Pages

الأحد، 6 مارس 2016

الأميرة، الست زهر أبي اللَّمع ... من صليما، جبل لبنان ...

الأميرة، الست زهر ابي اللَّمع .....
من، صليما المتن، جبل لبنان. 
ما زالت ... ترشح ُ .. أيمانا ً ....




الأميرة الست زهر، ابنة الامير منصور مراد أبي أللّمع، من صليما، سليلة عائلة كريمة، رسمت على جبين تاريخ لبنان، أنبل، قصص الشهامة، والإباء والفروسية. 
لست في هذه الدراسة، التي تنضح ُ، وترشح ُ إيمانا ً... لأسرُد تاريخ عائلة أبي اللَّمع، والإمارة التي أرسوا دعائمها في جبل لبنان، لأَنِّي شخصيا ً كتبّت مدوّنة ونشرتها، غوغل وما زالت، تحت اسم ( صليما، والإمارة اللَّمعية أثناء الحكمين العثماني والمصري ) يُمكن للقارئ الكريم الرجوع اليها. 
هذه الدراسة، تنقُلنا الى رِحاب الأيمان، في طريق من ألتدّين، سلكته هذه الأميرة، سليلة الْعِزَّ والجاه، ونبذت كل مباهج، وزينة الحياة الدنيا، وإختارت القداسة، والطهارة طقسا ً، وطريقا ً، ومنهجا ً ....
لا تبتعد الأميرة الست زهر أبي اللَّمع عن السيدة الفاضلة الجليل قدرها رابعة العدّوية، في المسلك والأيمان، قيد أنملة، الا فيما خَص، ان رابعة العدوّية، تسربلّت حياتها، بالفقر وعانت، وصبُرت، ولاقت الشدائد. 
أما أميرتنا الفاضلة، دارت وجهها، المُشِّع، قدرا ً وجلالا ً، عن المال والجاه، وإلتحقت بالزهد والتدّين، وهذا بحّد ذاته، زاد من مكارمها. 
كتب اللورد، الإنكليزي شرشل، عن عائلة أبي اللَّمع لما زار لبنان بالقرن التاسع عشر، ان هذه العائلة، كانت على دين التوحيد ( اي  الطائفة الدرزية )، وقد إعتنقوا الديانة المسيحية كلهم، دفعة ً واحدة، ما عدا أميرة واحدة، بقيت على دين أبائها، وأجدادها اي دين التوحيد، هي الأميرة الفاضلة، الست زهر أبي اللَّمع. 
كانت عاصمة الإمارة اللَّمعية أنداك، قرية صليما وكان معظم سكانها من الطائفة الدرزية، اي الموحدون الدروز. 
وبسبب قرار الأميرة الست زهر، البقاء على دينها، إعتبرها دروز القرية، ومن ثم الدروز عامة «وليّة»، يضيئون على قبرها، الشموع، والسُرج. 
تُعتبر الأميرة الست زهر أبي اللَّمع، من فضليات النساء صاحبات العقل الراجح، والرأي السديد، والأيمان الثابت، كانت تناظر الرجال في العلم والمعرفة، وتقارعهم بالحجج، وتتربع على عرش، المحامد، والمكارم وفضائل الأخلاق، وكانت تُقيم  لأعمال البر والأحسان، صدارة ً في أولوياتها. 
وقد إنتقدت أهلها، وذويها  في اعتناقهم الدين المسيحي، لإنجرافهم وراء فوائد مادية، وسياسية أنية، لا كرها ً بدينهم المتوارث عن الآباء والاجداد، ولا حُبِّا ً بالدين الجديد.  
وقبل وفاتها، بالعام ١٢٣٠ هجرية بأحدى عشر سنه .. أوقفت أملاكها الشاسعة، وقصرها في صليما لعائلتي سعيد،  والمصري مناصفة ً، ووزّعت ما عندها، من أموال، وأثاث، ومنقول في أوجه الخير، والأحسان دون تفريق طائفي. 
أما قصرها ألمنيف والشامخ في صليما، اصبح مركزا ً للتعبّد، يقام علية  مجلس القرية.  
ويقال، ان  ذويها  غضبوا عليها، لأنها لم تسلك، مسلكهم في أعتناق الديانة المسيحية، يُضاف الى ذلك انها حرمتهم، من ميراثها. 
ويقال أيضا ً، أن أخاها صمّم على قتلها، فأتى الى صليما وترجّل عن جواده شاهرا ً سيفه، بيمينه فما أن وطأت قدماه، داخل قنطرة قصرها الخارجية، حتى سقط ميتا ً. 
ومن المؤكد، أن ميراث الآميرة الست زهر أبي اللًّمع ... وتُكنّى «ام سليمان»، من والدها، ومن زوجها الآمير قاسم أبي اللَّمع قد أُوقفا الى عائلتي المصري، وسعيد.   
لم ترزق، الأميرة الست زهر ولدا ً.
 
وللأمراء أللّمعيين في صليما مدفنان باقيان الى اليوم في صليما، وأهمهما
المدفن المعروف، بمقام  الست زهر، حيث ضريحها الخاص، يؤمه المؤمنون، وأهالي صليما، والجوار. 
وكانت والدتي، رحمّات الله عليها، قبل وفاتها في شهر ايلول الماضي، تطلب مني، وبإلحاح كلما أعود الى لبنان، أن أزور مدفن الأميرة الفاضلة الست زهر، لأقرأ الفاتحة، قبل دخولي الى منزلي في صليما، وكنت أُلبي طلبها، راضيا ً مرضيا ً، ولا تنسى رحمة الله عليها، أن تسألني، في كل مرة، هل زرت مقام، الست أم سليمان. 
كُنت أجيب ... 
ب نعم.
زرت المقام، 
وزّرت مدفن أبي .. ايضا ً ... يرحمه الله. 
كانت، تقول لي :
الله، يرضى عليك ... يا إبني ....

فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
٧ آذار ٢٠١٦


هناك تعليقان (2):

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. راق لي الموضوع واثار فضولي لاجدادنا السابقون

    ردحذف