وقيل لي :
إنتبِّه ... عندما تصِّل الى لبنان.
كُن ْ ... مُتيقِظّا ً .. حذِرا ً .. ومُتربِصا ً ...
للمُرافقة الأمنية، للملوك، والأُمراء، والأرباب، والأزلام، والفنانين، والفنانات، والراقصات ... ومن يقع على شاكلتهم.
بادئ ذي بدء، أني لست ضد المرافقة الأمنية، لأَنِّي ما زِلْت ُ أتحّسر قهرا ً، وأتألم وجعا ً.. على مقتل الجنرال الأميركي جورج باطون، قاهر ثعلب الصحراء رومِل، ومُبيد الرايخ الثالث في الحرب العالمية الثانية، الذي صدمته عربّة يَجُرها بغل، وقُتِل، ومات على إثرها بينما كان ينًّزه كلبه، في برلين عشية، انتهاء الحرب العالمية الثانية.
لو، كان يسري في عروق هذا الجنرال، دم ٌ لبناني، لكانوا أقفلوا له الطرقات، وسدوا المنافذ، ونشروا العناصر، حتى يقضي الكلب حاجته ...
وليعذرني السادة النواب، والوزراء، والأرباب ومن وقع في شاكلتهم، بأني سأغرُب وجهي قرفا ً اذا مر ّٓ موكبهم، أما اذا صادفت، او إلتقيت الموكب المُجوقّل، لهيفاء وهبي، او أليسا، او نانسي عجرم، او مي الحريري، او حتى من تُجيد، هز ّ الخصر، فإني أُدير وجهي، وأُبحلّق نظري نحو موكبهُّن، لان فيه بلسما ً للقلب، وعودة ً، للروح، وقطرة ً للعين، أكثر من رؤية مسرحية ٍ، هزلية ٍ أبطالها .. هُم ْ، ومُرافقيهم، لان مشاهدتهم، أو رؤيتهم، كمثل مشاهدة، تلال النفايات المُنتشِّرة ... ُيقزّز .. ويُزكم الأنوف.
وقيل لي، ايضا ً ..
ان المواكب، تغنيك عن شراء مجلة رخيصة، تنشر صرعات النظارات السوداء التي يضعها، الفهود والأسود، إتقاء ً لأشعة الشمس، ولفحات الهواء.
وقيل لي أيضا ً ..
لا تنسى أن تجلُب معك، مادة دِهن اللوز لتلميع الأحذية، لانها إنقطعت من أسواق لبنان، بسبب كثرة استعمالها في تثبيت، وتصفيف شعر حراس الآرباب، لان عادة مٓد ْ الرؤوس من شبابيك السيارات، تعيث تخريبا ً في التسريحة ...
وقيل لي ايضا ً ..
ان نهيق الزمامير، وصراخ النداءات، بالابتعاد عن الموكب، والأسلحة المتدلية من شبابيك، المُجوقّل يُشعرك، بأن هجوما ً على وشك الوقوع لتحرير، فلسطين ...
وقيل لي، أيضا ً وأيضا ً ...
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق