Pages

الاثنين، 3 فبراير 2020

الجنرال عصام زهر الدين، من جنرالات الوغى

الجنرال السوري عصام زهر الدين
من الجنرالات العرب القلائل بالعصر الحديث
هو دون شك جنرال  الوغى.   
مُدونَّة للذكرى


المُقَدِّمة التي لا بُدَّ منها :

دائماً  أتعب حتى أعطي المُدونَّة عنواناً، كما أُجهد تفكيري في ( المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها ).
هذه الْمُدونَّة ( عن الجنرال عصام زهر الديننشرتها على صفحات غوغل بتاريخ ١١ كانون الثاني ٢٠١٨م.
وقد عانيت من إنتقاد بعض الحثالة بالرغم من أنَّ المُدونَّة  عسكرية بإمتياز وليست سياسيَّة
البعض يظن إذا كتبت عن الإمبراطوريَّة الفارسية، أنِّي مجوسي من عبدَّة النار
وإذا كتبت عن أدولف هتلر أنَّي من الجستابو.
وغير ذلك من حوادث أو شخصيات تاريخية.  
ضحالة الآراء والانتقادات واجهتها لَمَّا كنت أقوم بتصحيح ما ورد في حق الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله على صفحات غوغل الوثائقية. فإشرأبَت أعناق بعض حثالة الفقهاء بالكيل لي من خزان عقولهم الآسن بنفايات وروائح كريهة من تاريخ كاذب وكذوب.  

وقع خياري على عنوان لهذه المُدونَّة ( الجنرال ) لأنَّ له دلالات واضحة، يُدركها من عَرَف الوغى وساحاته ومعاركه

لا يُظنَّن أحد من القُرَّاء الأعزاء أنِّي لا أُجيد اللغة العربية في أسماء الرُتَّب العسكرية لضباط الجيوش والقول :

هذا لواءٌ أو عميدٌ أو عمادٌ أو مُشيرٌ  فهذه الرُتَّب العسكريَّة باللغة العربية بالوقت الحاضر لا علاقة لها بهذه الْمُدونَّة، لا من قريب أو بعيد
السبب في ذلك أنَّ الرُتَّب المشار اليها يجب أن يحمل نُجومها المُذهبَّة ضُبَّاط خاضوا غمار المعارك في حرب شهد العالم بضراوتها وقساوتها، لا بل في شراستها فاقت معارك الحرب العالمية الثانية، أقصد بذلك الحرب التي تدور رُحاها في سوريا منذ عدة سنوات
في حرب سوريا لمع إسم  جنرال سوري مُوحِّد درزي من جبل العرب ( جبل الدروز محافظة السويداء ) خاض المعارك وقاسى العذاب وتحمَّل أشعة الشمس، وصقيع الشتاء وصُمَّت أُذناه  بأصوات المدافع وزينَّت ثيابه الكاكيَّة المُرقطَّة   بأوسمَة من دماء نقيَّة حمراء  هو
الجنرال عصام زهر الدين ..
لهذا السبب أطلقت عليه الجنرال عصام زهر الدين، في كُنيَّة أكاديميَّة عسكريَّة تعني الحرب والمعركة والقتال الشرس جنباً إلى جنب مع عناصره الجنود 

المُدونَّة  :

بادئ ذي بدء  …
عندما نريد تدوين التاريخ بصورة حقيقية نترك إبداء الرأي الشخصي في غير مكان
المؤرِّخون للحرب الأهلية الاميركية ( ١٨٦٤ ) لَمَّا دوَّنوا مسيرة الجنرال شيرمان العسكرية من أتلانتا عاصمة ولاية جورجيا إلى السافانا  على المحيط الأطلسي حيث قام بتدمير القرى والدساكر والمزارع  وحرق المحاصيل في طريقه وقاتل وقتل كل من دبَّ دبيباً أمام مسيرته المُظفرَّة.  
( لم يكتبوا عنه المجرم السفَّاح ). 

كذلك الجنرال الفَّذ جورج باتون بالحرب العالمية الثانية وهو على أبواب الرايخ الثالث  لَمَّا  استدعي القس ( رجل دين دائما كان يرافقه بالحرب ) وطلب إليه أنْ يكتب دُعاء يبتهل لله تعالى أن  يصحوا الطقس غداً وتنقشع الغيوم حتى دباباته ومجنزراته وطائراته تقوم بالمهمة بنجاح تام
رفض القس قائلا كيف أطلب من الله هذا حتى يسهِّل عليك قتل بني  البشر.  
أجابه الجنرال باتون قُمْ بما أمليتك به من دعاء، واترك أمر الله لي.
( لم تكتب عنه الكنيسة الاميركية بأنَّه مُلحِّد
كما كتب بعض حُثالة المؤرخين والمعلقين العرب عن الجنرال عصام زهر الدين بأنَّه سفاك للدماء وسفاح للعباد.  
إذن … 
هذه الْمُدونَّة عسكريَّة تاريخيَّة  بإمتياز، وليست سياسية
هذه الْمُدونَّة عن ضابط عسكري يسري في دمه الوطن والذود عن حياضه
هذه الْمُدونَّة عن جنرال عربي سوري ينتمي إلى طائفة الموحدِّين الدروز اللذين لهم باع أطول من طويل في إستقلال سوريا قلب العروبة النابض والحفاظ والدفاع عنه.   
إنَّ تاريخ  بني معروف في سوريا كُتِب بالدم الأحمر القاني  حفاظاً وذوداً عن حياضها

هذه الْمُدونَّة وضعتها تكريماً لذكرى الجنرال عصام زهر الدين، ذلك العسكري الفَّذ الذي كان يقوم بالدفاع عن وطنه.  

تمهيد :
ليس مُستغرباً أن يكون للضابط الناجح ميول سياسية، وهذا ما عرفته ساحات الوغى بالحرب العالمية الثانية، وأذكر بعض الجنرالات الأميركيين مثل الجنرال جورج باتون والجنرال دوغلاس ماك أرثر حيث كانت لهما أراء تختلف عن من كان في السلطة وقد أدَّى ذلك إلى عزلهما عن قيادة الجيوش ومن ثم إعادتهما بعد تعدُّد الهزائم العسكرية في وسط أوروبا والباسيفيكي بالحرب العالمية الثانية

ولكن هذا الوجه السياسي والآراء المختلفة لهما  لم يمنع اعتبارهما من أعظم جنرالات أميركا بالعصر الحديث، وإن الأكاديمية العسكرية ( ويست بوينت ) تقوم بتدريس النبوغ العسكري لكليهما في معارك الحرب العالمية الثانية في جبهة أوروبا والجبهة الشرقية في الباسيفيكي

الجنرال عصام زهر الدين يُشبه الجنرالين باتون وماك أرثر في بسط أرائه وميوله السياسية،  ولكن نزل إسمه في سجل التاريخ السوري بأنَّه من أعظم جنرالات سوريا بعد الإستقلال.  

كانت قيادة أركان الجنرال باتون تحاول إقناعه بعدم التوغُّل والتجوُّل شخصياً  في الخطوط الأمامية لجبهة القتال حفاظاً على سلامته، ولكنه كان يأبى إلا أن يكون مع أفراد جيشه المقاتل وبالصفوف الأمامية وفِي داخل الخندق مع جنوده

كان الجنرال عصام زهر الدين منفرداً  بذاته عن باقي الضباط في الجيش السوري.  
كان الجنرال في الوغَى ..
كان الجنرال حامل البندقية بدل العصا ..
كان الجنرال الذي يُقاتل مع أفراد جيشه بالصفوف الأمامية ..
كان الجنرال الذي يُشارك الهموم الحياتية مع جنوده ..
كان الجنرال الذي تُرفع التقارير عنه إلى قيادة أركان الجيش الروسي والجيش والسوري على حدٍ سواء لأنَّها تتضمَّن الإعجاب الشديد ببسالته وتخطيطه العسكري الدقيق وصولاً  الى محق  وسحق عدوه ..


من هو الجنرال عصام زهر الدين :
 - الاسم عصام جدعان زهر الدين ..
 - ميلاده ١٩٦١م
 - وفاته ١٨ تشرين أول ٢٠١٧م
 - ينتمي إلى طائفة الموحدِّين الدروز
 - من محافظة السويداء
 - كنيته أسد الحرس الجمهوري، نافذ أسد الله في الجيش السوري العربي.
- كان الجنرال الوحيد الذي أذاق تنظيم داعش الإرهابي مرارة الهزيمة تلو الأخرى

 - المهام العسكرية التي كانت بأُمرة الجنرال عصام زهر الدين
 - قائد قوات الحرس الجمهوري
 - قائد حامية مدينة ومطار دير الزور خلال حصار تنظيم داعش الإرهابي لها، في وطيس المعركة  صرَّح الجنرال زهر الدين :
إنَّ   مطار دير الزور ليس مطار الطبقة، وسيكون مقبرة لإرهابيي داعش
وهذا ما حصل، وصدق وعده.  
 - قائد لقوات المخابرات الجوية في المنطقة الشرقية
 - قائد العمليات العسكرية لعملية فك الحصار عن مدينة حلب، المهمة تاريخياً لأثارها
 - قائد عملية بابا عمرو في حمص والتل في محافظة ريف دمشق

 - من مبادئ الجنرال عصام زهر الدين :
من يخاف الموت فالموت يلحق به
ولكن من لا يخاف الموت فالموت يهرب منه
هذه كانت فلسفته في الحياة، وطبقها في حياته العسكرية.
 - أصيب الجنرال عصام زهر الدين، عدة مرات وكان يرفض أن يغادر مكان المعارك
كان يقول  أنا عسكري وأينما يحتاجني الوطن سأحارب
وأنا فداء للوطن.   


  - الخاتمة :

هذا جنرالٌ..
وهذا محاربٌ..
وهذا شهيدٌ..
وهذا يستحق أن يكون عنواناً  …
الجنرال عصام زهر الدين
أُسْوَة برجالات وعُظماء من بني معروف ( الموحدُّون الدروز ). 
هو من العرب الاقحاح الذين لهم في ساحات القتال ..
عدَّة رايات للنصر ..
وعدَّة بيارق مُخمسَّة الألوان ..
مرفوعة على رؤوس الجبال ..
تجري من تحتها أنهار من الدماء الحمراء الذكية النقيَّة والتقيَّة ..
يرحمك الله ..
أيها الجنرال المحارب
  

فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا

٤ شباط ٢٠٢٠م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق