في لبنان،
هل ينتظرون محمد الفاتح،
لينقذ أشلاء الوطن .....
وتسمع، إذاعاتهم ...
وتشاهد، محطاّت التلفزة ...
وتقرأ، صحفهم .....
وتحزن، للسوشيال ميديا ...
إنهم في جدّل، بيزنطي عقيم ...
مِن :
القمامة، وروائحها ...
الفضائح الاخلاقية، وما أخسّها ....
الملفات المالية، وما أكثرها ....
ومن الطرقات، والماء، والكهرباء، والانترنيت، وجبال النفايات وغازاته، والبرغش وغاراته .....
ملأوا القواميس، والمعاجم، وأكثروا الوصف، والتنظير ....
حتى الجدّل، زهِق، ومل ّٓ منهم ....
حتى القرّف، تضايق، وطفش من حديثهم ...
إنهم ... في جدًّل بيزنطي،
والفاتح على الأبواب ينتظر الوقت للدخول ....
هذا حال، لبنان ...
فكِّر بالوطن .... تفرح.
جرِّب المكوث ... تحزن.
لا حل ّٓ، ولا مهرّٓب، ولا أمل .....
إلا بمحمد الفاتح ...
الذي يدخل من الأبواب المُشَرَّعة، والحدود المفتوحة ... لينقذ لبنان.
الذي يدوس، على الأشلاء ... لينقذ الأحياء.
وقبل ان يفوتني فوت ٌ ...
إنه غير، محمد الفاتح العثماني، البغيض الجنسية.
هذه الامبراطورية الفاسدة، المُفسدة في الذي تركته مِن فلول ... في أوطاننا، قبل رحيلها الى جهنم.
إنه محمد الفاتح، المجازي بالفعل ... والقول.
إنه، من غير كوكب الارض ...
ومن غير طينة أهل الحكم ... اللئيم، الشرّس، الجشِّع، المنافق، السارق، والقابض، على الارواح والعباد.
الجدل البيزنطي في لبنان،
هو نقاش ....
لا طائل من بحثه، يتناقش فيه طرفان، او أكثر دون أن يقنع أحدهما، او احدهم الآخر، ودون أن يتنازل كلاهما، او كلاهم عن وجهة نظره.
وهذا النقاش، كما هو حاصل اليوم، وامس، ومن المؤكد غدا ً سيؤدي إلى اختلال في التوازن الفكري، لدى كافة الأطراف، والطوائف، والأديان، والأحزاب.
يُنسب هذا الجدل إلى بيزنطة ـ عاصمة الإمبراطورية البيزنطية ـ التي عُرفت أيضا ً ... بالقسطنطينية.
كان الجدّل هناك سقيما ً، كما الجدّل في لبنان، الان ...
لا حول ولا قوة منه.
إنهم، كأهل بابل، لا يفهمون على بعضهم، إلا النقاش، والإنتقاد، والتنظير.
وأهل الحكم، فرحين لان الشعب في جدّل ٍ وجدّل.
كانت بيزنطية، منارة للعلم اللاهوتي، في القرن السابع الميلادي، فإلتّف فيها جمهرة من العباقرة في اللاهوت، كما أهل لبنان، جهابذة في كافة العلوم.
وتزاحمت الاّراء في كل من بيزنطية، ولبنان.
في مجالس بيزنطية، قام الجدّل حول الثالوث، وطبيعة الأب، والابن، وكانت هذه الجدلّيات تلهب البيزنطيين بمختلف طبقاتهم الاجتماعية والفكرية، مما أدى بالإمبراطور قسطنطين الثاني، في محاولة لوقف ذلك الجدل، إلى إصدار مرسوم إمبراطوري عام ٦٤٨ م يُحظّر فيه مناقشة :
ما إذا كان المسيح، ذا طبيعة واحدة أو طبيعتين، وأي مسائل أخرى مماثلة. وفرض المرسوم عقوبات متنوعة على من يخالفه.
لم ينفع فرض العقوبات، ولم يُجدِ نفعا ً، واستمر الجدل الديني في الإمبراطورية البيزنطية حتى القرن الخامس عشر.
في القرن الخامس عشر الميلادي، وعندما حاصر السلطان العثماني محمد الثاني (محمد الفاتح) القسطنطينية ....
كان مصير الإمبراطورية على كف عفريت، لأن جحافل بني عُثْمَان على الأسوار ....
وكان مجلس الشيوخ في العاصمة، مُنهمكا ً بأمور فقهية، ولاهوتية، كعادة أهل الإمبراطورية.
فإحتدّم النقاش حول جنس الملائكة .. .
هل هم، من الذكور أم من الإناث ...
وهل إبليس ...
ذي حجم، كبير ... لا يسعه أي مكان ...
أم ذي حجم، صغير، يمكنه العبور من ثقب الإبرة ....
وبينما الجدل، قائما ً ومحتدما ً ...
كان القتال يدور في شوارع القسطنطينية، بعد أن دخل جنود محمد الثاني من الأسوار ....
ولقب السلطان العثماني،
بالفاتح ...
وهذا الاسم، إستعرته ...
لأن في وطني لبنان ...
فالأمر .... سيّان.
والجدل، يدور :
هل البرغش، وغاراته بسبب القمامة، او الطقس.
هل الرائحة، المُنبعثة بسبب إختمار الزبالة.
هل الذود عن الحياض يكون بالشتم والتكسير، أم هو الحقيقة المُرّة.
هل، وهل، وهل ...
فليبقى الجدّل قائما ً ....
لانه هو ألحّل ...
بإنتظار ...
أن .... يدخل الفاتح ...
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق