Pages

السبت، 8 أغسطس 2015

الفصل الرابع عشر، من القصة !!

الفصل الرابع عشر :
من قصة كراون دايسي و كريستل. 


في خريف تلك السنة، كان مطار دمشق الدولي يعّج بالركاب، المغادرين معظمهم من اللبنانيين، ومنهم حبيب كريستل. 

كانت الرحلة الى دمشق، من أقسى الرحلات، وأطولها، وأتعبها، كانت أجواء دمشق تختلف كلية عن أجواء بيروت التي كان يعيش فيها، . 

كان الاقتصاد السوري، وغلاء الأسعار بسبب تدّفق اللبنانيين، يُثير قلق التجار، لانه، بنظرهم ان الارتفاع الجنوني لسعر العملة الوطنية،  لم يكن مُستندا ًالى مؤشرات إقتصادية، وكان الخوف إن توقّفت الحرب في لبنان، يتقهقر الاقتصاد السوري، وتتراجع العملة الوطنية. 


وصل الى مطار دمشق الدولي قبل عشر ساعات من موعد إقلاع الطائرة لخوف إنتابه من ان تسبقه الطائرة، فضلا ً عن انه حلِم. ومنّى نفسه انه قد يلتقي ب كريستل. 

لم يترك ردهة، او زاوية او مكانا ً داخل المطار إلا زرعه ذهابا ً وإيابا ً علّه يراها. 

سافر على الطائر الميمون، ولا يعرف شيئا ًعن مكان كريستل في فرنسا. 

وإنقطعت أماله، وبقيت ذكرياته، وبعض ازهار كراون دايسي الذابلة. 


أمّا كريستل، بعد ان أقفلت المكالمة مع حبيبها، فاجئت والدها في مكتبه الخاص، ألقت التحية عليه، ولكنه لم يُعرّها اي إهتمام او لفتة. 

قالت له بعنفوان ما بعده إعتزاز. 

أبلغك، إني وافقت على السفر الى فرنسا، وسأُكمل دراساتي العليا، بناء للوعد الذي قطعته لك، بوجود أُمي. 

نهض من كرسي مكتبه، وعانق كريستل، وقال لها :

انت ابنتي الوحيدة، وكل أمالي تنحصر فيك، وبعد وفاة والدتك ضاقت بي الدنيا، وزادت في ضيقها لما تشاجرت معك بخصوص  السفر الى فرنسا. 

سيكون لك شقة خاصة، قريبة من اهم شارع بالعالم  ( الشانزيليزبه ) وسيارة موديل هذا العام، ومصروف شهري لا تحلم به فتاة في عمرك.  

ولما تعودي، الى لبنان.  ستكون شركاتي، واموالي كلها تحت تصرّفك، لانك ستحملين الشعلة قبل، وبعد وفاتي.  

وقال لها، وهي تتعجّب،،،

 لو تعلمين كم من الصعوبة واجهت حتى إستحصلت لك، قبولا ً من جامعتين في باريس. 

قالت له،
 ولماذا ؟

أجابها ان الجامعة التي تخرّخت منها لا تربطها مع اي جامعة في فرنسا معاهدة ثقافية، مثل الجامعة الاولى التي انفصلت عنها، ولكن الامر الذي نفع هو علاماتك في السنة الاخيرة، حيث كان ترتيبك الثاني.  

قالت له :

هل تعلم من كان الاول في دورتنا !!!

قال لها. لا اعلم ...
من هو ؟

إنه هو الذي كان يُرسل لي المحاضرات عندما كنت بالمستشفى !! 

قامت كريستل، وعانقت والدها، وسالت :

اي متى السفر ؟؟

أجابها والدها :

القرار لك ..

قالت له ؛

فليكن يوم  ٢٥  من هذا الشهر. 

وبقيت كريستل تعتبر يوم ٢٥  من كل شهر، هو يوم  مهم  في حياتها، لانه اليوم الذي قال لها حبيبها :

أُحبُك. وبادلته ذات الكلمة. 


انتهى الفصل الرابع عشر :

صليما / اب / ٢٠١٥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق