الأثر العربي في الفكر الإسباني !!
الجزء الثاني !!
المقدمة :
كانت قرطبة، المدينة الأندلسية محّط أنظار العالم الاوروبي، تحدّها، ممالك اسبانيا غربا ً، وتنظر اليها القسطنطينية من الشرق !!
اشتهرت قرطبة، بالتجارة، والصناعة، وبالعلوم ايضا ً ولكن سطع نجم هذه الحاضرة من حواضر الأندلس، في عهد عبد الرحمن الناصر !!
استمّر نجم قرطبة عاليا ً يضيئ ظلمات أوروبا حتى نهاية العهد العربي، يسكنها العلماء، والفلاسفة، والاُدباء، والشعراء والمترجمون، من كل حدٌب او صوب !!
كما فعل المأمون في بغداد، بإنشاء بيت الحكمة، قام العلماء في الأندلس بالاهتمام بترجمة معظم الكتب التي سبق للعرب ان نقلوها من اليونانية، فضلا ً عن الكتب التي ألفها العرب باللغة العربية، وقد تعاون العلماء والمترجمون في نقل الاثار العربية الى عدة لغات، نظرا لغزارة العلم والمعرفة التي حوتّها هذه الكتب !!
مثال، على التعاون ما بين العرب والإسبان :
اشتهر في الأندلس، المترجم العربي يوحنا ابن داوود، الذي انكّب على ترجمة الكتب العربية الى الاسبانية، ثم توّلى المترجم الإسباني دومينغو غونديسيلفو بنقل ذات الكتاب الى اللاتينية !!!
وقد توجّت اعمال هذا الثنائي في تعميم :
كتاب النفس لابن سينا !!
وكتاب، مقاصد الفلاسفة، للغزالي !!
اولا ً : النهضة الدينية المهمة !!
كانت في نقل :
القرآن الكريم، والتلمود الى الاسبانية !!
وكتاب كليلة ودمنه، ورسائل في النرد والشطرنج لابن المقفع !!
ثانيا ً : الأثر العربي في حقل الفلسفة !!
من الفلاسفة العرب الذين كان يُحسب لهم حساب في الأندلس، وفي أوروبا قاطبة ً :
الفارابي !!
ابن مسّره !!
أبن سينا !!
الغزالي !!
ابن رشد !!
أقبل على هؤلاء الفلاسفة، علماء اللاهوت المسيحي، الذين كان شانهم كشأن رجال الدين اليهودي ( يراجع الأثر العربي في الفكر العبري ) في التماس المزيد من الحجج بغية تأييد التعاليم المسيحية !!
وقد نشطت لدى علماء اللاهوت المسيحي فكرة محاربة الاتجاه الفلسفي العقلي بالأدلة الجدلية التي برع فيها فلاسفة العرب المسلمين !!
ومن الأمور، التي استرعت الانتباه ان بعض الفلاسفة الغربيين تَبنّوا آراء الفلاسفة العرب لمجابهة أقوال اللاهوتيين، ولا يغرب عن بالنا ان هذه الفترة كانت الكنيسة في أوج الدفاع عن العقيدة !!
ثالثا ً : الأثر العربي في الأدب الإسباني، والموسيقى !!
لم يحدث، في التاريخ القديم ان تعامل الفاتح مع البلاد التي احتّواها، واحتّلها، كما فعل الفاتح العربي، الذي بسط سلطانه على بلاد الأندلس !!
لم يختلف المؤرخون، على ان أدباء اسبانيا أُغرموا بالأدب العربي، حيث وجدوا فيه الخيال، وصفاء البيان، ورقة الغزل، وغزارة الصوّر بالوصف !! الامر، الذي حملهم على تقليده، وقد ظهر جليا ً في الشعر الإسباني ولا سيما، في الموشحّات !!
وقد انسحب الإعجاب الى الموسيقى، حيث تسرّبت الأنغام العربية الى الاسبانية، وخاصة الشعبية !!
أمّا القصص العربية الأسطورية، أخذت الحظ الأكبر عند أدباء اسبانيا، حيث اهتموا كثيرا بحكايات سندباد وقصص كليلة ودمنه، وقصة حي بن يقظان. !!
ومن أهم الأدباء الإسبان الذين تأثروا بالأدب العربي، خَوَّان مانويل، وريموندو لوليو، وغيرهما !!
أخيرا ً .... هذا هو شان العرب في الأندلس !!
نشروا العلم، والفلسفة، وكافة العلوم الاخرى، على أمم الارض، دون بخل ٍ او تبّجح، وقدَّموا الحجج والبراهين لرجال الدين المسيحي واليهودي، حيث، قامت حركات التجديد في الكنيسة المسيحية، بعد صراع مرير، وانتقل أحبّار اليهود الى إستانبول، حاملين معهم الحجج والبراهين، لدعم شريعتهم، حيث تأسست محافلهم، ولّما تزّل !!
اما العرب، قبل وبعد عودتهم، من الأندلس، قاموا بإحراق كتب
الفلسفة !! ( وهذا خارج نطاق البحث ) !!
أعداد
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
تشرين اول ٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق