الإستبلشمانت الأميركية بعد الانتصار
الرئاسي، في حِلَّة جديدة.
المُقدِّمة التي لا بدَّ منها :
أعلن المرشح جو بايدن فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية بفارق كبير على الرئيس دونالد ترامب.
مبروك للشعب الأميركي الذي انتخب المرشح الذي قررت ترشيحه الإستبلشمانت والذي بعد فوزه سيطمئن الشعب الى سنوات أربعة مُقبلة فيها تبجيل من جلالة الميديا للرئيس بدل السنوات الاربعة العجاف الماضيه التي أمطرتنا جلالتها بسموم الأقاويل وحبس الأنفاس أخرها هيستيريا الكورونا.
ومبروك أيضاً لشعب لبنان العظيم الذي هللَّ وفرح بهذا الفوز بزخاتٍ من القرَّادة وأهازيج الدبكة على وزن جيب المجوز يا عبود.
تعريف :
طريقة حكم الإستبلشمانت الأميركية فِي السنين القادمة تُوحي وتُبشِّر إلى وجود مجتمع جديد تتحَّكم فيه الميديا والشركات العملاقة وبعض العائلات هدفه السيطرة والتوجيه في شتى المجالات سواء كانت سياسيَّة أو اقتصادية أو طريقة المعيشة وفرض طقوس وتغيير تقاليد من دون أي مسائلة أو اعتراض من الشعب.
في المُدونَّة :
لم يحدث مُنذ عقود أن توحدَّت الإستبلشمانت الأميركية ( عائلات حاكمة، شركات عملاقة، وميديا كاذبة ومُضللَّة ) كما هو الوضع في الولايات المتحدة الاميريكية قبل وعشيَّة الانتخابات الرئاسية.
لم يحدث مُنذ عقود أن فاز مرشح لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية لم تكُّن الإستبلشمانت هي التي اختارته سواء كان من الحزب الجمهوري أو الديموقراطي باستثناء دونالد ترامب وقبله بطل الحرب العالمية الثانية دوايت أيزنهاور ونائبه ريتشارد نيكسون.
لم يحدث بتاريخ طقوس وتقاليد التسلُّم والتسليم الرئاسي أن امتنع الرئيس المُنتخب من دخول البيت الأبيض لاصطحاب الرئيس السابق الى منصَّة القسَّم على درج الكونغرس كما فعل الرئيس دوايت أيزنهاور مع سلفه الرئيس هاري ترومان الذي أمر بإلقاء القنبلتين النوويتين على اليابان لإنهاء الحرب.
لم يحدث بتاريخ رؤساء الولايات المتحدة أن جرى عزل أهَّم وأعظم الرؤساء ( ريتشارد نيكسون ) الذي أسس منظومة الدولار حتى تكون العملة العالمية دون سواها.
لم يحدث بتاريخ الجيش الأميركي بأن لا يُنقل جثمان أعظم الجنرالات في الحرب العالمية الثانية جورج باتون من أوروبا تكريماً ووفاءً له حتى يُدفن في مدافن أرلينغتون في العاصمة واشنطن.
لم يحدث بتاريخ السياسة الأميركية أن يُلقي الرئيس المنتخب خطاباً لإعلان إنتصاره وفوزه قبل استلام مكالمة هاتفية من الرئيس الحالي بقبوله النتيجة كما حدث ليل السبت في ٧ تشرين الثاني من العام ٢٠٢٠م.
الإستبلشمانت الأميركية اليوم انتصرت وباتَّت أقوى ممَّا كانت عليه بالسابق وبدأت ترسم طقوساً جديدة وأنماطاً مِن العيش وفق هواها والويل والثبور لمن يُخالف أو يعترض.
تاريخياً …
بعد نجاح الثورة الاميركية المجيدة لم يبقَ من أفراد عائلة التاج البريطاني شخصية تحمل لقباً ملكياً أو أفراداً تسري في دمائهم السلالة الملكية أو ضباطاً يأخذون من مستعمرتهم ( أميركا ) مكاناً دائماً للإقامة. حتى أنَّ جحافل الجيش البريطاني المنهزم تركت موانئ الساحل الشرقي خاصة نيويورك بما ملكت أيمانهم من مال وعتاد حتى العبيد وأرست مراكبهم في جزر البحر الكاريبي أهمُّها جامايكا.
والحال يسري على جالية الإمبراطوريَّة الفرنسية المنسحبة لم يبق منهم من يحمل رتبة عسكرية أو لقباً ملكياً ويقيم في العالم الجديد.
والمعروف والموثَّق تاريخياً أنَّ المهاجرين إلى العالم الجديد هم من المضطهدين دينياً أو سياسياً في قارة أوروبا العجوز أو الباحثين عن لقمة العيش وغيرهم من المنقبين عن الذهب أو المجرمين الذين لفظتهم المحاكم والسجون، وهؤلاء وحدهم وما تلا ذلك من هجرات متعاقبة هم الذين أرسوا دعائم هذه الدولة الفتية.
فلا يقولن قائل أنَّ نبلاء أوروبا هم نواة العائلات الاميركية التي حكمت وما زالت تحكم لأن تسميَّة العالم الجديد تسري أيضاً على استبدال النظام الملكي السائد
في أوروبا إلى نظام جمهوري جديد يختلف كليةً عن الطبقية.
مِن هؤلاء المهاجرين ومِن ذريتهم باتوا ملوك وأمراء العالم الجديد والذي اصبح المُسمَّى ( الإستبلشمانت الأميركية).
وغداً لناظره قريب …
ستقفل ملفات الرقيق والعبودية في الادراج يعلوها الغبار إلى حين غُب الطلب.
وسينعم العالم بلقاح جديد ضد فيروس الكورونا، وستعود الولايات المتحدة رائدة في مجال الطب بعد أن كانت عاجزة.
وستفرج الإستبلشمانت الأميركية عن الممنوعات التي كادت أن تخنق العالم.
فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا
٨ تشرين الثاني ٢٠٢٠م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق