سر العلاقة بين الامبراطورية الفارسية ( ايران اليوم )
واليهود !!
في بحثي هذا، سأنّقب عن سر العلاقة ما بين الامبراطورية الفارسية واليهود على إثر سقوط بابل وحضارة بلاد ما بين النهرين على يد الفرس الذين قدموا من الشرق، فاندثرت حضارة وقامت امبراطورية على أنقاضها !!
ينقسم بحثي الى :
اولا : نبوخذنصر الملك الأكادي، وقد اطلق عليه الفرس اسم بختنصر !!
ثانيا ً : قورش الكبير الملك الفارسي !!
ثالثا ً: في سر العلاقة ما بين اليهود والفرس !!
اولا : نبوخذنصر : من عام ٦٠٥ الى ٥٦٢ ق.م ( دام حكمه ٤٣ عاما ً)
في القرن السادس قبل الميلاد استعادت الإمبراطورية البابلية مجددا ً ازدهارها ومجدها في عهد الملك نبوخذنصر، وكان هذا الملك قائدا ً عسكريا ً فذا ًورجلاً محبا ً للبناء والعمران !!
احتل فلسطين، وجمع اليهود البارزين في العلم والطبابة والفلك والفلسفة والدين وأخذهم أسرى الى بابل، وكان عددهم ما يقارب ٣٠٠٠ أسير. ثم ولّى ملكا ً منهم اسمه صدقيا، على فلسطين، الذي اقسم لنبوخذنصر بعدم تكرار الاعتداءات على حدود بابل، وقد عُرف هذا بالسبي البابلي الاول.
ثبت في التاريخ ان نبوخذنصر حاصر مجددا ً أورشليم، لمدة سنة، لان مملكة يهوٌذا كعادة اليهود في عدم الالتزام بالمواثيق والاتفاقات المعقودة، لم تصدق في عهدها الذي قطعته له بعدم الاعتداء على حدود بابل، فاضطر الى ان يدخلها فاتحا ً بالعام ٥٨٧ ق. م. وتأديبا ً لليهود قرر ان يسبي معظم السكان ومنهم ملك اليهود صدقيا، وكان عددهم حوالي ٤٠٠٠٠ أسير ومن ثم أقدم على احراق هيكل سليمان.
وبهذا أنهى نبوخذنصر حكم سلالة الملك داوود على يهوّذا في العام ٥٨٧ ق.م، وقد أُعتبر لاحقا في التوراة باسم السبي البابلي الثاني !!
نبوخذنصر، بعد هذه الانتصارات العسكرية أُعتبر اعظم الملوك في ذاك الوقت قاطبة ً، لانه وعلى أيامه كان في بابل اعظم امبراطورية امتدت من الخليج العربي حتى بلاد فارس.
انصرف هذا الملك الى انشاء الحدائق المعّلقة التي اعتبرت فيما بعد من عحائب الدنيا السبع. ويمتاز عهده بان انتقلت بابل من الحكم الآشوري الى الحكم الكلداني بعد ان اجتاح عاصمتها نينوى بمساعدة الميديين،
نبوخذنصر، في كتاب اليهود، ورد ذكره في سفر النبي دانيال باعتبار ان دانيال كان في عداد اليهود الذين سباهم الملك الكلداني. وقد عُرف انه احتاجه لما عجز كهنة بابل من تفسير حلمه، وهذا خارج عن نطاق هذا البحث !!
ولان نبوخذنصر ( اعتبره القوميون العرب الجدد قائدا ً سوريا ًعالميا ًمن ملوك بابل قاد جيشه المظّفر الى أورشليم حيث سبى وطرد اليهود منها ) اقترن اسمه بالسبي اليهودي ما يزال اسمه يهّز كيانهم ووجدانهم وقد عملوا على تشويه صورته وصورة بابل وتحريف التاريخ، ويقال على ذمة البعض ان لوح السبي قد اختفى.
ثانيا ً: اعظم ملوك الامبراطورية الفارسية ( قورش الكبير )
أرسى هذا الملك الامبراطورية الفارسية المترامية الأطراف، وباتت في العام ٥٣٠ ق. م اكبر امبراطورية في العالم. وقد اثنى عليه كتب العهد القديم ، لانه أعاد اليهود وأرجعهم الى بلادهم في أورشليم القدس، بعد ٧٠ سنة من السبي، وقد بذل لهم الأموال الطائلة لتجديد بناء الهيكل ( هيكل سليمان ) الذي هدّمه الملك نبوخذنصر. وقد ذكرت كتب اليهود ان الإمبراطور الفارسي قورش أمر بإعادة نفائس الهيكل التي استولى عليها جيش بابل والتي كانت مخزونة في خزائن الملوك والمعابد !!
وقد ذكرت بعض الكتب التي قام بتدوينها اليهود، ان قائد الجيش الفارسي ( غوبر ياس ) لما احتل بيت المقدس سنة ٥٣٨ ق.م أخذ معه من أراد من اليهود المسبيين وسمح لهم ببناء الهيكل في القدس، مدفوعا ً برغبة إيجاد جماعة موالية للإمبراطورية الفارسية.
وقد اعتبر اليهود ان الملك قورش هو المخّلص الالهي او حتى المسيح المنتظر !! وقد ذكرت بعض الروايات ان عدد اليهود الذين عادوا مع قائد هذه الحملة ( غوبر ياس ) بلغ ٤٢٠٠٠ شخصا ً وتضيف هذه الرويات ان زعيم اليهود الذي رافق الجيش الفارسي كان اسمه زرو بابل وانه من سلالة الملك يهو ياقيم !!!
أقام اليهود سلطة دينية تحت سيطرة الفرس، واستخدموا العبرية في معاملاتهم التجارية والدينية على حد سواء !!
ثالثا ً : في سر العلاقة التاريخية ما بين اليهود والفرس !
لقد ثبت تاريخيا ان اليهود قامت بينهم وبين الشعوب التي أحاطتهم عداوات، مكلفة ومتعبة وحروب ومناوشات طاحنة، عاداهم المصريون والاراميون والفلسطينيون والكنعانيون والاشوريون والبابليون والكلدانيون والإغريق والروم والنصارى والأنباط ثم العرب المسلمون.
لم يصادق اليهود في كل تاريخهم القديم الا المجوس الفرس الذين حالفوهم ونصروهم !!
وقد ذكرت كتب التاريخ، ان اليهود بالرغم من السماح لهم بالعودة، بإشراف الادارة الفارسية، الا ان الكثير من السبي أعجبتهم ارض بابل، اما القٌلة المتشددة التي عارضت الاندماج هي التي حافظت على بني اسرائيل من الاندثار، وقد تمتع اليهود في منطقة القدس بالاستقلال الذاتي تحت الهيمنة الفارسية !!
وقد غالى بعض المؤرخين العرب، وحتى من الغرب، ان الرأي الإيراني حول اليهودية يقوم اليوم على ذات الأسس التي وضعها الإمبراطور قورش عند تحريره اليهود من السبي البابلي، وهي ان اليهود جنس له شبه كبير بالجنس الآري ( الفارسي ) ويمكن الاستفادة منه من خلال إغرائه بالمال !!
أعداد
فيصل المصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق