آلهة الحب ما زلنا نعبدها !!
آلهة الجمال ما زالت تبهرنا !!
مهما قيل ...
ومهما وحدّنا الله عزّوجلّ وفق طقوس الأديان السماوية !!!!
ما زالت تجثم بحنان على قلوبنا، آلهة الحب !!
وما زالت ترافقنا في حلّنا وترحالنا، آلهة الجمال !!
اليوم، ساتجّول معكم وأعيدكم الى الماضي البعيد ولكنه قريب داخل افئدتكم !!
سأبحث عن آلهة الحب، لأقول لها....
ما زالت تعاليمك ... تُعبد
ما زالت تراتيلك ... تُغنى
ما زالت أُغنياتك ... تردد
اما آلهة الجمال، سأقول لها ...
كم ولدت جميلات ... في جنس حوٌاء !!
كم وهبت من عيونك ... سحراً للفاتنات !!
كم زرعت من سنابل شعرك للبنات !!
كم وزعت ابتسامات على شفاه السيدات !!
وكم رصعّت لؤلؤ ً في أسنان العاشقات !!
وكم قطفت النجوم لتوّزع على الحالمات !!
وكم ارخيت من ظلال القمر لباساً للاميرات !!
وكم أشرقت شمسا ً في قلوب الأمهات !!
وكم أعطيت حنانا في صدور الأخوات !!
اكتفي يا آلهة الحب ... هل تسمعي ندائي !!
ويا آلهة الجمال .. هل تدركين حالي ؟؟
ظهرت فكرة عبادة الآلهة لأول مرة في التاريخ عند سومر العراقية ومصر الفرعونية
ثم اخذتها الامم المجاورة كالأكاديين والكلدانيين والآشوريين والفينيقيين واليونانيين والرومانيين.
حسب الأساطير القديمة التي وضعها هوميروس، كانت الآلهة على شكل البشر من حيث الصورة ومن حيث الخلق.
كان يقول الفيلسوف اكسانوفان ان الناس هم الذين خلقوا الآلهة على شاكلتهم وصفاتهم وهواهم ثم عبدوها !!!
ثم تطوّرت فكرة الآلهة، فمنهم من اعتبرها أرواحا ً لطيفة ومنهم من جعلها أجساما نورانية ... الخ
في معجم الأساطير اليونانية والرومانية
( منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي في دمشق، أعداد سهيل عثمان وعبد الرزاق الأصفر )
وفي موسوعة الأساطير العربية، أعداد شوقي عبد الحكيم.
وفي كتاب الالوسي بلوغ الأرب في معرفة احوال العرب.
كانت أفروديت آلهة الجمال عند اليونان !!
كانت عشتروت آلهة الجمال عند البابليين !!
كانت إيزيس آلهة الجمال في مصر !!
كانت فينوس آلهة الجمال عند الرومان !!
كانت العزّى آلهة الجمال عندالعرب !!
اعتبرت الأساطير ان آلهة الجمال هي الأنموذج الأعلى للجمال الأنثوي، المعبودة قرينة الشمس رمز الخصوبة والأمومة فهي بشعرها اللين الغزير الذي ترسله على متنيها يفوح منه ريح المسك والعنبر والطيب وبحركتها الأنثوية المغناج تظهر وكأنها من بنات الخدور، اما جسمها الممتلئ وبطنها الخميص واوراكهاالثقيلة وعروقها التي يترقرق فيها الشباب النضر.
فهو جسم شابة ممتلئ بالنضارة والحيوية مما يزيدها غنّى وخصوبة !!!
وقد اعتبر الأصمعي، وغيره ما ورد من سجلات الأساطير، ان آلهة الجمال كان فيها البياض والحسن والبهجة وأضافوا صفات لآلهة الحب الطرب والسرور واللهو وان النظر إليها يجلب الفرح ويخفف من أوجاع الحب والعشق، واعتقدوا انها تثير غرائر الجنس لطغيان انوثتها لما تسببه من سحر على الرجال.
اما الشعراء فكان وصف ثغر الآلهة ( الجمال والحب ) باسم ونبع للخير المطلق ومصدر لماء الحياة، وقد اعتبروا في وصفهم لمعبودتهم كل مايشبه الآلهة في كون رضابها كالخمر المعتق وهو عنصر مقدس لانه يمثل دم الآلهة او العسل المصّفى ذي الطبيعة المقدسة لانه يؤدي الى النشوة الروحية كما يصدر عنه رحيق الحياة !!
اتفقت جميع الامم في أساطيرها على تشبيه المرأة للآلهة ( جمال او حب ) لان الآلهة كانت على شبههم كما أسلفت سابقاً، فتحولت المحبوبة الى شذى ً وعطراً.
وثغرها كثغر الآلهة فيه خليط من المسك والكافور والأقحوان وجعلوا فمها أطيب رائحة واذكى عطراً.
وقد اختلط في الأساطير التفرقة بين آلهة الجمال وآلهة الحب، فان نقصت صفة على الاولى زيدت للآلهة الثانية.
في القرآن الكريم ذكر لهذه العبادة التي كانت ما تزال حية في الأذهان الى عهد قريب بالإسلام حيث يقول تعالى : ( أفرأيتم اللاّت والعزّى، ومناة الثالثة الاخرى )
اترك للقارئ العزيز
حال الشعوب التي عبدت آلهة الحب وحال الامم التي عبدت آلهة الجمال !!
في غابر الأزمان والأكوان،
وما نحن عليه اليوم.
فلا ارى تناقضاً، بين الأمس واليوم
لا بل ارى تطابقاً في وصف الحبيبه او الزوجة، بأنها ملكة للجمال بدلا ًان تكون الهة.
ونقوم دوما ًبخلع آلهة الحب ونُجلس مكانها، من نعشق او من نحب.
وننزع صولجان آلهة الجمال من يدها، لنعطيه الى حبيبتنا.
ونسرق التاج من راس الهة الجمال لنزّين به رؤوس ملكات الجمال في عالمنا هذا.
أعداد
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
حزيران ٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق