Pages

الخميس، 24 سبتمبر 2020

علاقة العرب قبل وبعيد الإسلام مباشرة

 علاقة العرب بالفرس

قبل وبعيد الإسلام مباشرة


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :


ولماذا هذه المُدونَّة الأن

ولماذا تعصُّبي لقوميَّتي العربية الدائم والمستمر حتى قيام الساعة. 

ولماذا لا زلت أعتقد أن تدجين أو تهجين الشعوب غير العربية بالدين الإسلامي سبَّب أذيَّة للدول العربية كافةً.  

لماذا أعتبر في العديد من مُدونَّاتي وأبحاثي أنَّ مصيبة الإسلام العربي تكمُن في مسلمي الأمصار والأقطار المتاخمة والبعيدة غير العربيَّة

ولماذا خوفي إن إستمر النهج العربي على حاله وخاصة في لبنان من خذلان وهوان ستأتي إلينا من بلاد فارس رايات ولاية الفقيه لتفرض أحكامها كما كتمت أنفاسنا عمائم حُثالة سلاطين بني عثمان لقرون عدة

لهذا وغيره كانت وستبقى هذه المُدونَّة … 

لتقوم بتذكير عرب اليوم بأنَّ القبائل العربية قبل الإسلام وبعده مباشرة، داست حوافر خيلها وأفراس قاداتها إيوان كسرى الفارسي وحطَّم بعيرها وقطعان إبلها مواقد وبيوت عبدَّة النَّار المجوسيَّة الزرادشتيَّة

وزرعت الخوف والهلع في شعوب بلاد فارس ونفوس دهاقنتها.  

كفى أن يقال أنَّنا أُمة لا تقرأ

دعكم من القول أنَّ عرب الأمس قبل الإسلام عاشوا بالجاهلية بشظفٍ مِن حياة، وقلِّة من ترف، وكفرٌ وعبادة أوثان وأصنامٍ، وجهالة من دين.  

وحسبي الله أنَّهم كانوا بأفضل عِزِّ وأنبلِ شرفٍ وأوفرُ كرامةٍ من أن يقبلوا بحكمٍ وسيطرةٍ من قبائل غير عربية كحُثالة القبائل العثمانية، لا بل كانوا أطهر كرامةٍ من أن ترفرف رايات الفرس الأنجاس المناكيد في صحرائهم أو في واحاتهم أو فِي مدائنهم، والتاريخ قد خلَّد ملاحم معاركهم الناصعة والمجيدة


لم تكُّن يوماً العلاقات العربية / الفارسيَّة على ما يرام وهذا الكتاب من النبي العربي محمد إلى ملك الفرس كِسرى يوضح ما يكِّنه الفرس للعرب :


، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسَ، سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، وَآمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَشَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ وَأَدْعُوكَ بِدُعَاءِ اللَّهِ، فَإِنِّي أَنَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً؛ لأُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ. فَإِنْ تُسْلِمْ تَسْلَمْ، وَإِنْ أَبَيْتَ فَإِنَّ إِثْمَ الْمَجُوسِ عَلَيْكَ»

أثارت تلك الرسالة غضب كسرى، فأمسكها ومزَّقها وقال: «عَبْدٌ مِنْ رَعِيَّتِي يَكْتُبُ اسْمُهُ قَبْلِي»، 

وسبَّ النبيّ، فلمَّا بلغته هذه الكلمات دعا النبي العربي على شاه فارس وقال : « مَزَّقَ اللَّهُ مُلْكَهُ »

وصدق الرسول العربي، وقد مزَّق الله إمبراطوريتهم بسيوف مسلولة  ( أهمُّها سيف الله المسلول خالد بن الوليد )

ملخص القول أنَّ  نظرة الفرس للعرب دونيَّة ( نحن عبيد ) وهم أسياد. 






في المُدونَّة :


وبينما كان أفراد القبائل العربية قبل الإسلام كلٌ على دين ملوكهم، كان الفرس قد نجحوا في تأسيس إمبراطوريتهم وقد ذكرها التاريخ  ب الدولة الساسانيّة، وبالرغم من جبروت الفرس اعتادت بعض القبائل العربية الإغارة على بلادهم. ولا يخلو تاريخ العصر ( الجاهلي ) من حروب مع الفرس وأهم معركتين شهيرتين وقعتا هما :

يوم ذي قار، أو معركة ذي قار.


معركةٌ وقعت بالعام ٦٠٩م. وكانت في عهد القائد الفارسي كسرى بن هرمز والنعمان بن المنذر ملك الحيرة، بعدما طلب كسرى من الأخير أن يزوِّجه إحدى بناته، فأبى النعمان الاستجابة له، فأرسل إليه ملك الفرس طلباً للمثول بين يديه، فعلم النعمان أنَّه سيقتله، فخرج من إمارته يبحث عن قبيلةٍ عربيّةٍ تجيره، لبَّى الاستغاثة هانئ بن مسعود كبير بني شيبان

لَمَّا وصل النعمان إلى كسرى بن هرمز محمَّلاً بالأموال والهدايا بعدما استودع نساءه وأهل بيته عند بني شيبان، 

أبى كسرى العفو عنه وقتله ( غدراً )، وأرسل إلى هانئ بن مسعود يطلب أليه أن يردَّ  كلّ ما بحوزته من أموال آل النعمان

رفض أبى هانئ الشيباني طلب ذلك المجوسي الفارسي. وعندها أعلن الفرس الحرب عليه

آزر بني شيبان أبناء عمومتهم قبائل بكر، كما لبَّت النداء قبائل أخرى بالخيل والسلاح، وتلاقى الطرفان في بقعة اسمها ذي قار

حقَّق العرب إنتصارا ساحقاً وأُعتبر من  أيامهم الخالدة.  


يوم الصفقة  :

معركةٌ  أراد كسرى بن هرمز الانتقام من بني تميم لأنهم اعتادوا إعتراض قبائله والفتك بها، فاستعان بحاكم اليمامة هوذة الحنفي للانتقام منهم، وهو ما نجح في فِعله بعدما جذبهم إلى حصنه كضيوف، ثم أعمل فيهم التقتيل غدراً وهذه  خصال وصفات الفرسالغدر والخيانة ).  


أهم قادة العرب الذين دكُّوا حصون الفرس دكاً :

المثنى بن حارثة الشيباني :


كان يغِير هو ورجالٍ من قومه على تخوم ممتلكات فارس، فبلغ ذلك الخليفة أبو بكرالصديق، فقال عمربن الخطاب : 

مَنْ هذا الذي تأتينا وقائِعهُ قبل معرفة نسبه ؟ 

فقال له قيس بن عاصم التميمي : أمَّا إنَّه غَيْرُ خامل الذّكر، ولا مجهول النسب، ولا قليل العدد، ولا ذليل الغارة، ذلك المثنّى بن حارثة الشّيبانيّ.

ولمَّا قدم المثنى إلى المدينة المنورة، قال لأبا بكر الصديق : 

يا خليفة رسول الله، ابعثني لمقاتلة الفرس إن أمدَدْتني وسمعَتْ بذلك العرب أسرعوا إليَّ، وأكفيك من العدوّ شرَّه، مع أني أخبرك يا خليفة رسول الله أنَّ الأعاجمَ تخافنا وتتّقينا.

ففعل ذلك أبو بكر الصديق، فقدم المثنى العراق، فقاتل وأغار على أهل فارسٍ وهزمهم.


أمَّا الخليفة عمر بن الخطاب كان يسمِّي المثنى بن حارثة الشيباني مؤَمِّر نَفْسه. وقد سيَّر له مدداً  في إحدى معاركه مع الفرس القائد العسكري  أبا عبيد بن مسعود الثقفي، فاستقبله المثنى واجتمعوا ولقوا الفرس بـ قس الناطف  واقتتلوا فاستشهد أبو عبيد، وجُرِحَ المثنى ومات قبل معركة القادسية. 

كانت وصية  المثنى الشيباني لسعد بن أبي وقّاص قبل معركة القادسية : 

أن لا يقاتل العدو إذا استجمع أمرهم وجندهم في عقر دارهم، وأن يقاتلهم على حدود أرضهم على أدنى حجر من أرض العرب وأدنى حدٍ من أرض العجم. 


خالد بن الوليد بعد أن إعتنق الإسلام، كتب إلى أهل فارس يدعوهم إلى الإسلام، فصمّموا على الحرب، واشتعلت المعارك بين العرب والفرس على أرض العراق، 

انتصر العرب في  النمارق و السقاطية  و باقسياثا  إلا أنهم انهزموا في موقعة واحدة ( الجسر )، ثم عادوا لسيرة الانتصارات من جديد عبر البُوَيب عام ١٣ للهجرة.

يقول الطبري :

همَّ  الخليفة عمر بن الخطاب بقتال الفرس، وإختار سعد بن أبي وقاص والتقى الجيشان في القادسيَّة،  وانتصر العرب.  

وبعد ذلك فتح العرب المدائن عاصمة الفرس، وهزموهم مرَّة أخرى عند جَلُولاء، وكان من ضمن الغنائم الثمينة  سوار كِسرى

وبعدها شهَدَ عَهْد عُمر بن الخطاب تطوّراً وهو غزو العرب للفرس في قلب إمبراطوريتهم من خلال عدة معارك أهمُّها


نهاوند سنة ٢١ للهجرة، وعُرفت

بـ فتح الفتوح  لأنها الموقعة الفاصلة التي كفلت للعرب الاستيلاء على فارس

ومن بعدها كرَّت سُبحة نجاحات  العرب على أراضي كِسرى، والقبض على بعض الاسرى من الأمراء والأميرات

والمفارقة التاريخية الكبرى والتي ما زالت أثارها باقية حتى قيام الساعة عند الفرس، أنَّ من بين الأسيرات ثلاثة أميرات فارسيات أشهرهن بانو شاه  (ملكة النساء) إبنة آخر أكاسرة فارس، والتي أُسرت بصحبة أختيها، وتزوَّجها الحسين بن علي وأنجب منها إبنه زين العابدين، أمَّا أختيها فقد تزوَّجتا محمد بن أبي بكر الصديق، وعبد الله بن عمر

في العام ٣١ للهجرة  تمَّ  قتل يزدجرد الثالث وبموته انتهت دولة آل ساسان تماماً.


أخيراً  

ستبقى علاقة العرب بالفرس مثل علاقة :

الغدر والمكر والخيانة والخداع والفجور والكذب، مع الوفاء والاخلاص والصدق والكرم لا يلتقيان

القطب الشمالي لا يقترب من القطب الجنوبي.

الغدر عند الفرس ليس معياراً أخلاقياً

والثأر عند الفرس هو المبتغى

العفو عند المقدرة شيمة العرب

والنار عند الفرس عبادة. 

والنار عند العرب إكرام الضيف. 


فيصل المصري

أُورلاندوا / فلوريدا 

٢٤ أيلول ٢٠٢٠م. 



الأحد، 20 سبتمبر 2020

المارونية السياسيَّة بعد إعلان دولة لبنان الكبير.

 المارونية السياسيَّة 

بعد إعلان دولة لبنان الكبير. 


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :


تعريف المارونية السياسيَّة هي الإستبلشمانت الحاكمة من رؤساء الجمهورية والوزراء وكل من تسلَّم منصباً حكومياً، ولا تشمل أبناء الطائفة المارونية الكريمة. 


كلما أقرأ ما يكتبه المؤرِّخ اللبناني ( الذي ما زال حيَّا أو رحل ) عن فترة ما بعد إعلان دولة لبنان الكبير بالأول من أيلول ١٩٢٠م. أشعر بقشعريرة وغثيان واشمئزاز لأنِّي أتخيل نفسي أقف أمام قاضي أو محام  دفاع في محكمة من بقايا حُثالة بني عثمان حيث  يصطّّف فيها شهود المصطبة  كالخرفان. 


وكلما أسمع أنَّ مشاكل وطني لبنان والأوضاع المُزريَّة وما آلت إليه الحال اليوم  قد تسببَّ بها : 

 - الدروز، وما أُطلق عليهم مِن قبل الحُثالة ( بالعقدَّة الدرزيَّة )  عندما تقف عتاعيت الكلاب وتنبح وتتوعَّد  بنبش القبور، بالرغم من أنَّ الدروز هم أسياداً وسيبقوا لهذا الجبل الأغَّر منذ قرون وقبل الولادة القيصرية لهذا اللبنان الكبير. 


 - الشيعة،  وما أسموه ( بالثُنائي الشيعي )  المُتسلِّط المستقوي بأنجاس ومناكيد الفرس مُنذ سنوات قليلة وليس منذ إبَّان ولادة لبنان الكبير قبل مائة عام. 


وكلما أسمع النفاق وبصوت عالٍ، البراءة لطبقة المارونية السياسيَّة التي استلمت زمام الحُكم منذ إعلان دولة لبنان الكبير وجعلت منه مزرعةً ومغارةً  للثعالب والأفاقين واللصوص. 


وكلما أقرأ ما يستهجنه أصحاب الأقلام الرخيصة  لماذا كانت زيارات الرئيس الفرنسي والهمس والغمز واللمس في أُذن المارونية السياسيَّة الحالية. 


وكلما تهزأ أذني لسماع أهازيج الدبكة اللبنانية مع مغناة الزجل والقول أنَّ الإدارة الأميركية لم تضرب بعقوباتها المالية رموز الثنائية الشيعية. 


أستدرك عقلي وأقول أنَّ المارونية السياسيَّة ما انفكت جذورها تمتد إلى أُمَّة لا تقرأ، لأنَّ أميركا ومن لفَّ لفَّها أعطَّت فرنسا منذ استفحال الأزمة اللبنانية الضوء الأخضر لتذكير المارونية السياسيَّة الحالية بدولة لبنان الكبير الذي وعدت فيه وبموجبه أركان الطائفة المارونية آنذاك، وسار على ذلك النهج نفر قليل من الساسَّة الموارنة أهمهم الرئيس فؤاد شهاب صاحب فكرة دولة المؤسسات. 


وكلما أقرأ ما قاله أحد ملوك السياسة في لبنان ( غداً وعند صياح الديك سيكتشف أهل الميثاق القديم وأهل العرف الجديد أنَّ لا مال في بيت المال وأنَّ  مرفأ بيروت مات وانتقل إلى اشدود وعسقلان وإنَّ انابيب الخليج ستستبدل الIPC وال TAPLINEوإنَّ  كل صواريخ وراجمات المذهبية من أية جهة  لن تحمي لبنان .اخشى أن أقول رحمة الله على لبنان الكبير ). 


وكلما أتذكَّر الانتداب الفرنسي الذي فاوض  حُثالة بني عثمان حيث اقترح عليهم وضع مسيحيي الشرق تحت حماية فرنسا، تحديداً أبناء الطائفة المارونية الكاثوليكية باعتبارهم أقلية في المنطقة العربية.


وكلما أتذكَّر  تاريخ  الإمارات الدرزيَّة  المجيد والمشرِّف ( التنوخيَّة  والمعنية  واللمعيَّة ) في لبنان بالرغم من كونها سادت وحكمت لبنان وما أبعد مِن لبنان  أثناء سلطة وحكم حُثالة بني عثمان، كانت هذه الامارات منارةً  للعدل والمساواة  بين رعايا الاديان السماويَّة. 


 وكلما … وكلما. 

وتسألوني لماذا تتقيأ أنفاسي عندما أسمع وأقرأ ماذا يحصل في لبنان، ذلك الوطن الذي بات مزرعةً وليس كياناً أو وطناً كما كان المطلوب منه والوعد الذي قطعة أركان المارونية السياسيَّة آنذاك للإنتداب الفرنسي. 


لهذه الأسباب وغيرها أقول للذي يقرأ …

هذا هو لبنان الكبير منذ مائة عام …

ومَن أخذه وقطع وعداً للإنتداب الفرنسي …

خذل فرنسا الحالية …

وخسر هو الوعد والحماية …

والله أعلم …

إلى متى يبقى النسر الأميركي مُتربصاً بنظراته الثاقبة حتى ينقَّض بمخالبه الحادة رامياً من سرق مُدخراتنا وتعبنا في مزابل التاريخ وما أكثرها. 


في المُدونَّة :

الانتداب الفرنسي على لبنان. ١٩٢٠ / ١٩٤٣م. 


هي فترة حكم فرنسا للبنان التي نتجت عن الحرب العالمية الأولى وسقوط الامبراطورية العثمانية البائدة وبحسب تقسيمات إتفاقية سايكس - بيكو والتي تم تأييدها لاحقًا بقرارات من عصبة الأمم  صدرت عام ١٩٢٠ م. والتي أجازت نظام الانتداب على المناطق العثمانية المتفككة بحجَّة المساعدة في إنشاء مؤسسات للدول الجديدة. 

قام الإنتداب الفرنسي بضم عدد من المدن الساحلية ( وجبل عامل سهل البقاع والسهول الشمالية ) لتتوسع المتصرفية العُثمانيَّة لتصبح ما أطلق عليه الجنرال غورو دولة لبنان الكبير

وبعد صراع ونفاق سياسي توافق اللبنانيون على الميثاق   الوطني  وأعلنوا استقلال لبنان تحت اسم الجمهورية اللبنانية عام ١٩٤٣م.


في الأول من أيلول ١٩٢٠م. أعلن الجنرال غورو دولة لبنان الكبير، وقد تم توزيع السلطات والمناصب على الطوائف اللبنانية  بحيث أعطيت رئاسة الجمهورية للموارنة ورئاسة مجلس الوزراء للسنة ورئاسة مجلس النواب للشيعة.


وفي رأي المؤرِّخين أنَّ ولادة لبنان الكبير كانت نتيجة جهود البطريرك الياس الحويك. وقد ذكر الأب جورج صغبيني بعضاً من سيرة البطريرك حويك مشيراً الى أنه انتخب بطريركاً بتاريخ ٦ كانون الثاني من العام ١٨٩٩م. وأنَّه زار السلطان عبد الحميد بالعام ١٩٠٥م. ومنحه  وساماً رفيعاً. 

ولمّا عاد إلى لبنان رفع نصب تمثال سيدة لبنان في حريصا لأنَّها نجَّته من ظلم ذلك السلطان العثماني. 

( ولم يأت هذا المؤرخ اللبناني ( الاب جورج صغبيني ) على ذكر الوعد الذي قطعه  السلطان العُثمانيَ عبد الحميد  إلى من ستؤول اليه حماية الموارنة خاصة وإنَّ الامبراطورية العُثمانيَّة كانت على قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار والزوال ). 


في أيام البطريرك إلياس الحويك كانت الحرب العالميّة الأولى  على أشُدِّها والعثمانيون يطلقون زفرات الموت، وقد لعب البطريرك دوراً بارزاً وترأس الوفد اللبناني إلى مؤتمر الصلح في باريس سنة ١٩١٩م. ليطالب  باستقلال لبنان. 


ظهرت بين اللبنانيين بعد زوال إمبراطورية بني عُثمان عدّة اتّجاهات جعلت الاتفاق فيما بينهم أمراً عسيراً.

وبالرغم من ذلك منح  اللبنانيون البطريرك الحويك ثقتهم، وفِي سنة ١٩١٩م. فوَّض اللبنانيون البطريرك الياس الحويك ليمثلهم في مؤتمر الصلح الذي عُقد في قصر < فرساي >  مطالباً باستقلال لبنان. 

نجح البطريرك الحويك في مسعاه وعاد معه وثيقة الاستقلال في اليوم الأول من أيلول سنة ١٩٢٠م. .


إنَّها المارونية السياسيَّة التي بدأ يبزغ  نور شمسها لتشرق الوفاق والمحبة والثقة ما بين الطوائف وتجمع المذاهب  تحت دولة وطنية  لكل اللبنانيين، كما رأت الدول صاحبة القرار


وما لبثت بعد الممارسة السياسيَّة أن تحولَّت المارونية السياسيَّة إلى فكرة وحلم بالمارونية السياديَّة بالرغم من  التحذيرات الفرنسية والاقليمية والدولية. ( لن أسترسل كثيراً في هذا الأمر الذي عاشه ويعيشه الشعب اللبناني )


هذا المنحى الذي سلكته المارونية السياسيَّة أدى إلى إختلاف الموارنة فيما بينهم، وإختلفوا أيضاً مع شرائح الأديان والمذاهب الاخرى في الوطن، وإستقوَّت طائفة على أخرى تارةً  بالسلاح عن طريق تسويات رخيصة حيث وصل من وصل إلى سدة الرئاسة، وطوراً في غضِّ النظر عن سرقات تنهب من خيرات الوطن


وما همس به الرئيس الفرنسي لأصحاب الشأن في  المارونية السياسيَّة  لم  يلقَ أذاناً صاغية  تسمع، وهذا ما نحن عليه الأن من غموض في الرؤية


أخيراً

هل العودة إلى روح إنشاء دولة لبنان الكبير هو فسحة الأمل المعطاة إلى فرنسا مِن الدول التي تسمع أنين الشعب اللبناني

وهل باتت المارونية السياديَّة  أضغاث أحلام في عالم تحلم به تركيا بعودة إمبراطوريتها البائدة، ولن تعود طالما بقي علم الغضنفر سلطان باشا الاطرش الذي رفرف عالياً  إيذاناً بزوال حكم وعُهر الإمبراطوريَّة العثمانية.  


وهل باتت المارونية السياسيَّة أضغاث أحلام في فضاء تحلق فيه رايات ولاية الفقيه الإيراني هنا وهناك، ولن ترفرف في بلاد المُثنَّى إبن حارثة الشيباني ذلك المارد العربي  الذي دكَّ حصون بلاد فارس

وفي أرض الكرامة التي عاشت فيها ليلي العفيفة وإبن عمها البرَّاق الذي وضع رجله في الركاب وإعتلى صهوة جواده وإجتمعت له قبائل العرب قبل الإسلام  لحرب الفرس وإنتصر

هذه هي الدماء العربية النقية الذكية التي تسري في عروقنا

وهذه صيحاتنا … 

لله درَّكم …  سلطان باشا الأطرش، والمثنى إبن حارثة الشيباني، وليلي العفيفة وإبن عمها البرَّاق

خسأ الحثالة والأنجاس

وستبقى أرض العروبة لناء كما كانت


فيصل المصري 

أُورلاندوا / فلوريدا 

٢٠ ايلول ٢٠٢٠م


الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020

العقوبات المالية الأميركية على بعض اللبنانيين.

 العقوبات المالية الأميركية على بعض اللبنانيين.    


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :


يُخطئ من يظُن بأنَّه ليس لدى الإدارة الاميركية كشوفات بالأموال المودعة في مصارف العالم، وفِي مصارف جنَّات الإعفاء الضريبي تلك الجُزر المنتشرة في الباسيفيكي والأطلسي

لدى الخزانة الأميركية جهاز مهم جداً يُطلق عليه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية ( Office of Foreign Assets Control ومختصره OFAC ) الذي يُوافق أو يرفض فتح حساب لأي انسان على هذه المعمورة، إلا بعد موافقته


ولا تصدِّقوا أنَّ أي فرد لبناني مهما علا شأنه جرى أدراج  إسمه على لائحة العقوبات الأميركية يُمكنه استرداد أمواله المودعة، أو يمكنه فتح حساب جديد

ويُخطئ أي مصرف بالمعمورة أنَّ بإمكانه فتح حساب أو إعادة أي مبلغ لأي مسؤول سياسي لبناني فرضت عليه الإدارة الأميركية عقوبات مالية مِثل الذين وردت أسماؤهم ضمن لائحة العقوبات. 


ويحلم من يعتقد من الشعب اللبناني بأنَّ الادارة الاميركية ستعيد الأموال المنهوبة مِن حُكَّام لبنان أو أزلامهم  إلى الخزينة اللبنانية، الإدارة الاميركية تستعمل هذه الأموال المنهوبة سلاحاً في يدها أو لاحقاً  تمنحها على شكل مساعدات أو هبات. 


وقد نجحت الإدارة الأميركية في الضغط على الساسة اللبنانيين وكلفت وأوكلت شخصية عالمية دولية أنَّه في حال لم ينفذ ملوك وأمراء الطوائف الساسَّة المتربعين على عرش السلطة منذ عقود، أن يقوموا بالإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي ستُطبق بحقهم العقوبات المالية كما حصل في دول الجوار القريب والبعيد. 


في المُدونَّة :


مكتب مراقبة الأصول الأجنبية :

Office of Foreign Assets Control 

هو  مكتب إنفاذ ومراقبة مالية تابع لوزارة الخزانة الأمريكية، يقوم هذا المكتب بإدارة وتنفيذ العقوبات التجارية والاقتصادية دعماً لأهداف الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية. ينفذ المكتب أنشطته ضد الدول الأجنبية بالإضافة إلى عدد من المنظمات الإرهابية والأفراد والتي تمثل تهديداً للأمن القومي الأمريكييوصف المكتب أحياناً بأنَّه من أقوى الوكالات الحكومية المعروفة حتى الأن مُنذ تأسيسه عام ١٩٥٠م

وبنتيجة العقوبات المالية الأميركية المُتخذة بحق بعض اللبنانيين ( دون ذكر الأسماء وما سيتبع لاحقاً ) سيُصار إلى تجميد كافة ممتلكات وأموال هؤلاء المُدرجة أسماؤهم، كما يتوجب على المصارف المحلية أو العالميَّة التي في حوزتها أموالهم المودعة إبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية تحت طائلة فرض عقوبات أو سحب الترخيص، وفِي لبنان خير دليل على تلك المصارف التي تمَّ سحب ترخيص مزاولة عملها

تقوم الإدارة الأميركية حالياً بتطبيق القوانين الأتي ذكرها على بعض اللبنانيين سواء كانوا سياسيين أو من أحزاب معترف بها قانوناً أو هيئات مُتعاطفة أو مؤيدة أو مسهلة لأعمال تبييض الأموال، أو المّلقى عليهم تهمة الفساد وسرقة الخزينة


 - قانون ماغنيتسكي المتعلق  " انتهاك حقوق الإنسان " أو المُتعلق ( بالفساد ). 

بموجب هذا القانون الذي يخوِّل الإدارة الأميركية  فرض  عقوبات على منتهكي حقوق الإنسان والفاسدين في إدارة شؤون بلادهم في كل أنحاء العالم من خلالِ تجميد أصولهم وأرصدتهم في المصارف العالمية خارج الولايات المتحدة الأميركية

أمَّا بالنسبة لمسألة الفساد المُمتجذِر  عقوداً في  الكيان اللبناني والذي يُعاني منه الشعب والذي لاقى الحماية من رجال الدين على إختلاف مشاربهم ومذاهبهم وطوائفهم الدينية، فإنَّه وفقاً  ل مؤشر مدركات الفساد الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية المسؤولة عن مراقبة الفساد في دول العالم، فإنَّ  لبنان  قد إحتل المرتبة ١٣٨ من بين ١٨٠  دولة

وفي شهر كانون الأول من العام الماضي أصدرت مجموعة  الدعم الدولية للبنان بياناً في باريس حثَّت فيه السلطات اللبنانية على اتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة الفساد والتهرب الضريبي.

ونظراً لعدم تقيُّد السلطة السياسية في الكيان اللبناني بالتوصيات الدولية لمكافحة الفساد قررت  الولايات المتحدة الأميركية اتخاذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها إرغام الحكومة اللبنانية الجديدة وتمكينها من مواجهة السلطة السياسية الفاسدة  عن طريق إصدار عقوبات تستهدف بعض الجهات الفاعلة الأكثر فساداً دون النظر بالوجهة الطائفية وفق قانون ماغنيتسكي الدولي


قانون باتريوت آكت، قانون الوطنية في الولايات المتحدة، أو قانون مكافحة الإرهاب، أو قانون الوطنية هو قانون تم إقراره بعد أحداث ١١ أيلول  ٢٠٠١م. وهو خاص بتسهيل إجراءات التحقيقات و الوسائل اللازمة لمكافحة الإرهاب.

وقد أجاز هذا القانون التنصت على أي مواطن أمريكي أو غير أمريكي لتوفير أي معلومات أو أدلة تدعم العدالة. 


 - قانون قيصر : يشكل فرصة لمطالب الشعب اللبناني للتخلص من استنزاف ثروات وطنهم،  بعد أن فُرض هذا القانون على السلطة الحاكمة في سوريا. إنَّ نتائج هذا القانون على الشعب اللبناني مرتبطة بقرار الحكومة اللبنانية بشأن طريقة التعامل معه، وبشكل خاص من قبل بعض المسؤولين المرتبطين بعلاقات مالية مع دمشق. إنَّ هذا القانون ليس عقوبة على لبنان


أخيراً :


بالرغم مِن إنشغال الادارة الأميركية الحالية بالعوامل الطبيعية من حريق في غرب البلاد ومن غريق في شرقها. 

وفضلاً عن هيستيريا الكورونا والأقنعة التي باتت مظهراً من مظاهر الغرضية الحزبية البغيضة. 

وعلاوة على ضخ الأكاذيب والتخويف والتخوين وزرع التشاؤم في حياتنا اليومية من صحافة أميركية كاذبة، وشاشات تلفزة مُقززة مثل  CNN التي تبِّث سمومها مثل الرذاذ القاتل. 


ما زلت أنظر الى ذلك الضوء الخافت في نفق وطني لبنان،  وكأنه لائحة عقوبات مالية  ستفرض على المتورطين في فساد وتهجير وتدمير وحرق وسرقة اموالنا المودعة من عرق الجبين وعناء الغربة. 


في أميركا يقولون :

Every single vote in the Presidential elections counts. 

صوتي سيجري تعداده إن أعلنت أميركا اللائحة. 

وإلا ساحتفظ به.  

حتى لا يُحسب. 


فيصل المصري 

أُورلاندوا / فلوريدا. 

١٥ أيلول ٢٠٢٠م.