ما الذي سيجمع، ما بين :
الجنرال شِيرمان في الحرب الأهلية الأميركية، في العام ١٨٦١ وما بعدها.
ودونالد ترامب في الانتخابات الأميركية، في العام ٢٠١٦ وما بعدها.
مما لا شّك فيه إن أميركا اليوم، تتعرّض لِمخاض ٍ عسير في السباق الى البيت الابيض، فالمسائل التي يطرحُها المرشحون، كثيرة ومُقلقّة، فهذا المرشح الديموقراطي، بيرني ساندز يقود ثورة سياسية ( political Revolution )، وذاك المرشح الجمهوري دونالد ترامب يقود حركة سياسية ( movement ).
وهذه الثورة السياسية، او الحركة السياسية، تُوجّه السِّهام بإتجّاه إدارة الحزبين اولا ً، والإداء الحكومي الفيديرالي، ثانيا ً ....
وقد بات معروفا ً ان Establishment في كلا الحزبين، ينخر الفساد، والمحسوبيّة، والارتهان للشركات العملاقة، والمصارف، وغيرها من رأس المال الجشِّع.
فالخوف على المصالح الخاصة للشركات، بات الهّم اليومي للعُتُّاة، أكثر من الهمّوم والاثقال، اليومية على كاهل المواطن الأميركي، العادي.
بناء عليه،
لا بدّ من توطئة تاريخية، للمقارنة.
لمّا إستفحّل الامر على الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن ... بأواخر سنوات الحرب الأهلية.
ولمّا ضاق الخِناق على رئيس أركان الجيش الفيديرالي جرانت ... وبدأت تنهار سمعته العسكرية.
ظهر، مُنقِذ مِن بين أركان الجيش، إسمه الجنرال شيرمان، الذي طرح عملاًً عسكريا ً أُطلِق عليه فيما بعد، مسيرة شيرمان.
عُرضت الخطّة العسكرية، على رئيس الأركان غرانت، وافق فورا ً، ولمّا عرضّت على لينكولن، وافق على مضّض، لان فيها دمارا ً شاملا ً، لأجزاء من وطّنه، ويعجز عن تحّمُله.
قضّٓت هذه المسيرة، بإحتلال أتلانتا عاصمة جورجيا، ( ولاية جنوبية ) والانطلاق شرقا ً الى المحيط الأطلسي، جارفا ً الارض، مُدِّمرا ً البيوت، حارقا ً ما علا بنيانه، مُصادرا ً المحاصيل، والمواشي، والدوّاب، جامِعا ً الحُلُّي والمجوهرات، ومُكمِّلا ً صعودا ً هاتِكا ً أوصال كارولينا الجنوبية، وصولا ً الى كارولينا الشمالية، وإلتقاء ً بالجنرال جرانت، ليُخمِّد أنفاس الجنرال روبرت لي، المُتمرِّد في ولاية فرجينيا.
والتاريخ أثبت، أن شيرمان ومسيرته، بجانب عظمّة لينكولن، وتفوّق غرانت أنقذوا الإتحاد.
أمّا دونالد ترامب، المُرَشَّح لرئاسة الجمهورية الأميركية، واللاهِث في السباق ليضمن ترشيح الحزب الجمهوري له، يُجابه وحده، طغيان عتّاة الحزب
Establishment.
ويتلّقى الإهانات، والسُخرية، من الإعلام الأميركي، الحقير، والسخيف، والمُبتذّل، بانه جاهل لا يفقّه ما يقول، ولا يُعرّٓف له مُستقّر، او قرار، وإنه جِلْف ٌ، مغرور، مُتعصِّب، ضد العِرْق الأسود، ويمقّت العرب والمسلمين، ويكره سكان المكسيك، الى ما هو أشّد ظلما ً، وقهرا ً عليه، وعلى أفراد عائلته.
وكل ذلك، كذب ٌ ... وإفتراء، لأن أساطين التزوير، والتدجيل، والتلفيق هم وحدهم الإعلام، والصحافة، ومن لفّ لفهّم من الاقلام الصحافية، وجُلّهن صحافيات، يشتهيّن الشهرة والمال.
بالامس، وبالرغم من كل ذلك، إكتسح إنتخابيا ً ولاية نيويورك، حاصدا ً أكثر من ٦٠ ٪ من الأصوات، وهي من أهم الولايات وزنا ً إنتخابيا ً، وذلك إستعدادا ً للمسيرة التي ستتّجه غربا ً نحو الباسيفيكي، الى كاليفورنيا.
الذي يُراقب مجرى السباق الجمهوري اليوم، لا بد ان يستشعر الأمور الآتية :
إن عُتّاة الحزب، يأملون ان تبقى الكلمة الفصل في إختيار من سيكون
المرشح الوحيد للحزب في السباق لهم، كما كانت تجري الأمور منذ العام ١٨٥٦ حيث الشعب الأميركي لا صوت له، والقرار في الاختيار يعود اليهم.
هذا الامر، هو الان في صلب الحرب الشعواء على ترامب، الذي يُناضل من أجل ان يكون إختيار مرشح الحزب من القاعدة الشعبية، لا مِن إختيار إدارة الحزب في واشنطن.
يُضاف الى ذلك، إن العتّاة تدعمهم الشركات العملاقة، والبنوك، والرأس المال الظالم، يرفضون هذا التوجُّه، الذي يقوده ترامب، ويحاربونه بأبشع الوسائل، حتى يحافظوا على جشعهم الذي فاق الوصف، خاصة شركات التأمين الصحي، والبنوك، وشركات الإقراض، للتملُّك.
هذه المصاعب، والحروب التي تواجه ترامب، تجعله بعد إنتصاره الكاسح في نيويورك، أن يستعِّد للمسيرة، غربا ً بإتجاه المحيط الباسيفيكي، مُجندلا ً الولايات، وصولا ً الى الساحل الكاليفورني.
إذا تمكّن ترامب في هذه المسيرة، غربا ً، من لم ّ شمل الشعب الأميركي المُنهّك إقتصاديا ً، والمُتعّب من فرض الضرائب، سيكون من دون شك، قاهرا ً العُتاة، ومُنقذا ً للإتحاد، مثله مثل شيرمان.
لأنه :
لم يَعُّد من الغرابة في شيئ، ان التأمين الصحي في كندا هو أفضل مما هو عليه في، اميركا.
ولم يعُّد خافيا ً ان الشباب الأميركي يموت يوميا ً بسبب التهريب المُمنهّج، والمُبرمّج للموّاد القاتلة، السامّة من المكسيك، وانه لا توجد أية محاولة جديّة لهذا السرطان القادم من الحدود الجنوبية، والشخص الوحيد القادر على المنع فورا ً وحالا ً هو ترامب، الذي سيبني الحائط.
ولهذا يُحارب من الكارتيلات الأميركية، والمكسيكية على حد ٍ سواء ...
ولم يٓعُّد بالإمكان وقف جحافل الهجرة، ( من دون ضوابط ومستندات ) من سوريا، والعراق الى أميركا إلا بعد فوز ترامب، والمقولّة التي تقول أنه ضد دخول المسلمين الى أميركا، هو تحريف وتزوير لأقوال ترامب، لانه ما من هيئة إسلاميه في أميركا، تُحِّبذ دخول الارهاب الى أميركا، لأنهم هم الهاربون، من الارهاب في وطنهم الأُم.
ولم يٓعُّد بمقدور وقف هِجرة الشركات العملاقة الأميركية الى الصين والمكسيك، طلبا ً للكسب غير المشروع، إلا اذا فاز ترامب.
هذا ليس سباقا ً الى البيت الابيض، بقدر ما هو تدمير، لهياكل الفساد، وإنهاكا ً لأباطرة الجشّع، وحرقا ً لمراتع الفساد، وكمدا ً للكارتيلات، وليس بمقدور إنسان، مهما علا شأنه، يقدر على ذلك، إلا ترامب.
وَمِنْ النفاق الذي يسري في العقول، أن العالم العربي سيكون مظلوما ً بوصول ترامب، هو الكذبة الكبيرة، لان الظلام، والظلم، والحروب لم يأتِ للعالم العربي إلا بوصول هيلاري كلينتون الى وزارة الخارجية الأميركية منذ اقّل من ٨ سنوات.
والذي لا يعرفه، جهلّة العرب، والرُعّاع، ان وصول مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون، الى البيت الابيض، سيكون الزلزال المُدمٍّر للعالم العربي.
أمّا ترامب، الذي يملك أكبر إمبراطورية مالية في العالم، حوله جهابذة المفكرين، والعلماء، والعسكريين، والسياسيين، ورجالات البناء، والعمران، سيكون مُحاطا ً بأسوار عالية من، النصائح.
وفي الختام،
لبنان ... أقول :
بالرغم من الملفّات، المُهترئة فسادا ً ...
وبالرغم من سجالات الزعماء، حول مُديرية، او تعيين موظف وإستبداله، بأخر.
بعد الانتخابات الأميركية، سيشهد هذا الوطن، إنفراطا ً لأحبّة كانوا فيما مضى في شهر عسل ٍ مُمدّد. لأن أقرَّب الخاصة المقربين الى ترامب، وكلينتون من قلب لبنان، ومن مواطني لبنان، الوطن العتيد، والعنيد.
فيصل المصري
أخر يوم في أُورلاندو / فلوريدا
٢١ نيسان ٢٠١٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق