المطران كابوجي ...
نبَّض في قلب العروبة النابِّض ..
توَّقف.
لمَّا قال الزعيم جمال عبد الناصر أن سوريا، هي قلب العروبة النابِّض. كان يقصد، أن سوريا إتسعَّت لأقدم الْمُدُن التاريخية في العالم.
كان يقصد، أن سوريا إحتضنَّت شعوبا ً إعتنقَّت الديانات السماوية الثلاث.
كان يقصد، أن سوريا أنجبَّت الرجالات الْعِظام الذين أغنُّوا قلب العالم العربي .. بنبَّض يُدفِق حرية ً، ومحبة ً، وتسامحا ً، ونضالا ً، وعيشاً .. كريما ً ..
في مُدوِّناتي السابقة عن سوريا، قلب العروبة النابِّض ..
كتبت عن ..
ذلك، المسلم العربي السوري المتسامح.
ذلك، المسيحي العربي المُبشِّر.
ذلك، المُوَحِّد العربي الدرزي.
ذلك ..
من كل الإثنيَّات الذين لاقوا الأمان في سوريا، وطيب الإقامة.
هذه الْمُدوّنة ..
هي، عن نبَّض كان يدِّق دقَّا ً عربيا ً مُنتظما ً ..
هي، عن المطران هيلاريون كابوجي.
هيلاريون كابوجي ..
هو رجل دين مسيحي، سوري وُلِد في حلب.
بتاريخ ٢ آذار ١٩٢٢
وتوفاه الله في اليوم الاول من العام ٢٠١٧.
أصبح مطرانا ً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس عام ١٩٦٥.
في أواسط القرن الماضي، بعد المِحنة، والنكبَّة التي حَلَّت في فلسطين
كانت مواقف المطران كابوجي الوطنية، هي الْمُدويِّة في معارضته للاحتلال الاسرائيلي.
إعتقلته سلطات الاحتلال في آب ١٩٧٤.
وبعد محاكمة صوريَّة للمطران كابوجي، حكمَّت عليه محكمة عسكرية إسرائيلية بالسجن ١٢ عاماً.
وبعد تدَّخل كريم من الفاتيكان ..
أُفرج عن المطران كابوجي بعد اربع سنوات من سجنه، وكان ذلك بالعام ١٩٧٨ لقاء تركه فلسطين التي أحبَّها، وناضل من أجلها.
أمضى المطران كابوجي حياته بعد ذلك في روما، مُعززا ً مُّكرَما ً حتى وفاته، بأول يوم من العام ٢٠١٧.
من أعماله، التي سجّلها التاريخ ..
أنه، في شهر شباط من العام ٢٠٠٩ ..
كان المطران كابوجي على متن سفينة الإغاثة، التي كانت تحمل الأمتعة والأغذية لأهالي غزة المحاصرين.
وتمَّت مُصادرة المعونات، من قبل الاحتلال الاسرائيلي، والعالم كان شاهدا ً
ولكن .. لا حياة لمن تُنادي.
وأخيرا ً ..
توقَّف قلب المطران كابوجي ..
مساء يوم الأحد ..
في ١/١/ ٢٠١٧
كما صدر بيان مُقتضَّب من حاضرة الفاتيكان، في روما ..
أنه توفي عن عمر ناهز .. ٩٤ عاما ً ..
فيصل المصري
٢ كانون الثاني ٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق