العنف على الطرقات،
أقلق اللبنانيين أكثر من النفايات.
لا يخلو بلد في العالم من العنف على الطرقات، ولكن الامر الذي يختلف فيه لبنان عن بقية دول هذا الكون، انه وبخلال ايام معدودات تُعرف الحقيقة، ويُحاسب المسؤول، إلا في لبنان.
في الولايات المتحدة الاميركية، ان العنف على الطرقات من اصعب الامور وأخطرها، قد تبدأ لسبب بسيط، ولا يُعَّدُ سببا ً جوهريا ً ( في لبنان )، أي ان تُطلق ألْعِنان للزمور لمن هو أمامك او يُعرقل سيرك، فإن حدث هذا التصرف في الولايات المتحدة، فإنك تُعرِّض نفسك للمخاطر والتهلكة بان ينزل السائق الاخر الذي أزعجته بالزمور ويطلق النار عليك، او يطاردك إن هربت بإطلاق النار المُتعّمد ليُرديك قتيلا ً !!!
في اميركا، كما في كل بلدان العالم، تتحرّك النفحة الانسانية الدفينة والمدفونة في الضمائر، ويعلو الصراخ بالمطالبة بإنزال أشّد العقوبات.
في اميركا، وكما في شعوب هذا الكوكب، تتحرّك رغبة الفضول لمشاهدة وقائع الضرب دون ان يفيق ضمير التدّخل لوقف العنف.
أما في لبنان، فالمقاربة تختلف كلية.
-/ إنتشر فيديو ضرب احد السائقين لسائق اخر وعلى قارعة الطريق، والذي أدّى الى موته، كالنار في الهشيم، ولم تخلو محطة فضائية او ارضية، من نقل هذا المشهد المرعب.
-/ كل سكان لبنان قاطبة طالبوا بإنزال أشد العقوبات بالمجرم القاتل.
-/ خفّت، او علّت لهجة المطالبة بالقصاص، او الإعدام شنقا ً عندما برزت قُطبة مخفية، تكشف هوية ودين ومذهب القاتل والمقتول.
-/ أُوْلِي الامر إستقبلوا وأنشرحت صدورهم، لان لبنان هبّ لنجدة القانون والمطالبة بتطبيقه، دون سماع اي مطالبة بخصوص النفايات المرمية على الطرقات.
-/ اصبح العنف على الطرقات يقّض مضاجع اللبنانيين، اما الزبّالة والروائح الكريهة على طرقات لبنان كله، سيبقى وجهة نظر خلافية.
-/ في العالم كله، ما عدا لبنان يلجئون الى داتا المكالمات الهاتفية، حتى يعرفوا حقيقة العلاقة بين القاتل والمقتول، والتي قد تُفيد التحقيق.
-/ لم يسأل اي مهتّم بهذه الجريمة المُروّعة عن سبب هذا الأشكال الذي حدث على طريق مطار بيروت، وإستمرت المُطاردة حتى مكان الجريمة في ضاحية بيروت الشرقية ( جميّزة، او أشرفية لا فرق ) والذي ينعم بممارسة هواية قيادة السيارات في بيروت يعرف مدى السعادة التي يحظى بها للانتقال من مطار بيروت الى مكان الجريمة.
-/ والذي يسمع بلاغ دائرة السير، يعرف ان الدولة قامت بواجبها.
الخلاصة :
وضعت هذه الصورة على هذه المدوّنة، حتى أقول :
حقا ً إن ّ لبنان هو كطائر الفينيق، سيُخلق من الرماد، من جديد، لانه من أكياس النفايات إنتخبوا ملكة جمال لهذه السنة.... ولكل سنة قادمة .....
أو المُبدّع الاخر الذي سيبقى مرموقاً هو مصمم الأزياء اللبناني المحّلي الذي لن ينطلق للعالمية.
من لبنان العنيد
فيصل المصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق