الصيد بالماء العكر …
واللعب بالنار مع ( الموحِّدين الدروز ) في لبنان.
سيؤدي إلى التهلكَّة لا بل الإنتحار.
لأنهم إسم على مُسمَّى، وسيبقى.
المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :
معلقة عمرو بن كلثوم …
أعود لأُردِّدها في هذه المُدونَّة لأني أسمع مِن هنا ومِن هناك كلاماً تحريضياً، وتلفيقاً في تاريخ ودور دروز لبنان السياسي، لا بل تطاولاً على الرموز الدينية.
لا ينفك بعض المُتشدقين ( القلَّة القليلة لا في الكيل أو الميزان ) من الوزراء أو بعض مُهرجي محطات التلفزَّة في هذا البلد الذي قُلت عنه يوماً أنَّ كل خبر يصدر من ( لبنان ) عليك أن تقوم بتشكيل لجنة دولية للتحقق من صحة الخبر أو عدمه.
بداية أقول للسيرك المتنقِّل في لبنان ما قاله عمرو بن كلثوم :
أَلاَ لا يجْهَلنَّ أحَدٌ عليْنا … فَنَجْهَلَ فَوْقَ جهْلِ الجَاهِليْنَا
لأنَّه …
بعد زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية إلى لبنان.
وبعد تصريح الرئيس الاميركي دونالد ترامب علناً في شيكاغو الأسبوع المنصرم بخصوص هضبة الجولان.
وبالرغم أنَّه لم تصدر عن الإستبلشمانت السياسية الدرزية في لبنان أي تعليق.
وبالرغم أنَّه لم تصدر عن الإستبلشمانت الدينية الدرزية في بلاد الشام أي تعليق.
وبالرغم أنَّه لم يصدر عن مشيخة العقل في فلسطين أي تعليق.
بدأت بعض الأبواق الرخيصة في المنطقة تُصدر همساً أو غمزاً التسريبات الحقيرة قدراً وقيمةً، بأنَّ وضع الدروز في بلاد الشام أصبح ضعيفاً سياسياً وعسكرياً أكثر من أي وقت مضى.
وأنَّ دروز فلسطين جرى تحييدهم بعد الإعلان المذكور عن الجولان.
أوَّد أن أُعلق على هذا الامر المهم حتى يقرأ كل مارق طريق تعليقي، وليسمع كل مُنظِّر أو مُهرِّج في المحطات والإذاعات ماذا سأقول.
إنَّ إنتظاركم سيطول وستغمركم أمواج مِن بني معروف لتذهب بكم إلى الجحيم، إنْ بقيتم تتطاولون.
أقول …
إنَّكم لا تحسنون قراءة تاريخ بني معروف، لأنَّ الغرور أعمى بصركُم وبصيرتكم.
في هذه المُدونَّة سأقوم بتذكيركم :
لم يَعُّد خافياً على أحد من المراقبين العسكريين في الغرب أن سحق ومحق الهجوم على قرية حضر السورية لم يكن ليتُّم بالسرعة الفائقة، لولا تدخل دروز فلسطين بالرغم من قدوم جحافل مُسلحَّة من دروز لبنان وسوريا وهم كانوا على قاب قوسين أو أدنى من فَكِّ الحصار وإحتلال قرية حضر ودحر كواسر جبهة النصرة.
ولم يَعُّد خافياً على أحد أنَّه في مواقع أخرى وفي مُنعطفات تاريخية خطيرة في لبنان وفي سوريا كان دروز فلسطين لهم اليد الطولى في الفزعَّة والنخوَّة لشَّد الأزر.
أقول لكم أيها المُتطاولون :
أنَّ أي قريَّة درزية تقع في أعالي الجبال اللبنانية حتى أخر بلدة على فقش الموج في ساحل البحر تتعرَّض لأي إعتداء ( داخلي أو إقليمي ) سيلقى المعتدي ذات المصير الذي لاقاه خنازير جبهة النصرَّة الذين دخلوا قرية حضر في حروب الربيع العربي.
هذا هو التاريخ المعروفي وردَّات فعلهم في أي مِحنَّة خلال وجودهم في بلاد الشام منذ أكثر من الف عام.
إقرأوا التاريخ المعروفي جيداً، فإنَّه يُنبئكم بئس المصير.
أُضيف :
وأقول لكم أنَّ نتائج زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية إلى لبنان أعادت اللحمَّة والتعاضُّد والتكاتُف ما بين دروز بلاد الشام أكثر مِمَّا كانت عليه، والدليل على ذلك توقُّف السجالات غير المُجديَّة، وإفتعال الخلاف والخلافات داخل المجتمع الدرزي في لبنان والتي كادت أنْ تُنذر بعواقب وخيمة.
وأصبحت لحمة النسيج الواحد أشّد حبكاً.
وباتّت لحمة المعدن الواحد أقوى صلابةً.
وعادت لحمة الثوب الواحد أمتن خيوطاً.
وأصبح الصيد بالماء العكِّر يؤدي إختناقاً.
وعاد اللعب بالنار مع الموحِّدين الدروز يؤدي إلى التهلكَّة.
هذا بإختصار شديد.
فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا.
٣ نيسان ٢٠١٩م.
آن الرحيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق