وماذا بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٠م.
وما هو مصير الحريات في أميركا والعالم الغربي الحُّر.
المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :
هذه المُدونَّة تُلقي الضوء على مصير الحريات بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية ( صحافة، تليفزيون، وسائل إعلامية أُخرى كالفيسبوك وتويتر نيتفليكس وغيرها من شركات التكنولوجيا العملاقة والمُمْسكة والمسيطر عليها من الإستبلشمانت الأميركية الرهيبة ).
سبق وهاجرت كغيري إلى أميركا بسبب هذه الحريات التي نفتقدها في وطننا الأُم، لأنَّ حريَّة الرأي عندي والحريات عامة من قدس الأقداس ولهذا سنبقى نحن العرب ( أُمَّة لا تقرأ ) وعلى خلاف مُزمن وقاتل مع الحريات، هذا نسمح له بإبداء الرأي إذا وافقنا، وذاك نمنعه زجراً إذا خالفنا، والأخر نقمعه إغتيالاً إن انتقدنا.
مِن المؤكد أنَّ حرية الرأي باميركا بالوقت الراهن تتأرجح وقد لاحظنا شركات التواصل الاجتماعية العملاقة ترفض بكل وقاحة نشر تغريدة لرئيس الولايات المتحدة إذا كان المضمون لا يحلو للإستبلشمانت.
لن أتحدث عن الحريات في وطني الأُم ولكني تذكرت ما حصل معي في الصيف الماضي لمَّا كنت في زيارتي السنوية المعتادة إلى مسقط رأس أبي وأُمي يرحمهما الله في صليما عاصمة الإمارة الَّلمعية الدرزيَّة سابقاً وصادف أنِّي في إحدى مُدونَّاتي انتقدت مؤسسة لبنانية، وقد تنطَّح أحد القرَّاء بالإساءة لي في كلام وصلني عن طريق جهات معينة.
على إثر ما وصلني كتبت رداً ونشرته على صفحتي حيث قُلت، يستسيغ البعض وهو يعتمر قبعة الجهل ويلِفُ جلباب الجهالة القول إذا أنا لست مُقيماً في لبنان لا يجوز لي الكتابة عنه أو عن مؤسساته أو إداراته الخ.
ويعتقد البعض الأخر الذي يُنصِّب نفسه حارساً من حُرَّاس الهيكل بإمكانه رسم الحدود الحُمْر لي فيما أقول أو لا أقول.
ويظن البعض الأكثر من الأخرين تأتأةً أن ملكَّة الخطابة والكتابة انعقدت لناصية لسانه ليس إلا.
ويظن البعض الأقل من الأخرين وزناً أنَّهم بالنسبة لكيلي وميزاني لا يصلحون في العير أن يكون لهم مقاماً ولا في رصِّ صفوف النفير أن يُحسب لهم قدراً ووزناً.
أقول لهؤلاء جمعاً ورهطاً وعلى قافية كلامهم المُلوث الركيك المُفكك والمُنمق والمُمِّل، ومِن شرفة منزلي في قريتي صليما هذه مُدونَّاتي وهذه مُقدِّماتي التي لا بُدَّ منها.
شاء من شاء.
وأبى من أبي.
في المُدونَّة :
يَهُمُني في هذه المُدونَّة أن أتساءل كغيري من المواطنين الأميركيين عن مصير الحريات بعد الانتخابات الرئاسية.
تلك الحريات التي ضمنها الدستور الذي كتبه توماس جفرسون.
حتى أكون صادقاً تمالكت نفسي ساعات مُقلقة ومُنهكة ومُملَّة من الضجر وأنا أتابع مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي جرى قبول كل مِن جو بايدن وكاميلا هاريس مرشحين لخوض الانتخابات ( رئيس ونائبة الرئيس ).
مِن التعابير التي أصبحت أملك حقوق الملكية الفكرية
كلمة ( حُثالة ) ومُدونَّاتي يُنهكُها كثرة استعمال هذا التعبير.
بعد وباء الكورونا وما تلاه موسم الانتخابات الأميركيَّة أضفت كلمة ( هيستيريا ) إلى مفرداتي حتى نهاية مطاف أيهما ينتهي قبل الاخر.
في مؤتمر الحزب الديموقراطي لم يترك الخطباء والمتكلمون كباراً وصغاراً إلا وأثاروا المخاوف من وباء الكورونا حتى أنَّ هذا الفيروس الخفي ضاق ذرعاً وهاج وماج واختنق الجو وعلا صراخه ليقول ( كفى كفى ضقت ذرعاً من كثرة الاستعانة بي ).
كذلك رجعت حليمة لعادتها القديمة في ركب موجة هيستيريا الرق والعبودية وإساءة البوليس وقسوته ورعونته في معاملة اصحاب البشرة السوداء الأفريقية.
وإن أنسى لا أنسى هيستيريا بِدعة التصويت من خلال البريد لأنَّ صحة الشعب الأميركي هي على المحَّك وعليهم البقاء في بيوتهم وعدم الذهاب إلى مراكز الاقتراع.
أمَّا هيستيريا الكمامات وعدم إعتمادها، حدِّث ولا حرج.
أمَّا الأضحوكة الهيستيرية كانت أنَّ كل من اعتلى المنصَّة نفخ ما هبَّ ودبَّ مِن زفير الكراهية والبغضاء وأطلق العنان طالباً النخوة والرجاء في تكثيف التصويت.
بالخلاصة كان المؤتمر يُشبه أفلام الفرد هيتشكوك، الخوف والتخويف والأتي أعظم إن بقي الرئيس ترامب في البيت الابيض.
لله دُرَّ آخرة العلم في أميركا.
ستقوم وكالة الفضاء الأميركية بتلقيح سكان المجرات بعد سبر صدر السماء بالصواريخ.
ولا تفلت الإستبلشمانت الأميركية عِقال التلقيح ضد الكورونا إلا بعد الانتخابات.
في مؤتمر الحزب الجمهوري خلاف مؤتمر الحزب الديموقراطي، شخُصَّت عيناي على التلفاز، كان الأمل والتفاؤل وعدم الخوف والتهويل مداميك وعناوين كل المُتكلمين والخطباء.
لفت نظري ما رددته كريمتي الرئيس ترامب ( إيفانكا وتيفاني ) عن مخاوفهن من الإستبلشمانت وجبروتها، وذكر سطوة الإعلام والخوف من زوال الحريات فِي أميركا.
أمَّا الرئيس ترامب قال مُعلقته الأشهر في تاريخ خطاباته ومعلقاته من على شرفة البيت الأبيض وهذا ما زاد من الكراهية له.
بناء عليه :
سأقوم بتعداد بعض الحريات المدنية في الولايات المتحدة، والخوف من زوالها.
هي حقوق يحفظها دستور الولايات المتحدة الأميركية لكل مواطن أميركي، وهذه الحريات موجودة بوضوح في ( وثيقة الحقوق ) أهمُّها :
حرية الكلام، حق حيازة السلاح، حرية الدين وممارسته، حرية التعبير، وحرية التجمع، حق الاقتراع والحق في الدفاع عن النفس.
هذه الحقوق :
إذا نجح مُرشح الإستبلشمانت الأميركية الديموقراطي جو بايدن وكاميلا هاريس ستكون الحريات أعلاه في مهب الريح.
لأنَّ الميديا الأميركية وعلى رأسها ال CNN وما لفَّ لفِّها ستُسمِمْ الكون بالاخبار التي تريدها الإستبلشمانت.
وستكون الصحافة المكتوبة تنشر ما يحلو للإستبلشمانت.
وستبقى هوليود تعطي الاوسكار إلى كل من يخضع لجناحها.
وستقفل ملفات الرقيق والعبودية في الادراج يعلوها الغبار إلى حين غُب الطلب.
وسينعم العالم بلقاح جديد ضد فيروس الكورونا.
أمَّا إذا نجح ( الرئيس دونالد ترامب ) وهذا هو الأرجح إن كان التصويت في مراكز الاقتراع وليس عن طريق البريد، فإنَّ الأمر يتطلَّب مُدونَّة جديدة بعنوان ( وماذا بعد إعادة الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض ).
فيصل المصري
٣٠ اب ٢٠٢٠م.
أُورلاندوا / فلوريدا