Pages

الجمعة، 30 مارس 2018

الموحِّدون الدروز، وغريزَّة البقاء ..

الموحِّدون الدروز، وغريزة البقاء ..
بالرغم من الفتاوى، والمِحَّن، والمجازر التي واجهتهم ..

تعريف : غريزة البقاء ..

هي، الرغبَّة الفطريَّة في البقاء على قيد الحياة ..
هي، سلوك يعتمد على الفطرَّة والوراثَّة ..

تعريف : المِحَّن ..

يقول إبن الأثير، المِحنَّة هي إمتحان، وإختبار على البلاء، والإبتلاء ..

توطئة :

إعتاد الموحِّدون الدروز منذ ألف عام تقريبا ً على إختبار بلاء الْفِتَن والدسائس التي حيكَّت ضدَّهم، ولكن وبالرغم من قسوَّة وظلم هذا البلاء بقيَّت صورة النشاط النفسي لديهم، المُتمَثِّلة في فطرَّة البقاء على قيد الحياة لهم ولسلالاتهم من بعدهم، تُراق ُ حولها الدماء  بسخاء حفاظا ً على العرض، والأرض  ..
ولطالما إعتاد رجال الدين الدروز على تسمية المِحَّنة الاولى التي تلَّت إحتجاب الحاكم بأمر الله، بأنها محنَّة الدَّجَّال، فإني أعتبر أن الموحِّدين الدروز في بلاد الشام يعيشون سنوات الربيع العربي تحت قَسْوَة، وإفتراء، وتعدِّي ( مِحنَّة الدَّجَّالين )، وقد أثبتَّت الأيام حتى الامس القريب، أن غريزة البقاء ما زالت في الأفئدة، والقلوب، والعقول ..   

وقبل البدء في المُدونَّة، تعالوا معي نستشِّف رائحة الدسائس، والاكاذيب، والفتاوى النتنَّة  بحق الموحِّدون الدروز ..

تعالوا نقرأ فتاوى الفقهاء التي أشعلَّت المجازر بحق الموحِّدين الدروز ..

وليس لي من الرَّد على الاكاذيب، والفتاوى إلا  بأن  أستحضر  قول  كل من :

  - يقول الكاتب اللبناني والمفكر أمين الريحاني

كثيرا ً ما نقرأ أن تاريخنا مجيد
وكثيراً ما نتغنَّى بمجد الامجاد، وبمفاخر الاجداد
فتعالوا نُعِدْ النظر في أهم ما في التاريخ
تعالوا، الماضي الذي ألهانا عن كل مكرمَّة
ومن هم الأجداد
القوي كان ظالما ً، والضعيف كان مستعبَدا ً.
إقرأوا التاريخ منزهين عن الأغراض، مجردين من الأهواء ...


 - ويقول المفكِّر سعيد تقي الدين :

أشد من يُحاضر في الفضيلة، هي القحباء ..

والآن بعد أمين الريحاني، وسعيد تقي الدين أبدأ في سرد المِحَّن والفتاوى في حق من آمن وشَّب على غريزة البقاء،  لأن الدماء التي تسري في عروقهم، إنفطرَّت بالوراثة على نمط العيش الكريم دون خنوع ٍ أو رضوخ أو إستجداء .. 

المقدمَّة

تبين لي وانا أقوم بالبحث الجدِّي والدقيق في مسألة المِحَّن، والفتاوى، والدسائس التي حيكَّت ضد الموحِّدين الدروز، وأدَّت إلى إراقة الدماء أنهاراً إثر كل مجزرة، أن معظم البحاثَّة الدروز المُحدِّثين مثل الدكتور سامي مكارم، والدكتور عباس أبو صالح، وغيرهما .. 

كانوا يُقاربون الحقيقة، ولا يقتربوا ..
كانوا يسكتون، ولا يعلنوا ..
كانوا يغِضُّون الطرْف، ولا يجهروا ..
كانوا يُهادنون، ولا يُدافعوا ..
كانوا يسكتون، ولا يردُّون ..

ليس بإمكاني إعتبار هذا السكوت، تقيَّة ..
لأن التقيَّة في مسألة العقيدة، ضرورة ..
أما الرَّد على تعدِّي الحُثالة، فهو واجب ديني ..
  
شخصيا ً أنا لست من هذا الرعيل، أو من ذاك القبيل ..
قلت وأقول علانية وأُكرر، أن ( بعض ) فقهاء المسلمين حُثالة، وأفاكِّين، ومُبغضين، ومُفرقِّين وما زالت شعوب الاسلام العربي حتى تاريخه تدفع الاثمان الغالية، والباهظة من حروب، وفِتَّن، ودسائس، ومذابح نتيجة فتاوى أقل ما يقال فيها أنها منارة فِتَّن، وسيل من الشقاق داخل الأُمَّة الواحدة ..

وبما أن هذه المُدونَّة  ليست كتابا ً، فإني سأختصر قدر المستطاع، مُشيراً إلى أهم المِحَّن، وأنْكَرْ الفتاوى، وحسبي أن أذكر للقارئ العزيز المراجع التي إستندت اليها، إذا أراد الإستفاضة والإسترسال ..

بِنَاء ً على ما تقدم :
إن إبن تيميَّة، هو من سدنَّة الفتاوى الكاذبة، ضد الموحِّدين الدروز، كما سيأتي بيانه ..
وأن الدكتور فيليب حتي، هو من سدنَّة المؤرخين المُحدِّثين المنافقين، ضد الموحِّدين الدروز، كما سأُوضحه ..

ولي في غيرهما، أسماء وأسماء ..

وحسبي القول ..
الخوف، لا يُخيف ..
إنما الانسان، هو الذي يخاف من الخوف ..  

 -  أولا ً ( مِحنَّة الدَّجَّال ) أول المِحنَّ ..

منذ غياب او إحتجاب الحاكم بأمر الله، ليلة ١٢ شباط سنة ١٠٢١  بدأت المِحَّن ..

بويع بالخلافة الفاطمية الحسن المُلقَّب بالظاهر لإعزاز دين الله .. 
بعد ان إعتلى الخليفة العرش، حتى بادر إلى إضطهاد الموحِّدين  ناكثا ً للعهد الذي قطعه على نفسه أمام وفِي حضرة الحاكم بأمر الله .. 
قام الخليفة الظاهر بإعلان السجِّل العدائي علانية ضد الموحِّدين .. 

وجاء فيه :
إن جميع من خرج منهم عن حد الأمانة والعبوديَّة لله عز وجل فعليهم لعنة الله ولعن اللاعنين والملائكة والناس أجمعين، وأنه قد قدم إنذاره لهم بالتوبَّة إلى الله تعالى من كفرهم ومن أقام منهم على كفره فسيف الحق يستأصله ..

وعلى جري عادة بعض الفقهاء المأجورين للسلطة في التاريخ الاسلامي، قام بعضهم بإعطاء فتوى للخليفة الظاهر بأن هؤلاء الموحِّدين من أتباع الحاكم بأمر الله، يعتبرون أن الخلافة والإمامة الفاطمية إنتهت بالحاكم بأمر الله، وإنتقلت في الآول من محرَّم من عام ٤٠٨ هجري إلى حمزة بن علي، المُلقَّب بإمام الزمان ..

وبناء على ذلك،
 وبعد أربعين يوما ً  على إحتجاب  الحاكم  بأمر الله، بدأت عمليات  التنكيل، والاضطهاد والتعذيب  ضد الموحدين  وسفك  دمائهم  في  أنحاء  ارض  الخلافة ..

دامت المِحنة  ست سنوات وإستمر البلاء، وبقيت غريزة  البقاء  بالصبر والثبات، حتى أواخر سنة  416 ه أو 1026 م ..

وقد أطلق رجال الدين الدروز على هذه المِحَّنة ..
( مِحنَّة الدَّجَّال )


 -  ثانيا ً ( مِحنَّة الفتاوى، والمجازر التي تلَّت ) :

 - ( إبن تيميَّة ) المُلقَّب ب شيخ الاسلام. 

 - عاش في  الفترة  ما  بين ١٢٦٣م الى ١٣٢٨م. 
كانت ولادته في حرَّان، وإنتقل  إلى  بلاد  الشام مُقيما ً وزائرا ً  القاهرة  والإسكندرية  للتعليم  والتدريس .. 

 - كان  من  أتباع  إبن  حَنْبَل، وقد  تبنى  الوهابيون  فيما بعد  مبادئه  ( بالسعودية الْيَوْمَ  ) ..

 - أُعتقل عدة  مرات في القاهرة، والإسكندرية، وفِي دمشق  حيث  توفي  في  سجن  القلعة  بدمشق ..

 - آلتُهَّم الموجهَّة  اليه ( تحريض العامة )..

 - يقول الدكتور  فيليب  حتي، مُستندا ً إلى  الكُتبي أن  إبن تيميَّة  له  ٥٠٠  كتاب  منسوبة  اليه، لم  يبق  سوى ٦٤  كتابا ً، وفِي  هذا  عدة  دلالات، إما أتلفَّت، أو أُحرقَّت ..

 - عاصر غزوات المغول، وناصر المماليك .. 

 - ماذا تعني كلمة ( شيخ الاسلام )

لقب "شيخ الإسلام" تُطلق على، المتَّبع  للكتاب  والسنة ، العارف بقوانين  العلم،  المتبحِّر  في الإطلاع  علي  أقوال العلماء،  المتمكن من  تخريج  الحوادث  علي  النصوص،  الملم  بالمنقول  والمعقول علي  الوجه  المرضيِّ  ..

 - وبالرغم،  من إعتقال  إبن  تيميَّة  في  بلاد  إسلامية، بتهمَّة التحريض  الديني، والمذهبي ..

 - وبالرغم، من  أن  شيخ  الاسلام، تعني جمع الشمل، لا التفرقة ..

 - وبالرغم، من  أن  شيخ  الاسلام، تعني تضميد الجراح، لا التنكيل  وإثخانها  ضربا ً ..

 - وبالرغم  من  إخفاء  أو إتلاف  معظم  مؤلفاته ..   

 - وبالرغم  من ذلك ...

ما زال إبن تيميَّة  شيخا ً للإسلام، وهذا  ليس  من  إهتماماتي  إنتقاد التسميَّة، بقدر ما  يهمني الفتوى  التى أشعلَّت  المجازر بحق الموحِّدين  الدروز  كما سيلي  تبيانه ..

 - فتوى إبن تيميَّة لأسياده المماليك، لضرب الموحِّدين الدروز

يعنيني  في الفتوى، ما قاله  عن  الدروز، وقد  وضعت الفتوى كاملة  للدلالة  على  نهج  الفتَّن  والدسائس  التي كان  يقوم  بها ( البعض  من  حُثالة  الفقهاء  )

يكفيني  في  موضوع  فتوى  إبن  تيميَّة، أنه أعطاها لأسياده المماليك  الذين  يُعتبرون  تاريخيا ً، وسياسيا ً، ولغويا ً، بهذا التعريف الدقيق :

المملوك، هو عبد، او رقيق  من  البشر في  ذاك الزمان، والجمع  مماليك، وسميَّت  دولتهم  بالممماليك ..

بالمقارنة  مع الفقهاء الاشراف، الذين عاشوا  في عصر المماليك  وفِي دمشق  بالذات ولَم  يكونوا مماليكا ً او عبيدا ً لدولة  المماليك، أذكر الامير السَّيِد عبد الله التنوخي الذي لاقى العداء السافر من  بعض العلماء  والفقهاء ..

( يراجع مُدونَّتي عن الامير السيد عبد الله التنوخي )

قّسم إبن تيميَّة  الشيعة  إلى أصناف : 

- الصنف الأول يسميهم الغالية وهم النصيرية والإسماعيلية ويرى كفرهم وقتالهم، فيقول :
«والغالية يُقتَلون باتفاق المسلمين، وهم الذين يعتقدون الألوهية  والنبوة  في علي  وغيره  مثل  النصيرية والإسماعيلية.» .. 

وأضاف إليهم القرامطة، ( والدروز ) ويصفهم بالباطنية فيقول : 

« ولهذا انضمت إلى  الرافضة  أئمة  الزنادقة  من الإسماعيلية والنُصيرية، وأنواعِهم  من  القرامطة والباطنية، ( والدرزية )، وأمثالهم من ( طوائف الزندقة والنفاق ) »

والصنف الثاني، هم  الإمامية الإثنا عشرية فيرى  كفرهم. 

والصنف الثالث، الزيدية أو المُفضِّلة  فيرى أنهم  أخف الأصناف  وأقربهم  إلى السنة ..

 - في الرَّد  على  فتوى  إبن  تيميَّة، عن الدروز :

لا يعنيني  من  فتوى  إبن  تيميَّة  إلا  ما قاله  عن  الدروز ..
ولا  يعنيني  أن  إبن  تيميَّة  أشهَّر من  أن  يُعرَّف  في  الفقه  الحنبلي ..  
وحسبي. أن  أترك لغيري  الرَّد  فيما  يخصه  أو يعنيه ..

قال  عن  الدروز :

أنهم ....

 - زنادقة، كفار، وملاحدَّة .. 
تعريف الزنديق :

(  زنديق من ينفي وجود الله، أو يقول أن له شريكا ً )
للدلالة على التحريض  لأسياده  المماليك، وهم من سفلَّة القوم علما ً، نزع  إبن  تيميَّة  عن الدروز الصفة الاساسية في معتقدهم، وهي الوحدانية  لله  عز وجَّل ..   

 - قرامطة، وباطنية ..

القرامطة  هم  فرقة  عاثت  فسادا ً وأفسادا ً في  أرض الخلافة  العباسية  بالعام ٣١٧ هجري ..
قامت  هذه  الفرقة :
بهدم  قبة  زمزم، وقلع  باب  الكعبة  والميزاب، ونزع الكسوة، وسرقة  الحجر الأسود ..

وللدلالة على التلفيق، والكذب  لأسياده  المماليك، من  نسل  العبيد، أفتى  إبن  تيميَّة  أن الدروز هم  القرامطة ..

ولأن  العبيد  والرقيق  في  ذلك  الزمن، كان  يخفي عليهم  أن القرامطة  إجتاحوا  مَكَّة  بالعام ٣١٧ هجري، وبدأ تكوين  مذهب  الموحِّدين  الدروز  في القاهرة  بالعام  ٤٠٨ للهجرة ..  

أي  ان القرامطة، تواجدوا وعاثوا  فسادا ً وأفسادا ً قبل   دعوة  التوحيد  الدرزية ..

وهكذا إعتاد بعض العلماء، والفقهاء في  تلفيق الكذب، وتدجينه  حتى  يدخل الى  المسامع  وكأنه  الحقيقة ..

يضاف الى ذلك، وتكذيبا ً  للفتوى ..

نتساءل ..
من حارب القرامطَّة ..

أول من حارب القرامطة، الخليفة  المُعز  لدين  الله الفاطمي ..
وإستمر الخلفاء الفاطميّون في قتال القرامطة، حيث  تابع الخليفة  الفاطمي العزيز منوال من سبقه، وهزمهم ..

وأخر خليفة  فاطمي  قضى على القرامطة، قضاء ً مبرما ً وكسر شوكتهم، هو الحاكم  بأمر  الله .. 

 - المِحَّنة، والمذابح بعد هذه الفتوى لإبن تيميَّة ..

أقنع  إبن تيميَّة  أسياده  المماليك  بضرورة  ضرب الدروز، وأبادتهم  في المناطق  التي تخضع  لسيطرتهم في  منطقة  كسروان  من  لبنان  ..

وقد  تضاربت  الاقوال  في  أن  إبن  تيميَّة  قاد  قوات المماليك  ضد  دروز كسروان في  لبنان، وأخذهم  على حين غرة ..

شخصيا ً ..

لا  أميل  إلى  مقولَّة  أن  إبن  تيميَّة  قاد  القوة العسكرية  للمماليك  لإبادة  دروز  كسروان، لأن الرقيق والعبد المملوكي، لا  يثق  برقيق  او عبد  من  مِلَّته،  أو مِن  غير ملَّته، ولهذا  أستبعد  هذه الفرضية، وقد  يكون مرافقا ً للحملة  العسكرية  ومُحرِّضا ً على  القتل  ..

يقول  المؤرخ  اللبناني  الدكتور فيليب  حتي،  في مجلده تاريخ  العرب ..
إن عدد  ضحايا  مجزرة  فتوى إبن  تيميَّة  بلغت  خمسة عشر ألفا ً من الدروز ..

بينما  المؤرخ  اللبناني  الدويهي، أكد  بان  الضحايا  تجاوز الخمسين  ألفا ً من الدروز الأبرياء  العزَّل، كالنساء، والأطفال، والعجزة  المسنين ..

 -  ثالثا ً .. ( الدكتور فيليب حتي ) .. 

من  الْكِتَاب  الدروز، المعاصرين، الصادقين  والذي  يمكن إعتباره  جريئا ً  الدكتور صالح  زهر  الدين، الذي  قال  في  كتابه :  
( تاريخ  المسلمين  الموحِّدين  الدروز ) ..

هذا  الجهل  لحقيقة  المذهب  الدرزي،  حيث تسابق البعض  في خلق الافتراءات  والتهم، والكذب، والدس، والتشويه، والتزوير ..

ومن  الأمثلة  التي  شكَّلت جزء ً من الحملة  المشوهة لحقيقة  الحاكم  بأمر الله، كان  الدكتور فيليب  حتي  المولود  في  قرية  شملان  قرب  مدينة  عالية، ( لبنان ) وعاش شبابه  بين  ظهرانيي  الدروز، مختلطا ً بهم، عارفا ً بعاداتهم  وتقاليدهم، وجميع  مسلكيتهم الدينية، ومطلعا ً على كتبهم، وهو  المشهور بالعلم  والأدب، كما  في البحث  والتدقيق ..

وبالرغم من ذلك .. 
لم  يسلم  الموحِّدون  الدروز منه، بل  سارع  إلى  طعن الدروز  في  توحيدهم  لله عز وجل، مُتقفيا ً  أذناب  الجهل  الغربي  الصليبي  أمثال  دي ساسي، وتاورد، ولامرتبن، وباروس، وستانلي، وفان لنب، ونيو بولد  في أن  الدروز  من عبدٌَة  العجل ..

وأضاف الدكتور زهر الدين ..

إن الدكتور فيليب حتي، طعن الدروز أيضا ً عندما  قال :
بأن  المقوم  الدرزي  الموضوع  بعد  زمن  حمزه، وبهاء الدين  بوقت  طويل  يعلم  أن  أرواح  الملحدين والمرتدين  ينتقلون او يتحولون ( اَي بالتناسخ ) الى كلاب وخنازير وايضا ً الى  خدم ..

 كان  الرد على الدكتور فيليب حتي، جاء  من  المفكر اللبناني  المسيحي  إبراهيم  الأسود  الذي  قال  في  كتابه  ذخائر لبنان عن  هذا  الامر المشين، القبيح، الذميم ..

إن عبادة  العجل  بالنسبة  للدروز خطأ  فاحش، لأنهم يؤمنون  بأن  الله  إله  واحد  لا  بداية  له  ولا نهاية ..


 - الخاتمة ..

وقبل  أن  أُنهي  مُدونَّتي  هذه ..
أُشير الى  أن  البحاثَّة  الدروز الجُدد  قصرُّوا  كثيرا ً في الرَّد على  الفتاوى  والتهَّم  بحق  الموحِّدون  الدروز،  بالرغم  من أن  المؤرخين  القدامى  كإبن  خلدون  والمقريزي  وغيرهما،  تجرأوا على  دحض الاكاذيب ..

شخصيا ً ..

لا  ارى  تبريرا ً لهذا  التمنُّع، بالرغم  أن  بعضهم  من حملة  الشهادات  العليا، وحسبي  في  ذلك  كما  قال أحد مُفكري  الغرب، أن  الواقع  السياسي،  والاجتماعي، والاقتصادي  عند  العرب  يتحكَّم  في  سرد  وكتابة  التاريخ  الصادق، والصحيح ..  

 أخيرا ً ..

كان  يقول  الشيخ  محمد  عبدو، الذي  عاش  في  الفترة ما  بين ١٨٤٩ حتى  وفاته  ١٩٠٥ ..
يؤلمني تقهقر الاسلام، ويحِّز في  نفسي  ..

كان  يدعو  الشيخ  محمد  عبده، إلى إحياء الدين  سياسيا ً وعقليا ً، ولا  يوجد  تناقض  أساسي  بين  الاسلام، والعلم الحديث، وفسَّر بعض  الآيات  القرآنية  تفسيرا ً عقليا ً، وأدرك  قصور الطريقة  المدرسية  الاسلامية ..

ماذا  كان  جزاء  الشيخ  محمد  عبدو ..
النفي  إلى  سوريا ..

وما  زال  يتساءل  العربي، وأنا  منهم  ..
لماذا، وكيف  وقع  الربيع  العربي  بالقرن  الواحد والعشرين ..

أم  ما  زلنا  نحن  العرب، في  قرون  ما  قبل  التاريخ  الحديث ..

نُلصق  بَعضُنَا  البعض  ب  تِهَّم ..
ونسأل  بَعضُنَا  البعض ..
ما هو دينك، وما  هو مذهبك، وما  هي  مِلَّتك ..
وإن  كنت  من  غير  ديني  او  مذهبي  او ملتي ..
أنت زنديق، وكافر، وباطني  وقرمطي .. 

فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا 



مراجع  هذه  المُدونَّة  الموحِّدون  الدروز، وغريزة البقاء
أذكرها، وأُعددها  لأهميتها ..

 - فؤاد يوسف الاطرش .. ( الموحِّدون الدروز، تهم وتاريخ، وحقائق )
 - الدكتور فيليب حتي .. ( تاريخ العرب )
 - المقريزي ..
 - الدكتور كامل حسين، طائفة الدروز ..
 - الدكتور مصطفى غالب، تاريخ الدعوة الأسماعيلية ..
 - الدكتور كرد علي ..
 - الدكتور أبراهيم حسن إبراهيم ( بين الاسلام والزندقة ) 
 - إبن خلدون، في كتابه العبر وديوان المبتدأ والخبر ..
 - الجوزي، في كتابه المنتظم في تاريخ الملوك والامم ..
 - إبن الأثير، في كتابه الكامل في التاريخ ..
 - إبن كثير، في كتابه البداية والنهاية ..
 -  وغير مراجع من، غوغل ..