الأفراس، والغزلان ....
وما ادراك ..
تعريف لغوي :
الفرس العربي ..
فرس ( مفرد )
وأفراس ٌ، وفروس ٌ ( جمع ) ..
وهو حيوان، أهلى، وحشي ..
سلالاته، عديدة أشهرها الفرس العربي ..
ويقال ..
للفرس الذكر، حصان.
وإن َّ اوَّل َ، من إستأنسها، بعد ان كانت وحشية، اسماعيل ابن ابراهيم الخليل . وعن النبي داوود ....
أنه، كان لديه الف فرس، وقد ورثها عنه سليمان ..
وقال ان أحب َّ اليه ما ورثه هذه، الخيل ..
-/الفرس العربي :
يعتبر الفرس العربي، من اقدم السلالات في العالم، وقد إعتنى العرب بها، وكان الهّم عند العربي في الجاهلية، وحتى في والإسلام، المحافظة على نسل الفرس ..
ومن مظاهر الاعتزاز العربي بالخيل ..
أن العربي، أعطاها اسماء ً وانسابا ً ..
فسجّل للخيل ( شجرة ) حتى لا تشوب أصالتها زغل في دمها .. لتبقى، نقيَّة ً صافية، حتى انه، منع على الفرس الذكر الأصيل، من التزاوج، مع أفراس مجهولة، حتى لا يضيع النسب.
قال ابن رشيق القيرواني ..
في تكريم الخيل عند العرب :
أنهم كانوا لا يهنئون إلا بثلاث :
- غلام يولد،
- او شاعر، ينبغ،
- او فرس، تنتج.
وقد بلغ العرب، في تعظيمهم للخيول، ما لم تبلغه أمة من الامم، في التباهي، والتفاخر، والتنافس، والتكريم، والإكرام، وفي حسن تربيتها.
اما صاحب الأغاني ابو الفرج الاصبهاني، قال :
إن َّ العرب ..
أضافوا لفظة الخيل، الى بعض الأسماء مثل الشاعر الجاهلي زيد الخيل، وذلك لشغفهم بها.
ولشدة تعلقهم بالخيل ..
كان الإشراف يخدمونها بأنفسهم، ويسقونها الماء الدافئ بالشتاء، ويفتخرون بذلك، واعتبروا ذلك من مآثرهم ..
حتى أنهم يلبسونها غطاء ً في الرأس لعزتّها ..
اما المؤرخ، ابن الكلبي صاحب كتاب ( أنساب الخيل )
يقول :
أن أصل الخيول العربية، وفحولها، يعود الى البقية الباقية من خيول، النبي سليمان، التي كانت تسابق الريح، وتقطع شرق، وغرب، الارض دون كَلَّل، او ملّل ..
وقد ذكر التاريخ العربي القديم، داحس والغبراء، اللتان تسببّتا، بالحرب الضروس بين قبيلتي عبس، وذبيان والتي دامت ما يقارب ٤٠ عاما ً ...
وقد بلغ بالعربي، أن تغنّي بجمال الفرس، حتى قال :
إن عيونه، واسعتين، صافيتين، براقّتين، كحلاوين، شاخصتين مملوءتين، كعيون ( المها ) لان لديها اجمل العيون، بين المخلوقات، لرقة الجفنين ووفرة الرموش.
وإن أذنيه، صغيرتين ..
ولكن السمع، عند الخيل خارق، ومرهف، وانه يستشعر الخطر ..
وإن حاسة الشم لدي الحصان، تلعب دورا ً في التعرّف على صاحبه، وعلى الخيول الاخرى.
وكذلك الحواس الأخرى، كالتذوّق، والنظر، لهما تأثير في رفع شأن نسب الفرس الأصيل.
وان صدره، كبير، ومتسّع، تؤهله لسباق المسافات الطويلة، والصبر على المشّقات.
خلاصة الوصف، في الفرس العربي الأصيل :
ان الخيل ُ، معقود ٌ في نواصيها الخير ُ، الى يوم القيامة.
وظهور الخيل عز ٌ، وبطونها، كنز ٌ...
وقد أضاف ابن الكلبي في كتابه المذكور أعلاه :
ان العرب، كانت تربط الخيل في الجاهلية، والإسلام معرفة بفضلها وما جعل الله تعالى فيها من العز وتشرفاً بها وتخصّها، وتكرّمها ، وتؤثرها، على الآهلين، وتفتخر بذلك في أشعارها وتعتّد بها .....الخ
ويقول البلاذري، في كتابه فتوح البلدان،
إن بعضاً من المجوس، عبدوا الخيل.
وفي حفريات الشعوب الوثنية كانت تماثيل الخيل تقدّس، تقربا ً من الآلهة.
اما العربي، فانه أحب َّ الخيل، لانها أنيسته ورفيقته في حلّه وترحاله، وكانت المآساة الكبرى للعربي اذا نالت سيوف الأعداء ورماحهم فرسه، فيقع في احساس عميق، وحزن لا يوصف.
وهذا أمرؤ القيس، وعنترة ابن شداد، وغيرهما، نظروا الى خيولهم، نظرة المحب العاشق، الولهان.
ويقال ان إمرؤ القيس، هو فريد عصره، والعصور التي تلَّت، كون فرسه اكثر الافراس شهرة في الشعر العربي، لا بل، لا يمكن العثور عليه في مملكة الحيوان لانه غريب ٌ عجيب ٌ وكأنه، أسطورة.
كان امرؤ القيس، ينصرف عن امر رحلة الصيد حتى يقوم بوصف فرسه معتزاً به معجبا ً، به مفتخرا ً، بكماله، وسرعته لا يكِّل او يمِّل مهما عدا .....
وإذا أردنا التوسع في الثقافات غير العربية في مسالة الخيول :
نرى في معجم الأساطير اليونانية، الرومانية، حصان طروادة، لدى الإغريق وقصته مشهورة في التاريخ .
كذلك أشار، ابن الكلبي، في كتابه انساب الخيل،
الى حصان الملك سليمان ابن داوود.
اما صورة الفرس، فلا تجد أفضل من بيت شعر امرؤ القيس.
مِكر ٍ مِفر ٍ مُقبل ٍ مُدبر ٍ معاً
كجلمود ِ صخر ٍ حطَّه ُ السيل ُ من علِ
الى ان قال :
ورحنا يكاد الطرف يقصر دونه
متى ما ترق العين فيه تسفل ِ
فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
٢٠ كانون الثاني ٢٠١٧
Pearl Harbor. Dec. 7, 1941
1 التعليقات:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق