أرسل لي الاستاذ فيصل المصري هذه القصة عن المرحوم سلامة عبيد ، وقد استأذنته في نشرها :
أمس إلتقيت بشخص، شكرني لأَنِّي كتبت في غوغل عن الراحل الكبير سلامة عبيد.
قال لي، سأخبرك قصة حدثت معي لن أنساها حتى الرمق الأخير......قال :
بالعام ١٩٦٠ جرى توقيفي على الحدود السورية اللبنانية في جديدة يابوس، بجرم الفرار من الخدمة العسكرية مع اني لبناني ومن مواليد احدى القرى الجبلية.
كان والده قد سجله من مواليد السويداء لانه كان يعمل بالأربعينيات هناك، ولأن والده مهم في لبنان، إتصل ب كمال جنبلاط، وبدوره إتصل الأخير بالسوريين ، لم يتجرأ احد ان يتدخل.
وبعد ساعات عصيبة توصلّوا الى حل ان يستلمه ضابط رفيع في النظام ويأخذه مكبولا ً الى بيته في دمشق، للنظر كيف سيجري تسليمه الى الجيش.
أخذه هذا الضابط الى منزله، وقال له :
انا أتعرَّض للخطر بسببك، ولان المرجعيات تدخلت ولا مجال عندي ان أتحمّل المسؤولية بسببك،
أُنذرك باني سأطلق النار عليك من مسدسي هذا إن هربت، لأن هروبك سيجعلني في عداد الأموات.
قال له سأبقيك هذه الليلة فقط عندي لأَنِّي لن أخرب وأُدمر حياتي بسببك، وغدا ً سنرى من بوسعه ان يأخذك الى بيته ويتحمّل مسؤوليتك، لان الفرار من الخدمة العسكرية جريمة لا تغتفر.
من هو الشخص الذي قبل ورضي ان يتحمل المسؤولية.
من هو الشخص الذي قبل ان يستضيف هذا الفار من الخدمة العسكرية.
إنه سلامة عبيد.
يقول هذا الشخص.
إستضافني سلامة عبيد ٨ ايام معززا
مكرما الى ان جرى تسوية وضعه.
وبعد أقل من شهر، صدر لهذا الشخص إعفاء بعد ان تضافرت الجهود.
على إثرها، هاجر الى اميركا، وبقي هناك، ولكنه لم ينسى سلامة عبيد.
عينة من الذين إتصلوا بي، لشكري على مدونة سلامي عبيد من سوريا.
قصة تحتاج الى رجل مواقف.
إنه سلامة عبيد، راحل كبير، وعلم يُرفرف على واحة الرجولة، والنخوة والشهامة .. في صحراء عربية قاحلة تنمو فيها اشواك قلة الوفاء والخيانة والعربدة السياسية. "
شكرا للاستاذ فيصل الذي اخبرني بإسم الشخص واسم والده واسم الضابط ... وفضلت أن لا اذكر الاسماء ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق