Pages

السبت، 29 أغسطس 2020

 وماذا بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٠م

وما هو مصير الحريات في أميركا والعالم الغربي الحُّر


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :


هذه المُدونَّة  تُلقي الضوء  على مصير الحريات بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية ( صحافة، تليفزيون، وسائل إعلامية أُخرى كالفيسبوك وتويتر  نيتفليكس  وغيرها من شركات التكنولوجيا العملاقة  والمُمْسكة  والمسيطر عليها من الإستبلشمانت الأميركية الرهيبة ).  

سبق وهاجرت كغيري إلى أميركا بسبب هذه الحريات التي نفتقدها في وطننا الأُم، لأنَّ حريَّة الرأي عندي  والحريات عامة من قدس الأقداس ولهذا سنبقى نحن العرب ( أُمَّة لا تقرأ ) وعلى خلاف مُزمن وقاتل مع الحريات، هذا نسمح له بإبداء الرأي إذا وافقنا، وذاك نمنعه زجراً إذا خالفنا، والأخر نقمعه إغتيالاً إن انتقدنا

مِن المؤكد أنَّ حرية الرأي  باميركا بالوقت الراهن تتأرجح وقد لاحظنا شركات التواصل الاجتماعية العملاقة ترفض بكل وقاحة نشر تغريدة لرئيس الولايات المتحدة إذا كان المضمون لا يحلو للإستبلشمانت

لن أتحدث عن الحريات في وطني الأُم ولكني تذكرت ما حصل معي في الصيف الماضي لمَّا كنت في زيارتي السنوية المعتادة إلى مسقط رأس أبي وأُمي يرحمهما الله في صليما عاصمة الإمارة الَّلمعية الدرزيَّة سابقاً وصادف أنِّي في إحدى مُدونَّاتي انتقدت مؤسسة لبنانية، وقد تنطَّح أحد القرَّاء بالإساءة لي في كلام وصلني  عن  طريق  جهات معينة

على إثر ما وصلني كتبت رداً ونشرته على صفحتي حيث قُلت، يستسيغ البعض وهو يعتمر قبعة الجهل ويلِفُ جلباب الجهالة القول إذا أنا لست مُقيماً في لبنان لا يجوز لي الكتابة عنه أو عن مؤسساته أو إداراته الخ

ويعتقد البعض الأخر الذي يُنصِّب نفسه حارساً من حُرَّاس الهيكل  بإمكانه رسم الحدود الحُمْر لي فيما أقول أو لا أقول

ويظن البعض الأكثر من الأخرين تأتأةً  أن ملكَّة الخطابة والكتابة انعقدت لناصية لسانه ليس إلا

ويظن البعض الأقل من الأخرين وزناً أنَّهم  بالنسبة لكيلي وميزاني لا يصلحون في العير أن يكون لهم مقاماً ولا في رصِّ صفوف النفير أن يُحسب لهم قدراً ووزناً.

أقول لهؤلاء جمعاً ورهطاً وعلى قافية كلامهم المُلوث الركيك  المُفكك والمُنمق والمُمِّل، ومِن شرفة منزلي في قريتي صليما هذه مُدونَّاتي وهذه مُقدِّماتي التي لا بُدَّ منها

شاء من شاء.  

وأبى من أبي


في المُدونَّة :

يَهُمُني في هذه المُدونَّة أن أتساءل كغيري من المواطنين الأميركيين عن مصير الحريات بعد الانتخابات الرئاسية

تلك الحريات التي ضمنها الدستور الذي كتبه توماس جفرسون.   

حتى أكون صادقاً تمالكت نفسي ساعات مُقلقة ومُنهكة ومُملَّة من الضجر وأنا أتابع مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي جرى قبول  كل مِن جو بايدن وكاميلا هاريس مرشحين لخوض الانتخاباترئيس ونائبة الرئيس ). 


مِن التعابير التي أصبحت أملك حقوق الملكية الفكرية 

كلمة ( حُثالة ) ومُدونَّاتي يُنهكُها كثرة استعمال هذا التعبير.

بعد وباء الكورونا وما تلاه  موسم الانتخابات الأميركيَّة أضفت كلمة ( هيستيريا ) إلى مفرداتي حتى نهاية مطاف أيهما ينتهي قبل الاخر

في مؤتمر الحزب الديموقراطي لم يترك الخطباء والمتكلمون كباراً وصغاراً  إلا وأثاروا المخاوف من وباء الكورونا حتى أنَّ هذا الفيروس الخفي ضاق ذرعاً وهاج وماج واختنق الجو وعلا صراخه ليقول ( كفى كفى ضقت ذرعاً من كثرة الاستعانة بي ). 

كذلك رجعت حليمة لعادتها القديمة في ركب موجة هيستيريا الرق والعبودية وإساءة البوليس وقسوته ورعونته في معاملة اصحاب البشرة السوداء الأفريقية

وإن أنسى لا أنسى هيستيريا بِدعة التصويت من خلال البريد لأنَّ صحة الشعب الأميركي هي على المحَّك وعليهم البقاء في بيوتهم وعدم الذهاب إلى مراكز الاقتراع.

أمَّا هيستيريا الكمامات وعدم إعتمادها، حدِّث ولا حرج

أمَّا الأضحوكة  الهيستيرية كانت أنَّ كل من اعتلى المنصَّة نفخ ما هبَّ ودبَّ مِن زفير الكراهية والبغضاء وأطلق العنان طالباً النخوة والرجاء في تكثيف التصويت.

بالخلاصة كان المؤتمر يُشبه أفلام الفرد هيتشكوك، الخوف والتخويف والأتي أعظم إن بقي الرئيس ترامب في البيت الابيض.

لله دُرَّ آخرة العلم في أميركا

ستقوم وكالة الفضاء الأميركية بتلقيح سكان المجرات بعد سبر صدر السماء بالصواريخ

ولا تفلت الإستبلشمانت الأميركية عِقال التلقيح ضد الكورونا إلا بعد الانتخابات


في مؤتمر الحزب الجمهوري خلاف مؤتمر الحزب الديموقراطي، شخُصَّت عيناي على التلفاز، كان الأمل والتفاؤل وعدم الخوف والتهويل مداميك وعناوين كل المُتكلمين والخطباء

لفت نظري ما رددته كريمتي الرئيس ترامب ( إيفانكا  وتيفاني ) عن مخاوفهن  من الإستبلشمانت وجبروتها، وذكر سطوة الإعلام  والخوف من زوال الحريات فِي أميركا

أمَّا الرئيس ترامب قال مُعلقته الأشهر في تاريخ خطاباته ومعلقاته من على شرفة البيت الأبيض وهذا ما زاد من الكراهية له


بناء عليه :

سأقوم بتعداد بعض الحريات المدنية في الولايات المتحدة، والخوف من زوالها

هي حقوق يحفظها دستور الولايات المتحدة الأميركية  لكل مواطن أميركي، وهذه الحريات موجودة بوضوح في ( وثيقة الحقوق ) أهمُّها

حرية الكلام، حق حيازة السلاح، حرية الدين وممارسته، حرية التعبير، وحرية التجمع، حق الاقتراع  والحق في الدفاع عن النفس

هذه الحقوق

إذا نجح  مُرشح الإستبلشمانت الأميركية الديموقراطي جو بايدن وكاميلا هاريس ستكون الحريات أعلاه في مهب الريح

لأنَّ الميديا الأميركية وعلى رأسها ال CNN وما لفَّ لفِّها ستُسمِمْ الكون بالاخبار التي تريدها الإستبلشمانت

وستكون الصحافة المكتوبة تنشر ما يحلو للإستبلشمانت

وستبقى هوليود تعطي الاوسكار إلى كل من يخضع لجناحها

 وستقفل ملفات الرقيق والعبودية في الادراج  يعلوها الغبار إلى حين غُب الطلب

وسينعم العالم بلقاح جديد ضد فيروس الكورونا


أمَّا إذا نجح ( الرئيس دونالد ترامب ) وهذا هو الأرجح إن كان التصويت في مراكز الاقتراع وليس عن طريق البريد، فإنَّ الأمر يتطلَّب مُدونَّة جديدة بعنوان  ( وماذا بعد إعادة الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض ). 


فيصل المصري 

٣٠ اب ٢٠٢٠م

أُورلاندوا / فلوريدا 


الجمعة، 28 أغسطس 2020

وماذا بعد الاشتباكات المسلحة في بلدة خلده.

 وماذا بعد الاشتباكات المُسلحَّة ما بين : 

الشيعة ( حزب الله )


 

والسنَّة ( عشائر عرب خلدة )

بالقرب مِن تُخوم البلدات والقرى الدرزيَّة. 


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :

بعد حادثة البساتين ( قبر شمون ) في السنة الماضية نشرت مُدونَّتي في شهر تموز ٢٠١٩م  بعنوان : 

الرسائل الأميركية، والتحذيرات الصادرة عن الإستبلشمانت الدرزيَّة في فلسطين ( دينيَّة وعسكريَّة ). وذلك بعد عِدَّة مُدوِّنات قُمت بنشرها أهمها :


( الموحِّدون الدروز في لبنان، والغيوم المُلبدَّة والعقدَّة الدرزيَّة المُزمنة.  بتاريخ ٢٦ كانون الثاني ٢٠١٩م.).  


( الصيد بالماء العكر واللعب بالنار مع ( الموحِّدين الدروز ) في لبنان سيؤدي إلى التهلكَّة. بتاريخ ٣ نيسان ٢٠١٩م.). 


وحسناً لم يتجاوز أيٌّ مِن الفرقاء الخط الأحمر المرسوم


في المُدونَّة :

بعد الاشتباكات في بلدة خلدة، وما يُثير هذا الأمر من توقيته في الزمان، وما يُقلق حدوثه في المكان وهذا هو الأهم لأنَّه بوابة القرى والبلدات الدرزيَّة.


تقول المصادر الموثوقة بأنَّ ( المراجع الاقليمية والدولية ) أبلغت قيادة حزب الله  والحكومة اللبنانية بأنَّ الدخول المسلَّح إلى القرى والبلدات التي يتواجد فيها الموحِّدون الدروز، وأي إعتداء أو قطع  الطرقات على بلدات وقرى الدروز من بلدة خلده أو أي مكان أخر  سيرتب عواقب وخيمة

وقد أُبلغ من جرى إنذاره بالخطوط الحمراء المرسومة

وأُعذرَ  من أنذرَ …. 


فيصل المصري 

أُورلاندوا / فلوريدا 

٢٨ اب ٢٠٢٠م

السبت، 22 أغسطس 2020

الثورات الشعبية فِي لبنان.

 الثورات الشعبية في لبنان

 بدءً من : ثورة الفلاحين التي قادها طانيوس شاهين

 

بالعام ١٨٥٨ / ١٨٦٠م

وكيف أنتهت

وكيف تنتهي الثورات الشعبية في هذا الكيان اللبناني الهزيل


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :

أصبحت مقتنعاً أنَّ منظومة الإستبلشمانت الأميركية بعكس منظومة ملوك وأُمراء الطوائف في لبنان هي المشكلة والحل في آن لأنَّها ليست مأمورة أو تابعة مثل ما يجري في لبنان منذ زوال خلافة الحُثالة العُثمانيَّة

منذ أشهر كانت وستبقى حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية هيستيريا العنصرية والرق والعبوديَّة وستُخمد نيرانها إذا نجح  مرشح الحزب الديموقراطي جو  بايدن الذي إختار كاميلا هاريس نائبة له بالرغم من أنَّ  أُصولها وجُذورها ليست من الرقيق والعبودية في سهول القطن والقمح والذرة الأميركية، لأنَّ  والدها القادم من جزيرة جامايكا ( أسود اللونقام بعد فترة مِن زواجه بطلاق زوجته أي والدتها المهاجرة من الهند أيضاً. هذه الحياة الأليمة التي عاشتها بعد إنفصال والديها وهي في أوج صباها حفَّزها وشجعها لتتسلق سلالم العلم  والمعرفة وصولاً إلى منصب المدعي العام في ولاية كاليفورنيا ومن  ثُمَّ سيناتور الولاية في الكونغرس الأميركي. كانت كاميلا هاريس تفتخر بأصلها الهندي ولم تأتِ على ذِكْر أنَّها من أصول أفريقية إلا في حملتها الانتخابية الاخيرة

هذا ليس مُستغرباً فِي قرارات الإستبلشمانت الأميركية لأنَّ

اختيار هاريس لا يختلف عن إنتخاب الرئيس باراك أوباما ( والدته بيضاء ووالده أسود البشرة من كينيا في أفريقيا ) ليكون رئيساً للولايات المتحدة الأميركية


فِي هذه المُدونَّة سأُكرر مقولتي أنَّ الثورات والمطالب الشعبيَّة في لبنان لم تنتصر في الماضي ولن تنجح في الحاضر وفي المستقبل، لأنَّ الحل والربط حتى لدى ملوك وأُمراء الطوائف في لبنان مصدره من الخارج كان وسيبقى

إذا نظرنا إلى تاريخ الكيان الطائفي اللبناني وليس الدولة بالمفهوم الدستوري  نرى أنَّ الطائفية متجذرة في النفوس ومكرسة في النصوص وهذا ما يُعيق  ويؤخِّر نجاح  أي ثورة أو إنتفاضة أو تحرُّك شعبي والتاريخ يشهد بذلك.  

والحق يقال أنَّ الطبقة التي حكمت لبنان منذ سقوط خلافة بني عُثمان العاهرة  والظالمة حتى عشيَّة ( لبنان ينتفض ) وما تلاه من إنفجار مرفأ بيروت، نجحوا وأحكموا السيطرة وجعلوا من التحركات الشعبية لا تتعدى  تململ  في الشوارع لأنَّهم  توافقوا واتفقوا وتآمروا وتعوَّدوا على إخماد الاحتجاجات الشعبية.

قرأنا في كُتُّب  التاريخ أنَّ  لهذا الكيان الطائفي  عِدَّة ثورات، سأحاول ذكر أولها والألم يعصرني والقهر يُنهكني  لأنِّي  سأصل إلى نتيجة واحدة وهي أنَّ المزرعة بقيت مزرعةً بعد أي ثورة مع تعديلات طفيفة في البنيان، والكيان بقي كياناً بعد أي ثورة مع علو وإزدياد شأن الفساد والإفساد.


في المُدونَّة : ثورة الفلاحين عشيَّة العام ١٨٥٨م


كان الإقطاع وزعمائه في لبنان من الدين المسيحي أو الإسلامي بمذاهبه الثلاثة في الفترة ما بين ١٨٥٨ و ١٨٦٠ وكان مُتماسكاً ومُتعاضداً ومُتفقاً على خفض جناح العامة وكسر شوكتهم وتبديد أحلامهم والنيل من كراماتهم


حدث ما لم يكن بالحسبان إذ إنتقل نبض العامة من التملمُّل إلى الثورة وفي هذا الجو ظهر طانيوس شاهين في إقطاعية آلِ الخازن في جبل لبنان ( كسروان ). 

لن أدخل بالقيل والقال والكذب والتدجيل لدى المنافقين من بعض المؤرخين اللبنانيين ولكن من الثابت أنَّ طانيوس شاهين بدأ يدعو إلى الثورة ويحرِّض الفلاحين  اعتباراً من العام  ١٨٥٨مضد آل الخازن الإقطاعيين في المنطقة. ثم أعلن بدعم من الفلاحين إنشاء الجمهورية في كسروان، وقد عارضه رجال الدين الماروني والمسيحي، كذلك لم يلقى أي دعم من القناصل الأوربيين.


من غير الثابت تاريخياً لماذا بدأ طانيوس شاهين يستفز المناطق المجاورة الدرزيَّة ( المتن ) مُدعياً وراكباً موجة الدفاع عن حقوق المسيحيين المحليين، وقد يكون هذا التحريض من جهات محلية أو عثمانية أو من القناصل أو من رجال الاكليروس المسيحي من أجل إحباط ثورته ومطالب الفلاحين بإدخال الفتنة ما بين المسيحيين والدروز. وبذلك يستعاض عن الحقوق لتلبية غيرة الدين وهذا سلاح بحد ذاته يُجهض الحقوق المشروعة للشعب والفلاحين. 


هذه التصرفات المُسيئة أدَّت إلى ما يُعرف بالحرب الأهلية في جبل لبنان في العام ١٨٦١م. ما بين الدروز والموارنة. وقد أفلح رجال الاقطاع بأن حوَّلوا المطالب الشعبية وإخمادها عن طريق إشعال فتنة طائفية. 


من هو طانيوس شاهين كما ذكره التاريخ :

أنَّه كان حرفياً يقوم بأعمال يدوية  ولكنه كان متكلماً وخطيباً في آن ( المؤرخة الإنكليزية إليزابيت طومسون ). 

أنَّه كان شبه متعلم وبيطرياً ومكاري لنقل البضائع على البغال وقد لقبه الفلاحين بشيخ الشباب ( المؤرخ كمال الصليبي ).


في هذا الجو المشحون بمطالب الفلاحيين في إقطاع مشايخ آل الخازن المسيحيين، وبالرغم من أحقية غضب الفلاحين في كسروان، كان هناك أُناس يمرحون ويزرعون الفتن بين الناس في جبل لبنان مثل الأمير بشير الشهابي الذي كان يعيث فساداً وإفساداً لدى مشايخ وأمراء الإقطاع الدرزي والمسيحي. كذلك كان الوالي العثماني خورشيد باشا، يتلقى سلسلة من الفرمانات أي ( أوامر الباب العالي العُثماني )، خط كلخانة عام 1839 والخط الهمايوني عام 1856. 

لا بل كان من اعترض على المطالب خفيةً  وهم من رجال الاكليروس المسيحي وعلى رأسهم البطريرك الماروني بولس بطرس مسعد والبورجوازية المستجدة عند المسيحيين. 


كان رد فعل الباب العالي العثماني على تحركات الفلاحين في منطقة كسروان مُعادياً وكان خورشيد باشا مُتعاطفاً ومُسانداً  لمشايخ آل الخازن. 

وقد تعددَّت الروايات والاخبار الموثقة عن الدور الخسيس لبني عُثمان ما بين الفلاحين ومشايخ آل الخازن، وفي رسالة إلى البطريرك الماروني بولس بطرس مسعد مِن الوالي خورشيد باشا اُتهم فيها طانيوس شاهين استعماله اساليب الخداع لتضليل  عقول الناس والفلاحين ولإغواءهم ليتبعوه في طرقه الشريرة. 

كذلك ذكر بعض المؤرخين أنَّ الوالي خورشيد باشا كان يقوم بتقديم الدعم الضمني الى الفلاحين وعلى رأسهم  طانيوس  شاهين  من أجل كسر شوكة آل الخازن وبالتالي تخريب وزعزعة التضامن المسيحي. 

وحتى تكتمل عناصر الفتنة والحرب الأهلية في جبل لبنان

وقعت اشتباكات يوم ٢٩ ايار بالعام ١٨٦٠م. في قرية بيت مري في المتن بين الدروز والمسيحيين وبحلول ٣٠ أيار نجح الدروز في هزم  المقاتلين المسيحيين في تلك البلدة المتنية.

وبعد هذا التاريخ اندلع  القتال  في جميع أنحاء المتن حيث جرى إحراق حوالي ٤٠ قرية  مسيحية. 

تقول المؤرخة اللبنانية ليلى طرزي فواز ( كان مقاتلي كسروان المسيحيين غير منضبطين وغير فعالين ضد قوات الدروز التي كانت أكثر خبرةً وأفضل تسليحاً وموحدةً ). 

بعد المتن إشتعلت الحرب الأهلية في جميع أنحاء جبل لبنان وإعتبرها التاريخ حرباً أهلية بين الدروز والمسيحيين. 


وعلى جري عادتهم يتوحَّد الدروز في المُلِمات والمنعطفات الخطيرة  التي تهدد كيانهم أو وجودهم، فكان لهم أنَّه في منتصف شهر حزيران من العام ذاته سقطت مدينة زحلة ( منطقة البقاع ) آخر معاقل المسيحيين بيد المحاصرين الدروز. 


الخلاصة التي سيعيدها التاريخ في كل ثورة تقع لهذا الكيان :


نجح التدخل الدولي بقيادة فرنسا في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية وتمَّت استعادة النظام في العام ١٨٦١م. وإنتهت حركة طانيوس شاهين. 

كانت الخلافة العثمانية على شفيرالهاوية  ( كما وصفوها بالرجل المريض ). 

وكان رجال الدين الموارنة في خيبة من أعمال طانيوس شاهين. 

وكانت البرجوازية المسيحية المدعومة من القناصل الغربيين  تشرإب أعناقها وتنتظر إصلاحات سياسية في لبنان حتى تدخل المنظومة. 

وكان القنصل البريطاني يُراقب كعادة الانكليز في إقتناص الفُرص. 

وكان أن ألغى طانيوس شاهين الجمهورية التي أسسها  فِي كسروان  وأشعل ثورته مِن أجلها.  

وكان أن توفي طانيوس شاهين بالعام ١٨٩٥م. في عتمة ليل من ليالي لبنان المُظلمة والداكنة سواداً والطويلة عقوداً حتى يومنا هذا. 

وكان أن مات طانيوس شاهين دون أن يترك مذكراته. 

وكان عليكم أيُّها القراء الاعزاء أن تعرفوا وتُدركوا أين الخلاف بين الأمس واليوم

وكان عليَّي أنا أن أقول ما ذكرته في المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها أنَّ الثورات والمطالب الشعبيَّة في لبنان لم تنتصر في الماضي ولن تنجح في الحاضر وفي المستقبل، لأنَّ الحل والربط حتى لدى ملوك وأُمراء الطوائف في لبنان مصدره من الخارج كان وسيبقى


فيصل المصري 

٢٣ أب ٢٠٢٠م

مِنْ أُورلاندوا / فلوريدا 

لكم تحياتي