وفاة أخر أباطرة القرن الواحد والعشرين.
الرئيس الاميركي ( ٤١ ) الأسبق جورج بوش الأب.
إمبراطور الإستبلشمانت الاميركية، ردحاً من الزمن.
توفي عن ٩٤ عاماً …
في الاول، من كانون الاول ٢٠١٨م.
المُقدِّمة :
هذه المُدونَّة أكتبها بقلبٍ عربي عامر، تمتد جذوره الى أعماق وطني لبنان.
فيها إنحياز واضح لعروبتي :
التي شرَّفت مكتبتها في بغداد، العالم آنذاك.
التي أرست حضارتها في الأندلس.
التي أنشأت مكتبة الحاكم بأمر الله، حيث إعتبرها العالم المُتحضِّر بأنها من عجائب الدنيا.
هذه المُدونَّة أكتبها بعقلٍ، وقلمٍ يحتميان بالجنسية الاميركية، لأقول رأيي، مستنداً الى حرية التعبير، التي يمنحها الدستور الاميركي.
Freedom of speech.
هذه المُدونَّة، فيها جرأتي المعهودة في ( بعض ) المؤرخين، والفقهاء العرب، أنهم من طِينَّة الحُثالة في كتابة وتدوين تاريخ رؤساء بلادهم، قبل وبعد إستقلالهم من عُهر بني عُثمان، وغباء فرنسا، وغطرسَّة بريطانيا التي كانت عُظمى.
المُدونَّة :
الرئيس الاميركي ٤١ جورج بوش هو أخر إمبراطور للإستبلشمانت الاميركية، والذين سيأتون من بعده، لن يكونوا إلا رموزاً للإستبلشمانت دون رتبة الإمبراطور.
في سابقة لم يُقدِّم عليها رئيس أميركي قبل دونالد ترامب، وضعت الطائرة الرئاسية، Air Force One
تحت تصرُّف عائلة بوش لنقل الجثمان من تكساس الى واشنطن العاصمة دون أن يكون على متنها رئيسٌ حي، يجلس على مكتبه في تلك الطائرة المعقدَّة بأجهزتها.
في سابقة لم تعهدها الولايات المتحدة الاميركية منذ وفاة آبراهام لينكولن، ( مُحرر العبيد ) لم تجتمع الميديا الاميركية كلها ( التابعة للإستبلشمانت، والغير تابعة ) على جمع دموع تماسيح العالم بأسره، لتذزفها مِدراراً وبغزارة على إحتفالات تأبين الرئيس ٤١ الاميركي من تكساس حتى العاصمة الاميركية، حيث غرق مبني الكونغرس بالدموع عندما قامت ثُلَّة من وحدات الجيش الاميركي بحمل النعش داخل روتاندا الكونغرس، أفخم وأغلى قاعة في العالم القديم، والحديث.
لم تشهد العاصمة الاميركية واشنطن، مأتماً رسمياً لأي رئيس جمهورية سابق، مثل هذا ( الإحتفال ) وداعاً للرئيس جورج بوش الرئيس ٤١ لهذه البلاد.
المأتم، ومراسيمه، والخطابات، لا بل الإحتفالات تُذكِّر الناس أنهم في حضرة وداع أخير لإمبراطور من أباطرَّة الرومان، او حتى ملوك الإمبراطورية البريطانية.
شخصياً بهرتني المراسم، وقد سبق وشاهدت وداعاً لرؤساء سابقين، أما هذا الوداع فإنه يختلف عن عمَّا سبقه.
شخصياً أذهلني مُذيعوا الميديا الاميركية من جماعة وزمرَّة Fake News
مثل : CNN , CBS, NBC, MSNBC, ABC من حملَّة شهادات الدكتوراه في الكذب، والدَّس وحملَّة الماسترز في الدجل، والنفاق عندما خارَّت قواهم وهم يودعُون الرئيس بوش الأب يوم فارق الحياة.
وللتذكير أن الإستبلشمانت السياسية الاميركية لا ينحصر وجودها في حزب واحد ( ديموقراطي او جمهوري ) بل هم مُنخرطون في الإثنين معاً، وإن كان أغلبهم بالوقت الحاضر ديموقراطيون، من غير حزب الرئيس بوش الأب، او الرئيس الحالي دونالد ترامب.
في صلب المُدونَّة :
أمس توفي الرئيس الاميركي الأسبَّق جورج بوش الأب عن عمر يناهز ٩٤ عاماً قضاها في تنفيذ سياسة الإستبلشمَّانت الاميركية.
سيذكر التاريخ العربي الصحيح، أن هذا الإمبراطور هو أول من دقْ في نعش الدول العربية الاسلامية، أول مِسمار، أو وتدٍ، في حربه على العراق ( الاولى )، بأواخر القرن الماضي.
وقد كرَّت سُبحَّة دقْ المسامير، في نعش الدول العربية، على يد إبنه الرئيس الاميركي ( ٤٣ ) جورج بوش، الحرب على العراق ( الثانية ) وقد أحكم الإقفال لهذا النعش كل من الرئيس الاميركي باراك أوباما، ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، فيما سمُّوه الربيع العربي.
وبما إن العرب لا يقرأون.
وبما إن العرب لا ينظرون الى أبعد من أنوفهم.
لم يعرفوا أن سلالة آل بوش السياسية، التي تمقُّت العرب، وتناصبهم العداء، وتحاول جاهدة سحق العرب، والعروبة، والإسلام قضى عليها قضاءً مبرماً المرشح لرئاسة الولايات المتحدة الاميركية منذ سنتين دونالد ترامب، لَمَّا ألحق الهزيمة في المناظرات الرئاسية للإبن الاخر للرئيس جورج بوش الأب، حاكم ولاية فلوريدا الأسبق جيب بوش، حيث إنسحب من معركة الرئاسة مُنهزماً شرَّ هزيمة نكراء.
وبما أني شبَّهت واحات العرب الحالية بأنها مليئة بالغباء، بدلاً من الماء.
- فإنك ترى صوَّر الكلب الأمين للرئيس الراحل بوش، والذي إنتقل مع عائلة الفقيد على متن الطائرة الرئاسية الاولى، يقوم البعض من الأغبياء العرب بتشبيه هذا الكلب الأمين، بأحد الشخصيات العربية السياسية لإذلاله.
لعمري لم أر تمثيلاً أو تشبيهاً أقل حُثالةً من هذا.
أخيراً أقول،
لو قيَّض لعائلة بوش أن تمسك زمام البيت الأبيض بدلاً من ترامب، كان الربيع العربي، أمسى، وأنهى، ومحق، وسحق فصول الأمة العربية، وبات العرب مهزلة كل الفصول.
فيصل المصري
٤ كانون الاول ٢٠١٨
ملاحظة أخيرة :
للأمانة التاريخية …
يعتبر الرئيس جورج بوش الأب، رمزاً لرب العائلة الصالح، حيث إستمر زواجه من زوجته برباراه اكثر من ٧ عقود.
لم تعرف زوجته رجلاً أخراً غير زوجها.
لم يعرف هو إمرأة أخرى غير زوجته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق