصرية، وزاد عجبهم  أن فيكتور سحاب  أدخل أسمهان شقيقة  فريد الأطرش ضمن لائحة العمالقة  بسبب الاغنيات التي قدَّمتها من ألحان شقيقها وخاصة أغنية ليالي الأُنس في فييناوقد تبين لاحقاً  أن الأُسس المعتمدة في التقييم عند النقَّاد العرب، لا يحسب لها حساب أكاديمي فني



في هذا الجو العابق بالتهميش والاستثناء والإقصاء سبح  فريد الأطرش في هذا البحر، نهشته الأسماك الكبيرة والصغيرة على حدٍ سواء، ولكنَّها لم تنل منه فبقي مُحلِّقاً بأعماله وبموهبته الفريدة من نوعها ألحاناً وأغانٍ خالدة


من المصادر الأجنبية أقتبس الآتي :


Farid Al Atrash, stands out as a giant who is yet to be replaced .

في مقدمتي، أشرت الى رتابة الألحان


Lack of musical depth

أي أنَّه كان ينقص العمق الموسيقي

بوصول فريد الأطرش إلى مصر، لم تعد الموسيقى معه كما كانت قبلهتبدَّل  الوضع  وأصبح العود سيِّداً  وآمراً  للفرقة الموسيقية، وأخذت بقية الآلات مكانها الطبيعي

زاد فريد الأطرش من عدد الآلات النحاسيَّة، واقتحم التانغو التخت الموسيقي الشرقي، وسيطر بعد أن كان خجولاً جدا ً

أدخل فريد الاطرش لأوَّل مرة لباس،  Tuxedo  لجميع أفراد فرقته الموسيقية

Elegant  tuxedo  dress  with  the, Papuan

جمع فريد الاطرش : 

Incorporation of  falk  melodies & popular themes  along  with  classical  forms 


أغنيات فريد الاطرش  :

His songs contained  multiple  sections with changes  in  rhythm  & colors 


مقطوعات فريد الاطرش الموسيقية :


Many  of  his  pieces  sounded  lively  & full  whether  played  by  small  groups  of performance   وfull  size  orchestra 


كانت لدى فريد الأطرش مهارة  زائدة  في انتقائه  الكلام واللحن


Music composition for dreamers 


أدخل فريد الأطرش  المُقدِّمات الموسيقيَّة لأعماله الخالدة وأبدع في قفلاته، خاصَّة في عزفه المنفرد على العود


أدخل فريد الاطرش السمفونية إلى  الموسيقى العربيَّة، وتعتبر من أعظمها بساط الريح، التي أظهر فيها عبقريته وإلمامه بجميع  الألحان العربية  قاطبةً.     


معظم ألحان فريد الأطرش، اقتبسها الملحِّنون من الغرب وأوروبا وتركيا والهند ودخل إسمه في  سجل الخالدين في الموسوعة الفرنسية إلى جانب العظماء  بيتهوفن  وموزارت  وشوبان.


أجمع النقَّاد  الغربيين أنَّ فريد الأطرش هو أول من قدَّم الأوبرا بعد سيِّد درويش في فيلم انتصار الشباب


أما الألحان التي وضعها فريد الأطرش، والتي نقلته للعالمية هي عديدة أهمها :

حبيب العمر، نجوم الليل، زُمرُّدة ( سجَّلها قائد الأُوركسترا الفرنسي فرانك بورسيل تحت اسم فسيفساء شرقية ). 

أمَّا اللحن الذي وضعه فريد الأطرش لأُغنية ويَّاك ويَّاك عزفه على الأُورغن جيرالد شو في العام ١٩٦٤م بالقاهرة.  

أمَّا لحن أنا واللي بحبه الذي أُعجب به محمد عبد الوهاب، يُقال إنَّه عرض على فريد الأطرش عشرة ألحان مقابل هذا اللحن، وبالطبع رفض فريد الأطرش هذا العرض، ودفع الثمن غالياً من مضايقات عبد الوهاب. 

أمَّا لحني يا زهرة في خيالي، وقلبي ومفتاحه، فقد عزفتهما فرقة تانغو أُورينتال أيَّام الاتحاد السوفياتي، وقد أُعتبر لحن يا زهرة في خيالي من أجمل ١٧ تانجو في العالم ). 

أمَّا الألحان التي دخلت العالمية :

لحن حبينا عزفته أُوركسترا تركية

لحن يا جميل يا جميل غنته داليدا في ألبوم الحلم الشرقي

لحن عُدتَ يا يوم مولدي نال إعجاب الموسيقار رياض السنباطي

أمَّا الأُغنية الهزليَّة لم يسبقه أحدٌ عليها هي أُغنية يا سلام على حبي وحبك مع المطربة شادية

ولهذه الأسباب جرى تصنيفه في الغرب، بأنه مُجدّد الموسيقى العربية الاول

ولهذه الأسباب جرى تكريم فريد الاطرش في أكثر من بلد غربي، حيث أُعطي  كرسي في معهد الموسيقى في ألمانيا، ولم يُعط له أيُّ  كرسي في أي  بلدٍ عربي


ما زالت حقوق فريد الأطرش الفنية، من الاغنيات تعطي مردوداً  لا يضاهيه أي فنان عربي.


أخيرا ..

من المؤكد أنَّ  التكريم الذي يحصل  بين فترة  وأخرى  لفريد الأطرش يلقى الاستحسان، ولكنَّه لا يصل إلى  تكريمه على مستوى الإبداع الذي وصل اليه، كما يحصل للفنانين العباقرة في الغرب

وهذا له أسبابه ومنها أنَّ وزارات  الثقافة أو الفنون في بلاد العرب، لا يتسلَّم  مقاليدها وزير مُلِّم بالموسيقى أو الفن، لأنَّه  قد يكون أشهر  طبيب  جرَّاح، أو صاحب  مصرف، أو ضابط  متقاعد ..... الخ

فضلاً عن أنَّ  المجتمع المدني في البلاد العربية  يرزح تحت هموم تفوق المطالبة بتكريم فنان  مُبدِع  وعبقري  مثل  فريد الأطرش

بالإضافة  إلى أسباب أُخرى  ..


وهذا هو حال فريد الأطرش.

غرِّيد في الشرق العربي

ومكرَّم في الغرب

الممتطي حصاناً والمُمتشق سيفاًً مثله مثل طارق بن زياد.

والمُمسك بريشة الهدهد التي رسمت ألحان الخلود



فيصل المصري 

أُورلاندوافلوريدا


٢٦ كانون الثاني ٢٠٢٠م


المرجع : المُدونَّات الفيصليَّة 

كتاب ( أعلام وحوادث وشخصيات تاريخيَّة ). 

الطبعة الأولى حزيران ٢٠١٨م