Pages

الجمعة، 19 يوليو 2019

لماذا وكيف العرب أُمَّة إقرأ باسم ربِّك ، لكنهم لا يقرأون.

لماذا وكيف
العرب أُمَّة
إقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ
لكنهم لا يقرأون


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :

عندما كتب عمر إبن العاص فاتح مصر  خطاباً إلى الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب يستشيره في أمر مكتبة الإسكندرية والكُتُّب، أتى رد عمر بن الخطاب والذي قرأه  عمرو بن العاص وفيه
"... وأمَّا الْكُتُب التي ذكرتها فإن كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله عنه غنى، وإن كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة بنا إليها ". 

وهكذا أمر عمرو بن العاص بتوزيع الكتب على حمامات الإسكندرية لاستخدامها في إيقاد النيران التي تُبقي على دفء الحمامات.  

ورواية إحراق العرب لكُتُّب مكتبة الإسكندرية :

 - أيدها المؤرخ المسلم القفطي وهو أقدم وأول من ذكرها على الإطلاق في كتابه تراجم الحُكماء، وقد إستمر إحراق الْكُتُب ستة أشهر
 - وذكرها أيضا شيخ المؤرِّخين المصريين تقي الدين المقريزي في كتب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار

 - والفهرس لإبن النديم

 - كما أيَّد إبن خلدون في كتابه  ( مقدمة إبن خلدون ) رواية إحراق العرب لمكتبة الإسكندرية، وذلك بالنظر لسلوك العرب في نفس العصر ( حرق وتلف ). 

ومن أمثلة ذلك السلوك ( … ). 
إلقاء سعد بن أبي  وقاص  كُتُّب الفرس في الماء والنار، وذلك بناء على أمر الخليفة  عمر بن الخطاب الذي بعث لإبن أبي وقاص قائلا :

" إن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله باهدى منه، وإن يكن ضلالا فقد كفانا الله"  
وبهذا أسدل العرب الستارة عن قراءة أي كتاب يُخالف القرآن الكريم
وقد يكون قول ( العرب أُمَّة لا تقرأ ) بدأ إعتباراً من خلافة عمر بن الخطاب، وإن لم يتجرأ المؤرِّخين العرب ( المتأخرين والمعاصرين ) على قول الحقيقة كعادتهم بل ألصقوا تهمة من قال هذا القول كيفما كان

وعندما دكَّ المُثنَّى بن حارثة الشيباني، وسيف الله المسلول خالد بن الوليد قلاع وحصون الإمبراطورية الفارسية، إنقرض الفارس العربي وإن بقيَّت إرتدادات هذا الفارس في بداية الخلافة الأموية  بفعل الغيرة الجياشة، وبعدها بقليل الخلافة العباسية التي أزهقت روح الفارس العربي بسقوط بغداد المُدوِّي

وعندما أحرق العرب كُتُّب عمالقتهم في الأندلس إندثر المنطق والفلسفة وباقي العلوم عند العرب

وعندما إعتلى الخلافة الفاطمية الخليفة  الظاهر الذي خلف الحاكم بأمر الله، أُغلِق باب العقل عند العرب وأحكموا إقفاله وزادو في أصفاده وحراسه

وغير ذلك يكذب المؤرِّخون العرب ( القدامى والجدد ) إن قالوا عكس ذلك
ولهذا السبب وغيره
ولأن العرب أُمَّة  لا  تقرأ
هذا هو حالهم اليوم


في المُدونَّة : 

إذا نظرت الى العالم العربي اليوم من الخليج العربي ( ليس الفارسي ) إلى المحيط الأطلسي، لا تستثني دولة عربية واحدة ليست في عراك مع العقل، والمنطق والعلوم والفروسيَّة.  

الدول العربية، يكفيها ما يكفيها من تخبُّط خبط عشواء بكل الامور السياسية والدينية والاجتماعية وحتى الحياتية

في لبنان إختلط الحابل بالنابل وكأنَّ برج بابل قد إبتنى له أبراجاً دينية ومذهبية كل يُغني على ليلاه بلغات ولهجات لا يفهمها أي مخلوق بشري غير قائلها

فإذا إستمعت الى مُذيع أو أي مُتشدِّق على التواصل الاجتماعي أو أصغيت مُرغماً  إلى الساسَّة الكرام

فإنك تقف مذهولاً أمام ما يرغيه ويلوكه من معلومات تاريخية كاذبة  أمام جمهور لا يقرأ

ولا تتعجَّب بعد كل هذا الجهل العربي  والغباء المستميت  في العقول  كيف تمكنت حُثالة  قبائل  بني عثمان السارحة في سهول أسيا أن تحكمنا طيلة أربعة قرون ونيف

ولا تستغرب بعد كل هذا أنَّ مسلمي الأمصار والأقطار القريبة، تستخِّف بعقول العرب بدءً من تركيا ( حالمة بإمبراطورية عثمانية بائدة )، وإيران ( واهمة بإستعادة إمبراطورية فارسية لتأخذ الثأر من فرسان العرب قبل وبعد فجر الاسلام ). 

ولا تستبعد مِن تفكيرك  وظنونك  مسلمي الأقطار البعيدة الذي تنتهي دولهم ( ب ستان ) كيف ينظرون  الى شعوب الدول العربية بسخرية وإمتعاض

وهذا غيضٌ من فيض عبقرية ونباهة وذكاء وفروسية  مُمثلي الأمة عندما زلزلت تصريحاتهم موازنة الجمهورية اللبنانية المعروضة عليهم، فإنقضُّوا على ولادتها

فكان مخاض ولادة موازنة الجمهورية اللبنانية  عسيراً في مجلس النواب اللبناني
ولكني أقول  :
تمخض الجبل فأنجب فأراً
مبروك للشعب اللبناني مولوده الجديد بعد موافقة نواب الأمة على الميزانية

فيصل المصري
لبنان، يا أخضر حلو
لبنان، يا قطعة سما
تموز ٢٠١٩م




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق