الفصل الخامس :
من قصة كراون دايسي، و كريستل.
ومع تزايد، وإشتداد العاصفة، هبّت رياح قوية، وإنقطعت الكهرباء وعلّا في أرجاء المدينة، أصوات وكأنها عواء ذئاب جائعة، فتطاير الزجاج، إنهارت الأبنية القديمة، وأمتلأت الشوارع بمياه الأمطار.
أغراه، وأغواه هذا المنظر، فنزل الى الشارع بالرغم من معارضة اهله، وفي مُخيلته انها معه وتحت معطفه.
ولمّا أنهكه السير، وهو يُحاكي نفسه في خضّم هذه العاصفة الهوجاء، عاد ادراجه الى بيته وسبح في احلام حتى صباح اليوم التالي.
أيقظه والده من سُباته العميق، وقال، هناك سيدة تطلبك على الهاتف وتريد ان تتكلم معك.
وعلى الجانب الاخر من الهاتف، قالت هذه السيدة له :
انا والدة زميلتك بالجامعة،
أطلب اليك أن تقبل إعتذار ابنتي عن الذي حصل بالامس، ولو انها بحالة صحية جيدة، كانت هي التي قامت بالاعتذار، كونها الان في المستشفى طريحة الفراش، لعارض صحي مفاجئ، على الغير،
وليس عليَّ انا.
تغيّرت لهجته، وقال كلاما ً إرتطم صدّاه أرجاء الغرفة،
ما الذي حصل،
وكيف،
وأين هي،
وبأي مُستشفى،
وبأية غرفة ....
أجابته، هدِّأ من روّعك ...
انها الان بخير ...
ولا أرى مانعا ً إن قمت بزيارتها ...
وأردفت قائلة، الى اللقاء.
في هذه اللحظة :
إنقشعت الغيوم السوداء، من سماء عقله ...
وجفت الدماء السوداء من جدران قلبه ...
وإنبسطت أساريره ...
ونسي عتّبه ...
وهاجت في وجدانه موجات من العطف والشفقة والحنان عليها ...
فتح نافذة غرفته، ورأى الشمس كعادتها تُشرق، وترسل أشعتها، وكأنها تضحك وتبتسم له.
هدأت العاصفة، وإنحسّرت.
إنقلبت حياته وتبّدلت، رأسا ً على عقب.
وشعر انه تقمّص من جيل الخيبة، الى جيل الأمل ..
فتراكمت، وتزاحمت الأفكار في مُخيلته ...
ماذا سيفعل ؟
كيف، ومتى يزورها ؟
ولكنه اصطدم بأمر شائك صعب المنال، والتحقيق.
هدية زيارته لها في المستشفى !!!
إنها تُحِّب، وتعشق زهرة ( كراون دايسي ) !!
إنه فصل الشتاء ... وهي زهرة برية ربيعية !!
ماذا سيفعل ؟؟
إنتهى الفصل الخامس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق