امرأة الوادي المقدس ( حلقة ٣ )
تضايقت لان الهدهد تأخر في العودة، ولم تعد ترتل كل شروق شمس أغنياتها الرقيقة، وصوتها الشجي الذي يملئ الوادي سحراً وخشوعا ً حيث كانت الطيور تسجد لرقته ، وتتوقف زقرقة العصافير لانه سيد الأصوات.
تاتِي الطيور لتغني معها، تمنعهم ، تحاول الوحوش المفترسة التودد اليها تزجرهم.
الى ان طلبت من الجميع ان يتركها، جلست على حافة جرداء ملساء تنظر نحو الأفق، حيث بان لها الهدهد فانقشعت اساريرها وأرخت ابتسامة تميل الى الانشراح والحبور، وشهقت شهقة عودة الروح، وبسطت يدها لاستقبال الهدهد الذي ما كاد يستقر حتى بدأ بتقبيل يدها وخدها وكل ما سمحت له بان يفعل، وقالت توقف، اخبرني عنه ....
لم يكن الهدهد سعيدا، لانها منعته من إظهار حبه وطلبت اليه ان يخبرها عنه، فدبت الغيرة بالطائر المسكين المتعب من الطيران والتحليق، فسجد لها وبدأ.. يخبرها !!
لما وصلت اليه، أعطيته القصقوصة، قرأها مرتين ثم تناول صندوقا ً خشبيا ً مرصعا بالجواهر الثمينة من ثلاث جهات ووضع القصقوصة داخل الصندوق !!
ثمّ سألته، ماذا قال لما قرأها ؟؟
أجابها الهدهد، كان حزينا ً محبطاً الهمّ ينهشه والكآبة تنخر وجهه ونزلت من مقلتيه دمعتين روت الارض وكان الشيب يغرس أنيابه في رأسه وقد تقوسّ. ظهره وبان عليه التعب والضمور.
قالت للهدهد ... كفى كفى يا هذا !!
وانهالت الدموع مدرارا ً من عينيها فسقت الوادي سقياً غير ذي قبل ، فقدمت الطيور تواسيها ولم ينقطع بكاؤها وحزنها الا بعد ان اخبرها الهدهد قصة الصندوق
المرّصع !!
قال الهدهد، سألته عن الصندوق المرّصع ولماذا يحتفظ بكل قصاقيص الورق التي ترسليها له !!!
أجابني !!!
أعداد
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
الحقوق الأدبية محفوظة
لدى ولاية فلوريدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق