امرأة الوادي المقدس
الصندوق الخشبي المرصّع
حلقة ٤
ولما بدأ الهدهد الكلام عن الصندوق الخشبي المرصع بالجواهر، انقشعت غيمة سوداء كانت تلف الوادي، وتوقفت الرياح العاتية، وساد السكون وسجدت الطيور وعبق الوادي بروائح الزهور وبانت روائع رسومات الحواري على مداخل الوادي وعكست أشعة الشمس اقواس من قُزح الألوان.
اما هي ابتسمت، وكأن الشمس والقمر والنجوم أُخلي سبيلهم فتعطّر الجوّ برائحة فمها وقالت بحنان ما بعده حنان
ومدّت يدها برفق ما بعده رفق الى وجه الهدهد، واسقته من ريق عسلها حتى يحلو في تغريداته ويمضي دون ان ينسى !!
وقالت له تعالى يا حبيبي !!
وضمته اليها قائلة ان حواسي معك، أخبرني ما قصة هذا الصندوق.
قال لها
أمر هذا الصندوق عجيب، مرصّع من ثلاث جهات لم ارى في حياتي جواهر او احجارٍ كريمة تضاهيها، لا ارى حتى في الوادي مثيلا ً لها.
لمّا سألته قال لي:
هذا الصندوق كان هديتي للتي ابحث عنها منذ عقود لما افترقنا أبّت ان تأخذه معها ومنذ ذلك الوقت وفي كل يوم على فراقنا أضع حجرة ثمينة حتى أُحصي الأيام التي غابت عني.
لمّا سألته أيضاً عن سبب عدم إكمال الجهة الرابعة :
أجابني، انه توقف عندما التقى بك يا سيدتي وأصبح بدل الجواهر والأحجار يحتفظ برسائلك التي ارميها له كل يوم !!
ضحكت وقالت إذن، احبني وانه نسي التي يبحث عنها، وأني اذا ذهبت اليه يستقبلني ويحبني كما أحببته انا منذ ان
التقيت به هنا ؟؟
أجابها الهدهد :
كلا يا سيدتي انه كاد ان يحبك ويقع صريع غرامك !! لولا قصقوصة حملتها اليه
من الوادي ، اخافته وارعبته ودّب الذعر في كيانه !!
انتفضت من مكانها وصرخت ، ما هي القصقوصة ؟ التي خاف منها ؟؟
تغيّر الجو وتلبدت الغيوم وغابت الشمس وهربت الطيور وجفلت الوحوش وأمسكت الهدهد وزجرته وكادت ان تقتله، هل أخدت قصقوصة غير التي أعطيك إياها كل يوم ؟
أجابها نعم !!!
أعداد فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
الحقوق الأدبية محفوظة
ومحمية من ولاية فلوريدا
حزيران ٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق