في لبنان :
فخامته ينتفض ودولته ينتفض والشعب ينتفض ( ولبنان ينتفض ).
ينقص هذه المعادلة الذهبية عطوفته لم ينتفض.
المُقدِّمة التي لا بد منها :
تعليقي على :
خطاب فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون بعد إستقالة دولة رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري.
وقبل ذلك ما صدر عن دولته.
اللبنانيون في بلاد الإغتراب وأنا منهم إعتقدنا بما لا يقبل الشك :
أنَّ فخامته ودولته ( ما عدا عطوفته ) مع لبنان ينتفض.
حتى ظننَّا أنَّ فخامته كان في جل الديب يفترش الأرض مع الشعب اللبناني.
حتى إعتقدنا أنَّ دولته كان في ساحة رياض الصلح يواجه هاجوج وماجوج زمرة الرعاع يقتلعون الخيَّم.
للأسف هذه المعادلة الذهبية تحتاج إلى صائغ ( جوهرجي ) ليتحقق من صحة وجود الذهب أو زيفه.
بمعنى أخر ما زال لبنان منذ ١٩٤٣ تاريخ إستقلاله يحتاج الى لجنة دولية للتحقق من صحة أي خبر يصدر عن هذه الجمهورية.
قديماً قيل في الكذب إنَّه ملح الرجال.
والآن أقول الحكم في لبنان وما يصدر عنه هو ( ملح ).
حتى أثبت لكم أنَّ الوضع الحالي لم يتغيَّر، الكذب والكذب حتى أنَّ منابع الكذب قد جفَّت.
هذا الوضع المأساوي اليوم، إنَّه يذكرني بروايتي ( كراون دايسي وكريستل ) التي كتبتها عن حقبة سبعينيات القرن الماضي لما كنت تلميذاً في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية وما بعدها.
بطلة روايتي ( كريستل ) هاجرت إلى فرنسا بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية في ذلك الوقت، وأكملت تعليمها في جامعة السوربون لتصبح في بلاد الإغتراب مثلها مثل بنات جنسها يتقلدن أرفع المناصب.
أمَّا بطل الرواية ( حبيبها ) هاجر إلى البلاد العربية ومن ثمَّ الولايات المتحدة الاميركية لذات السبب ليصبح مثله مثل شباب ذلك العصر يتقلَّد أرفع المناصب في بلاد الإغتراب.
تاركين وطنهم الأُم ليصبح حلماً أو ذِكرى أو قِصَّة في كتاب.
أنقل هذه الفقرة حرفياً من الرواية :
في مكتبها الفاخر في باريس كانت الدكتورة كريستل تتساءل أمام زبائن مكتبها الحقوقي وهم يعرضون مشاكلهم ويطلبون مشورتها القانونية، أنَّها لم تعد تناقش من يقول أنَّ التاريخ وخاصة اللبناني كاذب ومُغاير للحقيقة، نظراً وبالرغم أنَّنا على مشارف القرن الواحد والعشرين المترابط معلوماتياً، حيث ما زالت تتدفق الأخبار المتناقضة في وسائل الأعلام الرسميَّة والخاصَّة والاجنبيَّة.
وراحت في تشكيكها إلى حدّ:
( أنَّ كل خبر يصدر من لبنان بحاجة إلى هيئة دوليَّة للتحقُّق من صحَّته ).
هذا ما آلت إليه الأخبار الصادرة عن ( لبنان ينتفض ) الأن.
فخامته مع الانتفاضة.
دولته مع الانتفاضة.
لماذا كل هذا ؟
والغريب في الامر أنَّ التواصل الاجتماعي فضح المستور، وكشف المسؤولين وسرقاتهم ونهبهم للمال العام.
( خوفي أن الإنتفاضة ).
وإنَّ لناظره قريب …
اخيراً …
تحياتي إلى كريستل بطلة روايتي … أينما كنت.
إن كنتِ على قيد الحياة وهذا ما أرجوه لكِ، أقول …
صدقتِ القول مُنذ عقود.
وإن فارقتِ هذا العالم.
أقول لكِ :
والشيب قد غزا مفرقي.
ما زلت أعتقد بصوابية كلامك عن لبنان وأخباره حتى تاريخه.
لهذا السبب أنتِ تركت لبنان.
وأنا هاجرت من لبنان، وما زلت.
من أُورلاندو / فلوريدا.
فيصل.
٣١ تشرين أول ٢٠١٩ م.